عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
قالت قيادات بقوى الحرية والتغيير في السودان إن المظاهرات التي دعت جماهيرها للمشاركة فيها غداً، تأتي للضغط على الحكم الانتقالي لاستكمال هياكل السلطة، خاصة في ما يتعلق بتعيين الولاة المدنيين بوساطة مجلس الوزراء، وتشكيل المجلس التشريعي.
وأعربت هذه القيادات في تصريحات لـ«الاتحاد» عن اعتقادها بأن مظاهرات الغد التي تم الحشد لها جيداً، ستكون قوية، وتسمع مؤسسات الحكم الانتقالي صوت الجماهير ومعاناتها، ورغبتها في استكمال مسيرة الثورة، وحسم مسألة تعيين الولاة، وإجراء تغيير حقيقي بالولايات المختلفة وبالحكم المحلي، حيث ما زالت تعاني الغالبية العظمى من السودانيين.
وأضافت: «تهدف المظاهرات أيضاً إلى الضغط من أجل استكمال مسيرة تفكيك تمكين النظام السابق المعزول، وإزالة قبضة فلوله، وتأثيرات سنوات حكمه السلبية في جميع مناحي الحياة في السودان».
وكانت قوى الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية في السودان التي قادت الاحتجاجات لتغيير نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، قد دعت أمس الأول الجماهير إلى الخروج اليوم في مواكب مليونية لاستكمال مسيرة الثورة.
وجاءت دعوة قوى الحرية والتغيير للمظاهرات الاحتجاجية بعد ساعات من إعلان تجمع المهنيين، أحد أبرز مكوناتها، لمواكب جماهيرية ووقفات احتجاجية من أجل استكمال هياكل السلطة الانتقالية، وتعيين ولاة مدنيين للولايات. وقالت المصادر ذاتها إن تعيين المجلس التشريعي أولوية في هذه المرحلة ليكون رقيباً على الأجهزة التنفيذية.
وفي مقابل ذلك، رأى ناشطون وقيادات بالحركات المسلحة السودانية أن تحقيق السلام الآن في السودان أولى من استكمال الهياكل الذي تدعو له قوى الحرية والتغيير بمعزل عن شركاء السلام. وقال محجوب حسين، القيادي بحركة العدل والمساواة لـ«الاتحاد»: لماذا تصر قوى الحرية والتغيير على تعيين الولاة، أليس تسليم الرئيس المعزول وقيادات حكمه للجنائية من مهام الثورة التي يجب استكمالها على وجه السرعة؟
ومن ناحية أخرى، أعلنت القوات المسلحة السودانية إجراءها عملية إعادة هيكلة شاملة في منظومة الصناعات الدفاعية المعروفة بالتصنيع الحربي، وذلك تماشياً مع أهداف الثورة السودانية في إعادة هيكلة المؤسسات الوطنية.
وأكدت القوات المسلحة في بيان للناطق الرسمي باسمها العميد عامر محمد الحسن أن عملية إعادة الهيكلة التي وصفها بالرشيقة تقوم على ضمان عنصرين أساسيين، هما التناغم والانسجام الداخلي بين مكونات المنظومة، إضافة إلى تعزيز دور الرقابة والهيكلة، بما يضمن للمنظومة القيام بدورها تجاه التنمية الاقتصادية والجاهزية الدفاعية بفعالية وكفاءة، للقيام بدورها في المرحلة القادمة ودعم الاقتصاد الوطني. وفي جوبا، واصل جعفر الصادق الميرغني، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني نشاطاته، والتقى مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، وبحثا التطورات على صعيد المفاوضات السودانية. وأكد الميرغني دعمه كل اتفاق يلبي تطلعات الجماهير السودانية، مؤكداً حرص حزبه على إنجاح الفترة الانتقالية، ودعم مسارات السلام جميعاً.
وقال معتز الفحل، القيادي بالحزب الاتحادي لـ«الاتحاد»، إن الميرغني توجه إلى جوبا لإجراء مباحثات لدعم عملية السلام التي تواجه حالياً صعوبات، على ضوء تصاعد الخلافات بين الوفد الحكومي المفاوض ووفد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، والتي أدت إلى إنهاء الجولة الأخيرة من المفاوضات بينهما دون التوصل إلى اتفاق.
