الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نيمار.. موهبة تحت الحصار!

نيمار.. موهبة تحت الحصار!
16 سبتمبر 2019 00:13

محمد حامد (الشارقة)

يدفع النجم البرازيلي نيمار ثمناً باهظاً لرحيله عن البارسا في صيف 2017، فقد لبى نداء المال تاركاً فرصة ذهبية ليصبح اللاعب الأفضل في العالم، ولم يكن نيمار يعلم أنه مجرد ضحية للأب ولصفقة السياسية، فقد فضل الأب نداء المال بالموافقة على رحيله إلى باريس سان جيرمان، أما عن الصفقة السياسية فقد كانت طرفها الجهات المالكة للنادي الباريسي، والتي دفعت مبالغ طائلة للحصول على توقيع النجم البرازيلي، حيث بلغت القيمة المعلنة للصفقة 222 مليون يورو، في حين تؤكد تقارير أنها تتجاوز نصف مليار يورو.
3 أغسطس 2017، هو اليوم الذي تم خلاله إعلان رحيل نيمار إلى «بي إس جي»، تاركاً جنة البارسا والكامب نو، ليخوض تجربة قاسية في «حديقة الشياطين»، حيث تحاصره مشاعر الندم، فقد أخفق في الحصول على دوري الأبطال، واكتشف أن الدوري الفرنسي لا يتناسب مع طموحاته ولا يليق بقدراته، وخلال الصيف الحالي شغلت الصفقة المرتقبة لعودة نيمار إلى البارسا الصحافة العالمية، والملايين من عشاق كرة القدم في كل مكان، إلا أن سيناريو العودة لم يكتمل.
وبعودته إلى المباريات مع «بي إس جي»، وجد نيمار مدرجات حديقة الأمراء تطالب برحيله عن النادي، وحاصرته صافرات الغضب والاستهجان، فقد أصبح اللاعب البرازيلي متهماً بالتخاذل، والسعي للرحيل، وحرص ألتراس «بي إس جي» على إظهار بعض اللافتات المهينة لنيمار، منها: المال في حسابك البنكي، وصورتك على برج إيفل مرحباً بك في الجحيم.
وبلغت الإهانات، التي تلقاها نيمار في مباراة بي إس جي أمام ستراسبورج في الدوري الفرنسي قمتها، بلافتة تقول: «عزيزي والد نيمار يمكنك بيع ابنك في أسواق ميموسا»، وهي منطقة في ريو دي جانيرو تشتهر بالبغاء، وهي إشارة إلى أن نيمار يذهب إلى من يدفع له المال، ولا يحمل أي قدر من الشغف الكروي أو الانتماء لأي كيان كروي يلعب له.
وكان نيمار قد تلقى ضربة مؤلمة من جماهير الريال والبارسا، فقد أظهرت استطلاعات للرأي، أن عشاق النادي الملكي يفضلون مبابي، ولا يرحبون بالتفاوض مع نيمار للقدوم إلى قلعة الملكي، والمفارقة أن جمهور البارسا هو الآخر لم يتردد في التصويت ضد نيمار في استطلاع للرأي لصحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية المقربة من البارسا، حيث كانت المطالب بالتعاقد مع مبابي في المستقبل القريب، وصرف النظر عن صفقة نيمار.
ومنذ رحيله بكسر الشرط الجزائي في عقد مع البارسا، يشعر عشاق النادي الكتالوني أن نيمار تورط في خيانة كبرى من أجل المال، فقد كان اللاعب البرازيلي في قمة مستواه وتوهجه مع كوكبة النجوم، وعلى رأسهم ليونيل ميسي الذي دعمه كثيراً، بل إنه وعده بمساعدته داخل الملعب ليواصل التألق ويصبح نجماً للفريق في المستقبل، بل إنه تعهد له بجعله يحصل على الكرة الذهبية، إلا أن نيمار وبضغوط من والده تخلى عن المجد المرتقب في كتالونيا، لينتقل إلى باريس من أجل المال.
وعقب الهجوم الحاد الذي تعرض له نيمار في مباراة فريقه أمام ستراسبورج، وهتافات الجماهير ضده، واللافتات المهينة التي شاهدها الجميع في حديقة الأمراء، أقر أنه طلب الرحيل عن النادي الباريسي، إلا أن سوء الحظ تسبب في توقف المفاوضات وفشل الصفقة، وأشار نيمار إلى أنه اعتاد الهتافات العدائية طوال رحلته في الملاعب، مشيراً إلى أنه سوف يتعامل مع حديقة الأمراء، معقل «بي إس جي» باعتباره ملعباً للأندية المنافسة وليس لجماهير فريقه، وتعهد بعدم الحديث عن رغبته الرحيل خلال الفترة المقبلة، فقد انتهى حلم العودة للبارسا، بل إنه خسر تعاطف عشاق النادي الكتالوني، وأصبح مكروهاً في باريس، وغير مرغوب فيه في الريال.
ويبلغ نيمار في الوقت الراهن 27 عاماً، وأصبح مجبراً على الاستمرار لموسم ثالث على التوالي في صفوف النادي الباريسي، الذي لا يشعر بالارتياح في صفوفه، ولن يتمكن من تحقيق طموحاته معه، مما يؤشر إلى أنه أهدر موهبته، خاصةً أنه كان قد بدأ مسيرة التألق مع النادي الكتالوني، وحصد معه ثلاثية تاريخية عام 2015، وأصبح واحداً من أضلاع مثلث الرعب مع ميسي وسواريز، وسجل نيمار للبارسا 105 أهداف في 186 مباراة، وحصد 8 بطولات، أهمها لقب الليجا عامي 2015 و 2016، ودوري الأبطال 2015.

