الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التطوع.. «تسامح» متعدد الجنسيات

التطوع.. «تسامح» متعدد الجنسيات
21 سبتمبر 2019 00:04

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يرتبط مفهوم التسامح على أرض الإمارات بالتطوع ارتباطاً متجذراً، خاصة مع مشاركة مختلف الجنسيات والفئات المجتمعية في الأنشطة التي تشهدها الدولة على مدار العام، فنجد الإماراتي إلى جانب أبناء الجنسيات الأخرى تتكاتف جهودهم ليقدموا للعالم أنموذجاً للتلاقي والتآلف عبر جهود تطوعية تسهم في نهضة المجتمع.
يقول بلال جفلة من سوريا، إن السبب الرئيس للعمل التطوعي، التعايش المجتمعي، وإعطاء روح المحبة والتعاون لدى كل فئات المجتمع من السليم للمريض، ومن الصغير للكبير ومن القادر للعاجز وإثراء قيم الأخلاق.
وأضاف: من صور التسامح التي نراها في المجتمع الإماراتي، العلاقة بين مختلف الفئات خلال ممارسة أنشطة التطوع من المسؤولين للعمال ومن الكبير للصغير، وما بين أصحاب الديانات المختلفة والثقافات المختلفة والأعمار المتفاوتة، كل هذا يختفي في العمل التطوعي، فمحبة الخير اللغة الوحيدة المشتركة بينهم.
ومن الأنشطة التي تطوع بها منذ عمله بهذا المجال، خدمة كبار السن وأصحاب الهمم وتجهيز مستلزمات وحاجات الأسر المتعففة، وإفطار الصائم، ونظافة الشواطئ.

فن وحياة
من مصر يؤكد إبراهيم الإمام، أن التطوع فن وحياة لابد من الإنسان خوض هذه المرحلة، لأنها مرحلة مهمة تعلم المتطوع الكثير من المواقف والكثير من القيم وحب التعاون وروح الفريق، خاصة مع معايشتنا لصور التسامح التي يزهو بها المجتمع الإماراتي وتعلمها الجميع من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وقال: تطوعت وأصدقائي من الجنسيات المختلفة بالتطوع في الكثير من الحملات التطوعية، ومنها فعاليات لإفطار الصائم، زيارة المرضى، مساعدة أطفال التوحد، واكتسبنا من ذلك المثابرة وحب التعلم من قائد الفريق والتعاون؛ خاصة أن العلاقة بين الجميع خلال كافة الأنشطة التطوعية يسودها التناغم الجميل الذي يدل على رقي التفكير والحضارات والاحترام والتقدير المتبادل.

رد الجميل
أميرة الخياط من فلسطين فتقول، إنها نشأت وولدت في الإمارات، وتعتبرها بلدها الثاني التي احتضنتها ولها فضل في تعليمها ونشأتها في مجتمع آمن ومتسامح، وتضيف: «الدافع الأول في تطوعي وبذلي من وقتي وكل ما أملك من أجل هذه الدولة هو رد الجميل، ويأتي بعد ذلك دوافع أخرى كتطوير الذات».
وتقول: صور التسامح في مجتمع الإمارات، كثيرة منها تخصيص العام الحالي عاماً للتسامح، وتأسيس وزارة للتسامح في الدولة لتكون مثالاً يقتدى به عن «التسامح» والمحبة والتعايش والانفتاح مع مختلف الشعوب والثقافات، فمن منا كمتطوعين ينسى ذلك اليوم الذي شاركنا فيه بتنظيم أكبر فعالية لاستقبال قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في مدينة زايد الرياضية.
وتحدثت عن صور التسامح وأشهرها التطوع، حيث يجتمع جميع فئات المجتمع بمختلف دياناتهم على روح واحدة وهدف واحد، الإنسانية والحب والعطاء وزرع البسمة، مضيفة: كما نجد التسامح في المؤسسات الحكومية والخاصة، وفرص العمل متوافرة لجميع الجنسيات من دون تمييز.

