الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غجر إسبانيا.. حكايات وطقوس للحرية

غجر إسبانيا.. حكايات وطقوس للحرية
24 يناير 2019 02:25

فاطمة عطفة (أبوظبي)

نظم «نادي كلمة للقراءة»، أول من أمس، بمقره في منارة السعديات، بحضور سعيد حمدان الطنيجي مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية، جلسة نقاش لكتاب «حكايات غجر إسبانيا الشعبية»: ترجمة عبد الهادي سعدون، ومراجعة طلعت شاهين، ومن تحرير خابير آسينسيو غارثيا، وهو أحدث ترجمات مشروع «كلمة». وقد شارك في النقاش كل من الأكاديمية والناقدة البحرينية د. ضياء عبد الله الكعبي، والروائية لولوة المنصوري، والإعلامي محسن سليمان، وأدارت النقاش الإعلامية إيمان اليوسف. وكان قد سبق هذه الجلسة عرض راقص لفن الفلامينكو، بعنوان «أشياء جيدة»، قدمته الفرقة الإسبانية الشعبية، بمرافقة عزف منفرد على العود. في مستهل الجلسة، رحب الطنيجي بالحضور، مشيراً إلى أن «نادي القراءة»، هو أحد مبادرات مشروع «كلمة»، بإشراف دائرة الثقافة والسياحة ــ بأبوظبي، وأن الهدف منه إيصال مشروع ثقافي كبير إلى أكبر شريحة من القراء.
واعتبر المسرحي صالح كرامة أن ثقافة الغجر والحرية التي يملكونها ويتعاملون بها تشبه ثقافة المسرح، وتعبر عن الطقوس الشعبية في تراثهم، ولهذا تأثر الشاعر العظيم «لوركا»، وكتب مسرحية «عرس الدم». وأوضح كرامة أن حالة التمرد والخروج عن القوانين الاجتماعية جعلتهم لا ينصهرون بالمجتمعات الأخرى، مبيناً أن طقوس الغجر هي أقرب إلى فضاء المسرح. وبدوره، أكد محسن سليمان أن الغجر لا يمكن انصهارهم في أي مجتمع، لذلك نرى عندهم رمزية الحرية والترحال في الطبيعة، وفي أي مكان يستريحون فيه تعمل المرأة عندهم مثل الرجل وتملك حريتها. وأضاف أنهم عالم منغلق قائم بذاته، وفي تراثهم كثير من الحكايات والقصص، وجميع أنواع الفنون، مشيراً إلى لوحة مشهورة جداً ترمز إلى حكاية شعبية.
وتناولت د. الكعبي بحث المجالات الثقافية قائلة: «هذا الكتاب، من وجهة نظري، هو من أهم الكتب في الأدب المقارن، لما يتضمنه من السرديات والأنساق الثقافية الخاصة في حكايات الغجر الإسبانية الشعبية، وكيف يعرفون أنفسهم على أنهم شعب، وهذا يحيلني إلى «هومي بابا» وكتابه «الأمة والسرد»، وهو المنظر ما بعد الكولونيالي، أن الأمة تجد هويتها في السرد، وعندما تفقد السرد فإنها تفقد هذه الهوية»، لافتة إلى أن كل الجماعات البشرية تختلف في طريقها، وبهذا تأخذ طريقها السردي، مختلفة عن تاريخ الجماعات الأخرى. وأشارت الكاتبة المنصوري إلى أن حكايات إسبانيا أيضاً تتشابه مع حكايات أوروبية وفارسية ويونانية، وهذه أثارت عندي تساؤلات جعلتني أبحث أكثر لماذا نحن نتشارك، فوجدت أن أكثر الفرضيات تقول إن الشعوب تنتقل، وتنقل معها ثقافتها وحكاياتها إلى أماكن تقيم فيها، لكن أيضا هناك فرضيات خفية هي توحد ما بين البشر، مبينة أنها وحدة في التصورات الإنسانية، وهناك تشاوف إنساني في التصورات الدينية والخيالية، وكأن هناك قوانين خفية تحكمنا، منها نصوغ الحكايات التي تتشابه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©