13 إصابة والغياب 340 يوماً
تعرض نيمار للإصابة 13 مرة منذ انتقاله لصفوف النادي الباريسي، وبلغ عدد الأيام التي شهدت غيابه عن الملاعب مع فريقه الفرنسي 340 يوماً، في الوقت الذي يبلغ إجمالي عدد أيام ارتباطه بالنادي الباريسي منذ انتقاله إلى صفوفه حتى اليوم 750 يوماً، أي أنه كان حاضراً في نصفها فقط، والنصف الآخر لا يغادر المستشفيات ومراكز التأهيل والمنزل سواء في باريس أو في البرازيل.
وتؤكد الإحصائيات كذلك أن نيمار لم يكن حاضراً مع «بي إس جي» في 52 مباراة بسبب الإصابات والمشاكل البدنية، وبلغ عدد المباريات التي شارك فيها 59 مواجهة فقط، وهو نصف عدد المباريات التي كان يتعين عليها الظهور فيها مع فريقه، مما يؤشر بوضوح إلى أن اللاعب البرازيلي يمر بواحدة من أسوأ فترات مشواره الكروي.
وبمقارنة عدد المباريات التي خاضها مع البارسا وفي صفوف النادي الباريسي خلال الموسم الأول له مع كل فريق، فقد ظهر مع النادي الكتالوني في 41 مباراة موسم 2013 - 2014، في حين شارك مع «بي إس جي» في 30 مواجهة في موسم 2017 - 2018، أما ثاني مواسمه مع كل فريق، فقد كان أساسياً مع برشلونة في 51 مباراة موسم 2014 - 2015، ولم يتجاوز عدد مبارياته مع الباريسي 28 مواجهة الموسم الماضي. وفي تحليلها ورؤيتها لحمى إصابات نيمار منذ رحيله عن برشلونة، أشارت صحيفة «جلوبو» البرازيلية، إلى أن الأمر يتعلق بالنمط المعيشي البعيد عن الانضباط، كما أن الجانب النفسي له تأثيره في تكرار الإصابة، في إشارة إلى أن نيمار لا يشعر بالسعادة أو الرضا عن تجربته في باريس، وحرصت الصحيفة على نشر رسم توضيحي لجميع الإصابات التي داهمت نيمار وموضع كل إصابة في جسد اللاعب.

أزمات وإيقاف وسحب شارة!
تهرب ضريبي واعتداء على مشجعين وسحب شارة قيادة منتخب السامبا واتهام بالاغتصاب.. هذا ما تعرض له نيمار في فترات تمثيله لباريس سان جيرمان، فقد تم استدعاء نيمار ووالده للضرائب، بسبب التلاعب في صفقة انتقاله للبارسا، وحدث هذا الاستدعاء في فترة وجوده في باريس، كما رفض الاتحاد الإسباني الحصول على أموال صفقته وتحويلها إلى برشلونة، بسبب مخالفة الصفقة لقوانين اللعب المالي النظيف، وتقضي القوانين بضرورة أن يتم إيداع الأموال في اتحاد الكرة الذي يتبع له النادي البائع في حال كانت الصفقة قد تمت بدفع اللاعب لقيمة الشرط الجزائي الذي يربطه بهذا النادي. وتواصلت مشكلات نيمار في الحقبة الباريسية، ليس فقط بسبب توالي الإصابات، بل إنه واجه اتهامات كادت تعصف بمستقبله الكروي، حينما اتهمته عارضة أزياء باغتصابها، وتم استدعاء اللاعب لمركز شرطة في ريو دي جانيرو، كما تعرض للإيقاف 3 مباريات من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد أن تجاوز في حق حكم مباراة سان جيرمان ومان يونايتد في دوري الأبطال، ليس هذا فحسب، بل إنه اعتدى بالضرب على مشجع لفريق رين، مما دفع اتحاد الكرة الفرنسي لإيقافه 3 مباريات، وتم سحب شارة قيادته للبرازيل بسبب سوء السلوك، كما تسببت الإصابة في غيابه عن بطولة كوبا أميركا والتي انتزعها منتخب السامبا بقيادة داني ألفيش وليس نيمار الغائب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©