الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

زهرا محمد موسى: أكتب ليعود هذا الكون إلى رشده

زهرا محمد موسى: أكتب ليعود هذا الكون إلى رشده
3 سبتمبر 2019 00:35

عبير زيتون (دبي)

قبل عدة أشهر وأنا في كندا، أمام باب عتيق لمكتبة تشبه مقبرة الكتب المنسية، كما يذكرها الروائي الإسباني «كارلوس زافون» في رواياته، وقد وجدتها بالصدفة، كانت الكتب برائحة قديمة جداً، مع عمرها الطباعي الذي يتجاوز أحياناً المائة عام. أمسكت بعض الكتب بيدي، وأنا أتساءل:
- هل كان الكاتب يدرك سلفاً وهو يمسك بعنق القلم في أي زمن كان، أن هذا هو إكسير الحياة، وأننا كأبينا آدم، نبحث عن الخلود في المساحات البيضاء التي تغوينا دائماً، لاقتراف إثم الكتابة التي يبقى معها الكاتب حياً بفعله هذا؟!
بهذه «البراءة» تعبر القاصة الإماراتية الشابة زهرا محمد موسى عن مفهومها لمعنى الكلمة، وهي تتربع المساحة البيضاء، وتخرج عفوية من تفتح أسئلة الذات مبكرا على طفولة الكون، وطهارة الإنسان الأولى. فكانت القصة القصيرة جدا، طريقها إلى التمرن في اقتناص الموجود، واختزال الوجود، بأداة التكثيف، والاقتضاب، والتجريب، والنَفس الكلامي القصير في الإضمار والإيحاء.
وتتابع موسى دهشتها بالقول: «أليس مدهشا أن تبقى الكلمة حية تتنفس، وتشق طريقها في عتمة الحياة لتقول لنا: توقفوا عن اللهاث وراء اللا شيء! أشغلوا الفراغ بلهيب وجودي. لذلك أؤمن إيماناً مطلقاً بالكلمة».
ولكن كيف يُمكن لجُملة سرديّة مكثفة، وصغيرة أن تختزل العالَم، في عبارات مكثَّفة ذاتُ هندسةٍ تشكيليّة مضغوطةٍ بقول أدبي، يشبه الومضة الضوئية الخاطفة والعابرة؟
تجيب صاحبة «حتى الملوك يبحثون عن الحب»: «هي مغامرة أدبية كبيرة، مقارنة ببقية أعمالي الروائية، وهي تحدٍ لأي كاتب، يمكن أن يتعامل مع القصة القصيرة جدا، لأنها الأصعب على الإطلاق في الأنواع الأدبية، نظراً للمجهود الذي يتطلبه تكوين فضاءاتها، وإيقاعاتها، وتجسيد دلالاتها، فنيا واجتماعيا، مع محدودية حيز الفراغ من ناحية أقل الكلمات، وأكثرها كثافة في المعنى، مع خاتمة مفتوحة للقارئ ليضع نقطته الأخيرة حسب قراءته.
أما لماذا تكتب صاحبة «حي على الحياة »، وطبيعة الطموح الأدبي الذي تسعى إليه، وأعمالها تصدر متواترة، منذ عام 2013، وإن غلب عليها التجريب بين القصة القصيرة جدا، والرواية، فتقول: «لطالما آمنت بحدسي، بأنني سأكون كاتبة في يوم ما، مع تلمسي لوقع الكلمة في نفس الإنسان، وقيمة الكلمة الأدبية في تخليد معنى الوجود، عبر الكتابة القصصية أو الروائية، وهي أعظم رسالة، يمكن لي أن أمررها للعالم أجمع، فهي رئتي في تنفس الحياة، وطريقتي لإيجاد الطمأنينة الإنسانية، والتوازن مع الوجود. فنحن نكتب لحاجتنا إلى تلك المساحة من الخيال للتنفس والحرية. والكتابة سواء كانت قصصية أو روائية هي سبيلي للحياة في أقصى توقها للدهشة».
وحول القيمة الفكرية الجامعة لكافة أعمالها الأدبية، وجديد عملها الروائي «عمري سبع سماوات» التي صدرت قبل سفرها للخارج، بهدف التعمق المعرفي والأكاديمي تقول «زهرا محمد موسى»: الإنسان، ومعنى أن تكون إنساناً، وكيف تبقى إنساناً وسط الظلام، وتيه الوجود، وغموض الحاضر، وسؤال المستقبل، هو شغلي الشاغل، والهاجس في تأملي، وتفكيري. يفتنني الإنسان، وجوهر الإنسان، وبالتالي هو قضيتي، وهو مداد قلمي، حتى يعود هذا الكون إلى رشده، وصفائه، ومحبته، وصدقه».

الكاتبة وكتبها
الكاتبة الإماراتية الشابة زهرا محمد موسى، من مواليد إمارة رأس الخيمة، 1986، تحمل بكالوريوس في الآداب - تخصص في اللغة الإنجليزية والترجمة، وتدرس حالياً في كندا للحصول على شهادة الماجستير.
لها مجموعة قصصية بعنوان: «حتى الملوك يبحثون عن الحب، و ثلاث روايات هي: «هناك من يكتبني» و«حي على الحياة» و«عمري سبع سماوات».

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©