عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
يجري مجلس النواب الليبي مشاورات مكثفة لاختيار الأعضاء المكلفين بالمشاركة في الحوار السياسي الذي دعت له بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالعاصمة جنيف نهاية الشهر الجاري. وقال مصدر برلماني ليبي لـ«الاتحاد»، إن مجلس النواب يتخوف من محاولات لخلق كيان مواز للبرلمان الذي يعد الجسم التشريعي الوحيد في البلاد، مؤكداً أن بعثة الأمم المتحدة طالبت مجلس النواب بالإسراع في إرسال أسماء الأعضاء الذين سيشاركون في لجنة الـ«40» لتفعيل الحل السياسي.
وتتخوف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من تباطؤ مجلس النواب في الانخراط بالحل السياسي، في ظل الخروقات التي تشهدها هدنة وقف إطلاق النار في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس.
وكشف المصدر الليبي عن تخصيص 13 مقعداً لأعضاء مجلس النواب كافة، بمن فيهم الذين يعقدون جلساتهم في طرابلس، مشيراً إلى أن نواب طرابلس سيكون لهم حصة تقدر بأربعة أو خمسة مقاعد من أصل 13 مقعداً مخصصة لأعضاء البرلمان الليبي.
وتعكف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على اختيار 14 شخصية ليبية من مختلف الطوائف والقوى السياسية وممثلي القبائل للبدء في اجتماعات جنيف لتفعيل الحل السياسي ووضع خريطة طريق لحل الأزمة، وتشكيل حكومة ليبية موحدة تنال الثقة من البرلمان لحل مشكلة الشرعية التي تعاني منها الدولة الليبية.
بدورها، قالت نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، إن نقل مقر الحكومة إلى خارج العاصمة طرابلس سيخفف بلا شك من التهديدات التي تواجهها، مشيرة إلى أن المسؤولين الحكوميين سيتمكنون من اتخاذ قراراتهم بشكل أفضل بعيداً عن إمكانية التهديد بالسلاح من قبل المجموعات المسلحة، مشددة على أهمية البدء في عملية نزع سلاح تلك المجموعات وتفكيكها أثناء عمل الحكومة خارج العاصمة.
وأضافت ويليامز تعليقاً على الوضع الاقتصادي في ليبيا أنه يجب الاهتمام بالمدن الليبية خاصة المتضررة كمدن الجنوب ودرنة وبنغازي بإضافة بند إلى ميزانية الحكومة لإعادة بناء تلك المدن وتوفير الخدمات لمواطنيها.
وأكد ممثل بلدية طبرق في اجتماعات جنيف وبروكسل السابقة فرج ياسين المبري، أن المسار السياسي هو الهدف من عقد اجتماعات جنيف، منتقداً آلية البعثة الأممية في اختيار أعضاء لجنة الـ «40» والتي تمنح مجلس الدولة حق اختيار 13 عضو أسوة بالبرلمان، موضحاً أن المجلس الأعلى للدولة يتكون من طيف واحد وهم من جماعة الإخوان المسلمين.
وحذر فرج ياسين في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» من ميول البعثة الأممية الداعمة لتيار بعينه، مؤكداً أن محاولة تكرار ما جرى في الصخيرات خلال اجتماعات جنيف سيؤدي إلى مأساة وأزمة جديدة داخل ليبيا.
إلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان لـ«الاتحاد»، إن اجتماعات جنيف لن تنجح في تحقيق جديد وستؤدي لإطالة أمد الأزمة، مشيراً إلى العديد من الاجتماعات التي عقدت حول الأوضاع في ليبيا والتي لم تنجح جميعها في التوصل لحل للأزمة.
عسكرياً، واصلت الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق خرق الهدنة التي أعلن عنها يوم 12 يناير الجاري، وذلك باستهداف تمركزات قوات الجيش الليبي في محور وادي الربيع بعدد كبير من القذائف.
وأكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الوفاق استهدفت تمركزات الجيش الليبي بأكثر من 10 قذائف مدفعية في محور وادي الربيع، مشيراً إلى سقوط عدد من القذائف على عدد من منازل المدنيين في المنطقة.
بدوره، قال رئيس فرع المنطقة الشرقية في الخطوط الأفريقية الليبية سراج الفيتوري، إن حكومة الوفاق تتحمّل مسؤولية الطائرات والمسافرين بعد إصدارها قراراً بإعادة فتح الملاحة الجوية في مطار معيتيقة. وحمل الفيتوري في تصريحات تلفزيونية حكومة الوفاق مسؤولية حدوث أي كارثة جوية، مطالباً المسافرين من أهالي في طرابلس بعدم السفر لمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة، مضيفاً «السراج لا يملك أن يحرك طائرة من وإلى هذا المكان والآن يقومون بتسخير رحلات الخطوط الجوية الأفريقية ضد القوات المسلحة لجلب الأسلحة والمرتزقة، وننبه كافة المسافرين بعدم الذهاب للخطوط الأفريقية، واستخدام طائراتها أو أي خطوط أخرى».
