الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: الخلاف مع قطر ليس تجارياً ولكنه سياسي بسبب دعمها الإرهاب

الإمارات: الخلاف مع قطر ليس تجارياً ولكنه سياسي بسبب دعمها الإرهاب
22 أغسطس 2019 00:18

أحمد عاطف -شعبان بلال -عبدالله أبوضيف، وام (القاهرة، جنيف)

تشارك دولة الإمارات في إجراءات النظر في المنازعات لدى الهيئة المشكلة أمام جهاز تسوية المنازعات التابع لمنظمة التجارة العالمية، والتي بدأت اجتماعاتها أمس، وتستمر ثلاثة أيام، بحضور العديد من الدول المهتمة بالقضية. ويمثل الدولة وفد برئاسة معالي عبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، وعدد من الجهات المختصة.
وتؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة أن التدابير التي اتخذتها جاءت لحفظ أمنها الوطني ونتيجة لسياسات قطر في دعمها للتطرف وتوفير ملاذ آمن للمتطرفين، وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، ما أدى إلى قطع دولة الإمارات وعدد من الدول العلاقات الدبلوماسية مع قطر في يونيو 2017. فاستمرار قطر في تمويل التطرف يقوّض بشكل مباشر أمن المنطقة وأمن سكانها والاستقرار والتنمية.
وتتفق جميع الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات في هذا الصدد مع القانون الدولي وأحكام منظمة التجارة العالمية، حيث إن المادة الحادية والعشرين «XXI» من الاتفاق العام بشأن التعريفات الجمركية والتجارة «GATT»، والأحكام المماثلة في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية الأخرى ذات الصلة، تنص على أن الاتفاقية التجارية المبرمة بين أي دولتين لا يجب أن «تمنع أي طرف متعاقد من اتخاذ أي إجراء يراه ضرورياً لحماية مصالحه الأمنية الأساسية».
وقال متحدث في بعثة دولة الإمارات في جنيف: «إن الإمارات العربية المتحدة من الداعمين لمنظمة التجارة العالمية وقد كانت من أوائل الدول التي انضمت للمنظمة. وتأسف دولة الإمارات من الطلب المقدم من قطر لمنظمة التجارة العالمية الفصل في ما اعتبرته نزاعاً تجارياً، في حين أنه في الحقيقة نزاع وخلاف دبلوماسي. وكان من الأولى بقطر الوفاء بالتزاماتها التي وقعت عليها وخاصة اتفاق الرياض والاتفاقات التكميلية بدلاً من رفع قضايا أمام المنظمات الدولية».
وفي هذا الإطار، اعتبر خبراء في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي أن طلب الدوحة المقدم إلى منظمة التجارة العالمية للفصل في ما اعتبرته نزاعاً تجارياً مع دولة الإمارات العربية المتحدة، هو خلط معتاد ومتعمد من قبل نظام الحمدين الذي يحاول خلط الملفات ببعضها، لا سيما أن الخلاف هنا ليس تجارياً، ولكنه نزاع سياسي، تحاول فيه الإمارات - ضمن دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب - الحفاظ على أمنها القومي من الإرهاب التي تدعمه قطر.
وقال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان في مصر، إن الإمارات لديها التزام باتفاق التجارة العالمية ودولة من الدول الكبيرة في هذا المجال وسوقها من الأسواق المهمة، موضحاً أن هذه الاتهامات وجهتها قطر زوراً وبهتاناً.
وأكد أبو سعدة، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن الحقيقة هي أن قطر تحاول أن تخلط الملفات، لافتاً إلى أن الخلاف ليس تجارياً، ولكن هناك نزاع سياسي، وهناك بيان رسمي صادر من 4 وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والسعودية، بمطالب محددة بشأن ضرورة التزام قطر بجهود واتفاقيات مكافحة الإرهاب، وعدم احتضان قيادات التنظيمات الإرهابية ودعمهم مادياً، وعدم إثارة القلاقل في الدول الأربعة.
وشدد أبو سعدة على أن قطر تتجاهل مطالب الدول العربية بالتخلي عن دعم الإرهاب، ووقف دعم أشخاص ومنظمات وتسليم المجرمين الموجودين على أراضيها للدول العربية، موضحاً أنه لا يوجد موقف من تجار أو شركات قطرية أو مقاطعة البضائع بالمخالفة للاتفاقيات العالمية لمنظمة لتجارة العالمية، لافتاً إلى أن منظمة التجارة العالمية ليست هي الوجهة الصحيحة لمناقشة هذه الأمور.
من جانبه، شجب عمرو عبدالسلام، الخبير في مجال حقوق الإنسان، الإجراءات القطرية المتتالية إزاء جيرانها وخاصة الإمارات العربية المتحدة، في الوقت الذي تنقض الاتفاق الذي وقعت عليه قي وقت سابق في الرياض عام 2014، في الوقت الذي لم تقم الإمارات العربية المتحدة سوى بتنفيذ إجراءات تحفظ أمنها الداخلي ومنع دخول المتطرفين إلى أراضيها، خاصة بعد التأكد من قيام إمارة قطر بتمويل العناصر الإرهابية.
وأضاف عبدالسلام لـ «الاتحاد» أنه على المؤسسات الدولية ألا تنساق خلف التصرفات القطرية والتي تهدف بالأساس للشوشرة الدولية على مجموعة دول التحالف العربي والتي تمكنت من تحجيم قدرة قطر على تسليح المنظمات الإرهابية، والتي عاثت في عدة بلدان عربية وأفريقية فساداً، قبل أن تخرج دول التحالف العربي ببيان واضح تقطع فيه الطريق على إرهاب قطر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©