الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ابتسام عبدالعزيز تمزج المعرفة والجمال مع الفن المفاهيمي

ابتسام عبدالعزيز تمزج المعرفة والجمال مع الفن المفاهيمي
16 مايو 2012
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، محاضرة للتشكيلية ابتسام عبدالعزيز تحت عنوان “تجربتي في الفن المفاهيمي” تحدثت فيها عن تاريخ الفن المفاهيمي في الإمارات ومساهماتها في حركة هذا الفن، بما قدمته من أعمال استطاعت أن تحقق تواصلاً جمالياً وأسلوبياً استحوذ على انتباه الحضور الذي تنوع بين عدد من الأدباء والصحفيين ومتذوقي الفن. وفي تقديمه للمحاضرة ابتسام عبدالعزيز، أكد الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي رئيس فرع اتحاد الكتّاب في أبوظبي أن ابتسام عبدالعزيز فنانة متعددة التخصصات، فهي كاتبة وتشكيلية ومقيمة معارض، وتعكس أعمالها علاقتها بدراستها، فهي حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم والرياضيات واستطاعت أن تسخر علم الرياضيات كأساس لهياكل النظم الرياضية والهندسية المتعلقة بأعمالها، والتي تحاول من خلالها استكشاف وطرح قضايا إنسانية وثقافية مجتمعية. وقال المزروعي “إن أعمال ابتسام عبدالعزيز تصنف على أنها مفاهيمية بامتياز، وما هي إلا جزء جلي وواضح يعبر عن بصمتها في مسرح الحياة والمعايشة اليومية، فاختلاف وتفاوت أشكال وخامات هذه الأعمال، من صور فوتغرافية، وفيديو وفنون أداء مسرحية، وأعمال تركيبية، وأرقام وأشكال هندسية هي بالتأكيد تعرض لغايات مختلفة”. وتحدث المزروعي عن تاريخ الفن المفاهيمي وتأثير التحولات الصناعية الكبرى في نشأته، حيث ساهم التطور الصناعي بعد عصور ظلامية طويلة وظهور المكائن والآلات العملاقة في الإنتاج الصناعي في إخراج السلعة من نظام العنصر الواحد “الهاند ميد” إلى تعددية العناصر حتى لتصل أعدادها إلى ألوف العناصر المتشابهة في الآن نفسه، وهذا بالطبع - كما يرى المزروعي - قد خلق حالة من التعدد الفكري، ومن أهم هذه الإنجازات على مستوى التشكيل هي الثورة ضد اللوحة المؤطرة من أجل خلق أشكال لا نمطية. وأشار المزروعي إلى إشكاليات الثابت الاستاتيكي في علم الجمال ومغايرة الفن المفاهيمي لهذا النمط، حيث الحرية واللاعقلانية والتمرد وتعدد الأنماط والأشكال أصبحت ضرورة ومن اهم سماته. واستهلت ابتسام عبدالعزيز محاضرتها مستعينة بشاشة كبيرة نصبت داخل القاعة، عرضت عليها شرائح تصويرية لأعمالها التي كانت قيد البحث في المحاضرة والتي أسهمت في شرح أبعاد اشتغالها عليها وكيفية تمثلها، حيث استطاعت أن تشد الحضور عبر جماليات الفن وغاياته ومسبباته. وتضمنت المحاضرة مجموعة من المحاور وهي “مقدمة لتاريخ الفن المفاهيمي في الإمارات” و”تعريف الفن المفاهيمي” و”تعريف الفن النظامي” و”تعريف فن أداء الجسد”، ثم نبذة عن أعمالها المفاهيمية وقراءة في تلك الأعمال من خلال عرض صور تمثل نماذج من تلك الأعمال التي تشكل تجربتها الغنية حقاً، والتي تمتلك أبعاداً ثقافية وتجريبية ومعرفية مهمة. تحدثت عبدالعزيز عن الأسئلة المهمة حول الحركة المفاهيمية، وتعدد الآراء حول قراءة الواقع الذهني والبصري، ورجعت بذاكرتها إلى مرحلة الثمانينات، حيث استطاع الفنان حسن شريف “الأب الروحي للفن المفاهيمي في الخليج وتحديداً في الإمارات كما تصفه ابتسام عبدالعزيز” أن يخلق حركة جاذبة باتجاه هذا الفن الذي عرفته بأنه “مفهوم يعتمد توهج الفكرة كونها السمة الأكثر أهمية في العمل والآلة التي تصنع الفن، مع احتياج الفن المفاهيمي إلى عقلية حديثة لتقديره وفك رموزه للاستمتاع به”. وأكدت ابتسام عبدالعزيز أن الفن المفاهيمي في جزء منه يستخدم الجسد ليعبر عن الفكرة وفي أجزاء أخرى يستخدم الصورة والفيديو وغيرها من الوسائل، ونوهت إلى أن “اللوحة تخاطب البصر، بينما الفن المفاهيمي يخاطب البصيرة”، وربما كان تلخيصها هذا للعلاقة بين الفنين هو الأكثر تمثلاً للفن المفاهيمي. وعززت ابتسام عبدالعزيز أفكارها تلك بتقديم أهم عناصر تشكلات الفن المفاهيمي وهي أولاً الفكرة كونها عنصراً أساسياً فيه وثانياً صرامة هذا الفن وثالثاً ألا مجال للخطأ فيه. وتناولت ابتسام عبدالعزيز أعمالها فشرحتها للحضور والتي نالت إعجاب الجميع لما فيها من بُعد فني ومعرفي راقٍ، وهي “لعبة الحياة” و”35 دقيقة” و”دماغي” و”مكعب الحياة” وهي عبارة عن ثلاث لوحات عن الوهم، كما قدمت قراءة لعملها “الضوء في الظل” وقراءة أخرى لعملها بلا عنوان التي أرادت فيه تقديم التراكم الموضوعي للذاكرة عبر خطوط تتمازج فيها الأحداث والشخصيات في سلسلة كبيرة من الصور. كما قدمت “حياة في حقيبة” وسيرة ذاتية لشخص في نادي الرماية وأخرى لتغيير خريطة الوطن العربي ودوائر المرأة ضمن ما يطلق عليه بالأداء الحركي، كما عرضت على الشاشة لوحات لفن الخداع البصري الذي اشتغلت عليه ببراعة قل نظيرها ومنها الغرفة المربعة والخط الأسود وانعكاس الإضاءة على البحر والاحتمالات الأربعة واختبار البصر في غرفة مظلمة وتحويل السيرة الذاتية الحسابية إلى مجرد أرقام. لقد قدمت ابتسام عبدالعزيز محاضرة فيها من المعرفة والجمال الفني والقدرة على التأثير ما يثير الإعجاب حقاً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©