عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
أنهى الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، أمس، زيارته إلى جوبا، التي بحث خلالها مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت والقيادات الجنوبية سبل تعزيز العلاقات بين دولتي السودان، وزار حمدوك مع الوزراء المرافقين له ضريح القائد والمفكر السوداني الدكتور جون قرنق، ووضع إكليلاً من الزهور على الضريح، في لفتة حملت كثيراً من الإشارات الإيجابية لقطاعات واسعة في شعبي البلدين، الذين يكنون احتراماً وتقديراً كبيرين لقرنق وأفكاره بشأن السودان الجديد.
وفي هذه الأثناء تواصلت ردود الفعل الإيجابية بشأن العلاقات بين دولتي السودان بعد التغيير في الخرطوم. وقال الكاتب الصحفي الجنوب سوداني ميشيل كريستوفر: «أنا متفائل للغاية بأن العلاقات بيننا في السودان الأم جنوباً وشمالاً، ستعود كما نشتهي في ظل التغيير الإيجابي في السودان وسقوط نظام المؤتمر الوطني الإسلاموي والبشير». فيما قال الناشط شول نوك: «نتمنى تحسين هذه العلاقات بشدة، وفى أقرب وقت».
وفى الوقت ذاته عقد حمدوك لقاء موسعاً مع قادة الجبهة الثورية السودانية. وقال أسامة سعيد المتحدث باسم الجبهة الثورية إنها كانت مباحثات ناجحة.
وقالت مصادرة مطلعة بقوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» إن التحالف بصدد إرسال وفد رفيع المستوى من قياداته إلى باريس للقاء عبد الواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان لحثه على الانضمام إلى مفاوضات السلام، التي من المقرر أن تنطلق منتصف الشهر المقبل.
ومن ناحية أخرى، أعلنت الجبهة الثورية السودانية انضمام تجمع قوى التحرير السودانية بقيادة الطاهر حجر إليها، والتجمع هو أحد الموقعين على إعلان جوبا لبناء الثقة والتمهيد للسلام، ويمثل تشكيلاً عسكرياً يضم عدداً من الحركات المسلحة. وقال الكاتب الصحفي السوداني فايز الشيخ السليك لـ«الاتحاد» إن هناك أجواء إيجابية تسود العلاقات بين المسؤولين الحكوميين السودانيين وقيادات الحركات المسلحة، وجميعهم يتحدثون عن هذه اللقاءات بكل سرور، وهذا يعني قطع نصف المشوار نحو السلام، وأن إرادة الجميع سوف تصنع هذا السلام، لأن الجميع يشعر أنه جزء من التغيير.
وفى الخرطوم، زار وفد رفيع من منظمة العفو الدولية برئاسة سكرتيرها العام كومي نايدوو السودان لأول مرة منذ 13 عاماً، بهدف مناقشة قضايا العدالة والمحاسبة في الفترة الانتقالية، واجتمع الوفد مع وزير العدل والمدنيين بمجلس السيادة، بالإضافة لأسر الضحايا.
وقد اجتمع وفد منظمة العمل الدولية، أمس، مع اللجنة التمهيدية لأسر شهداء ثورة ديسمبر. وقالت اللجنة إنها أطلعت الوفد على الانتهاكات التي تمت بحق الأبرياء العزل من السودانيين خلال شهور الثورة، ومطالبة الشعب السوداني وأسر الضحايا بالقصاص العادل، مطالبين منظمة العفو الدولية بدعم مطالبهم وتقديم الجناة للعقاب.
وفي هذه الأثناء، أدان تجمع المهنيين السودانيين تصدي السلطات للمتظاهرين في مليونية المطالبة باستقلال القضاء والقصاص للشهداء أمس الأول بالغاز المسيل للدموع، وشدد على أن حرية التعبير حق منصوص عليه. وأكد التجمع أن الحق في تعيين رئيس القضاء والنائب العام المشهود لهما بالنزاهة والكفاءة لتحقيق العدالة هو مطلب لا تنازل عنه، وأعلن عن مواكب ووقفات احتجاجية بالوسائل السلمية حتى الوصول لدولة الرفاه والسلام والعدالة، وأضاف، أن قضية تعيين رئيس القضاء والنائب العام ستراقب من الشارع، ودعا إلى التحضير المبكر لمليونية محاسبة رموز النظام البائد الأسبوع المقبل.
وقال الكاتب الصحفي السوداني وائل محجوب: «لا يجب التوقف عن الضغط بالمواكب والمظاهرات حتى يتم فرض تعيين رئيس القضاء والنائب العام، وتشكيل لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام». وقد أثنى كثير من النشطاء السودانيين على خروج عضو مجلس السيادة الدكتورة عائشة موسى من القصر الرئاسي وانضمامها للمتظاهرين أمس الأول، وهتافها معهم من أجل المطالبة بالقضاء العادل.
ومن المقرر أن يتوجه الدكتور إبراهيم البدوي، وزير المالية والاقتصاد السوداني، إلى واشنطن غداً مترئساً وفد السودان في الاجتماع السنوي للبنك الدولي.
