عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)
حذر خبراء سودانيون من أن فلول النظام السابق ودولته العميقة قد يستغلون المظاهرات الشعبية التي قالوا إن «الشيوعيين» حريصون على استمرارها، وعدم إعطاء فرصة للحكومة الجديدة لأداء مهام عملها. وأشار هؤلاء الخبراء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى البيان المشترك بين عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان التي ترفض الدخول في التفاوض مع الخرطوم وفتحي فضل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني عقب لقائهما في باريس، واتفاقهما على أهمية استمرار الحراك الجماهيري عبر الندوات والليالي السياسية والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات والاعتصامات والإضرابات السياسية ووقفات العصيان المدني، من أجل الوصول لما أسمياه بأهداف الثورة التراكمية المتمثلة في إسقاط بقايا النظام وتفكيك الدولة العميقة وتصفيتها بالكامل، ومحاكمة كل من أجرم بحق الشعب السوداني. وأكد الطرفان عزمهما على تدعيم علاقات النضال المشترك بما يخدم إحداث التغيير الجذري الشامل. وكانت مظاهرات الخميس الماضي في الخرطوم تحت شعار استقلال القضاء والأحداث المصاحبة لها قد أثارت الكثير من القلق بشأن استقرار الفترة الانتقالية. وقالت مصادر مطلعة إن العسكريين في مجلس السيادة استنكروا إصرار قوى الحرية والتغيير على خروج المظاهرات حتى بعد بدء المرحلة الانتقالية، في حين طلب حمدوك من الطرفين أن يساعداه على العمل في أجواء ملائمة، حتى تتمكن حكومته من أداء مهامها.
وفي الإطار نفسه، أدت شائعة تبرئة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى رفع درجة الغليان في الشارع السوداني، بعد أن تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خلال الساعات الماضية. وأكدت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» أن الأمر برمته محض شائعات يطلقها أنصار وفلول النظام البائد لغرض في نفس يعقوب. وأضافت المصادر أن محاكمة البشير ستتواصل يوم السبت القادم، حيث يواجه تهما بحيازة النقد الأجنبي والثراء غير المشروع، إضافة إلى تهم أخرى تتعلق بالفساد.
ومن جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان الشرعية أنها قررت الشروع في اتخاذ خطوات عملية لفتح بلاغات جنائية لمحاكمة رموز النظام البائد وفي مقدمتهم البشير ونافع علي نافع وغيرهما من المفسدين، الذين عاثوا في السودان خرابا. وقالت النقابة، إن قائمة التهم تتصدرها جرائم تعذيب وتشريد الأطباء الوطنيين، بالإضافة إلى المسؤولية الجنائية عن انهيار النظام الصحي وجرائم الإبادة الجماعية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وكان محللون ومراقبون سودانيون أعربوا عن اعتقادهم أن المحاكمة التي تجري للبشير عبثية، ولا تحظى بأي مصداقية في الشارع السوداني.
من ناحية أخرى، أكد منذر أبو المعالي، القيادي بقوى الحرية والتغيير، التزام التحالف بمنح 40% من مقاعد المجلس التشريعي للمرأة، واعتبرها ضرورة قصوى لا تراجع عنها. وقال أبو المعالي، إن نسبة 40% لمشاركة المرأة في مؤسسات الحكم الانتقالية أصبحت جزءاً من الوثيقة الدستورية ولا يمكن الرجوع عنها، مشيراً إلى إمكانية زيادة نسبة تمثيل المرأة في الحكومة الانتقالية عبر المقعدين المؤجلين لوزراتي الثروة الحيوانية والبنى التحتية.
ومن جانبه، أكد فيصل محمد صالح، وزير الإعلام والثقافة السوداني والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، أن الحكومة السودانية ستعمل جاهدة من أجل معالجة المشاكل العالقة على الرغم من الصعاب، ووجود تركة ثقيلة من النظام السابق، وشدد على أن الدولة العميقة لا تزال موجودة رغم التغيير الذي تحقق. وأضاف صالح: الدولة العميقة ليست أكذوبة أو خيالاً، وهناك مجموعات ارتبطت بنظام الإخوان المسلمين السابق، ربما أيديولوجيا، وربما بدافع المصلحة، وفي كل الأحوال فإن هذه المجموعات ستقاوم التغيير، وأتوقع بعض الإشكالات، ولدي تصور للتعامل معها. وفي هذه الأثناء، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس تخصيص 700 ألف يورو مساعدات إنسانية عاجلة لتوفير الإغاثة الطارئة لآلاف الأشخاص المتضررين من السيول والأمطار بالسودان، وتشمل المساعدات مياه الشرب النظيفة والمأوى والمواد الأساسية الأخرى لحوالي 32 ألف شخص تضرروا من الفيضانات في دارفور وكردفان وشرق السودان.
الحركة الشعبية لتحرير السودان تشارك في اجتماعات القاهرة
أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة مالك عقار، أنها ستشارك في اجتماعات القاهرة المرتقبة خلال أيام للجبهة الثورية وتحالف نداء السودان والتي دعت لها الحكومة المصرية، وأنه تم الاتفاق على تكوين الوفد التفاوضي للحركة بشأن السلام مع الخرطوم من 25 شخصاً، وأن الحركة سترسل وفداً قيادياً عالي المستوى إلى الخرطوم ضمن فريق الجبهة الثورية متى ما تمت الترتيبات اللازمة، وأكدت الحركة الشعبية أن إعلان جوبا مع الحكومة السودانية اختراق مهم في عملية تحقيق السلام، وأكدت التزامها بما تم الاتفاق عليه.
مريم الصادق المهدي تنفي انتقاد حكومة حمدوك
نفت مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي ما نسب إليها من انتقادات لاذعة بحق الحكومة السودانية الجديدة التي يرأسها الدكتور عبد الله حمدوك. وقالت مريم، في بيان حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، إن الكلام المنسوب إليها مفبرك وسخيف، وأنها لم تصدر أية منشورات أو تعليقات على الحكومة، وتلتزم بموقف حزبها وكتلتها نداء السودان وقوى الحرية والتغيير، وأن موقفها داعم للحكومة التي تم تشكيلها بمراعاة نسبة النساء والتوازن الجهوي والعمري. وأضافت مريم أن جميع من تولوا الحقائب الوزارية من الكفاءات.