الوعي البيئي
الخياط ذكرت أنها شاركت في العديد من المجالات التطوعية، منها ما يتعلق بزراعة الأرض إلى نشر الوعي البيئي، زيارة المرضى وكبار السن وحملات جمع التبرعات، والمجالات العلمية كتنظيم أكبر معارض، بالعلوم نفكر ومبتكر وغيرها، وتنظيم ندوات ثقافية ومسرحيات وطباعة كتب للمكفوفين، والمجالات الدينية في رمضان، مثل استقبال ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وغيرها، مشيرة إلى أن العلاقة بين المتطوعين على اختلاف جنسياتهم متناغمة.

ثقافة شعب
تسنيم العابد، أكدت أن التسامح في الإمارات أسلوب حياة وثقافة شعب، حيث تم دمج أصحاب الهمم في جميع المجالات، كما تم الانفتاح على الآخرين في جميع المجالات، وكذلك خلق قنوات للتواصل مع الشعوب، مشيرة إلى أن أهم دوافع التطوع لديها نيل رضا الله والثواب، والشعور بالراحة النفسية لتقديم قيمة حقيقية، فضلاً عن الشعور بالإيجابية للمساهمة في تطوير المجتمع ووضع بصمة خاصة بأعضاء فرق التطوع من كل الجنسيات.

صور التسامح
المواطنة، سمية الكثيري مؤسس ورئيس مجلس إدارة فريق «أبشر يا وطن» التطوعي، أكدت أن المجتمع الإماراتي ثري بصور التسامح التي رسختها قيادتنا الرشيدة، ممثلة في تعزيز ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة.
وعن رؤيتها للتناغم في العلاقة بين المتطوعين من مختلف الجنسيات، قالت: «تعرفت على جنسيات أخرى محبة للخير، وأرى أن التناغم بين المتطوعين من مختلف الجنسيات من أبرز السمات التي تربط بين البشر في كل زمان ومكان».

أفضل بلد
من كوريا الجنوبية، تبدي هيون جين هي، التي تعمل مضيفة طيران في إحدى الشركات الإماراتية، إعجابها الشديد بوجود مغتربين من كل الجنسيات يعيشون بشكل جيد هنا وفي أجواء من التسامح ورعاية من مسؤولي الدولة تشمل الجميع على اختلاف ثقافاتهم وأفكارهم، مؤكدة أنها وجدت الإمارات كأفضل بلد يحتضن أبناء الجنسيات المختلفة.
وتلفت إلى أنها تسعى مع أبناء بلدها لتكون جسراً لتقديم الثقافة الإماراتية إلى كوريا بشكل جيد، وتبذل قصارى جهدها في التعلّم عن الإمارات ودعم المجتمع كمواطنة كورية ومقيمة في الدولة، عبر المشاركة في عديد من الأنشطة والفعاليات خاصة التطوعية.

حالة إنسانية
الدكتور أنس بارودي، ذكر أن التطوع حالة إنسانية يمتاز بها الأشخاص الأقوياء كرام النفس والسجية وعلاج لكثير من الأمراض المجتمعية، وهو المؤشر الذي يقيس رقي الأمم، فالمجتمع ما دام يحافظ على التكاتف والتعاضد فهو بخير.
وتابع: الدافع للعمل في المجال التطوعي إنساني يملي علينا المضي قدماً لتقديم أعمال في سبيل رفعة المجتمع الإنساني، وبما أن العطاء لا ينقص من قدر المعطي، بل يزيده رفعة وثقافة وألفة للمجتمع.
وقال: «تعددت المجالات التي تطوعت فيها وكان من أبرزها التطوع مع الألعاب الأولمبية الخاصة 2019 التي كان لها أكبر الأثر في شخصيتي، حيث جعلتني أعيش قريباً من أصحاب الهمم وأتعرف عليهم أكثر، كما شاركت في فعاليات مع الأيتام وأصحاب الهمم وفعاليات مجتمعية وإنسانية وثقافية كثيرة، حيث شاركت ضمن الفريق الإعلامي لإيصال كلمة التطوع ومبادراتها إلى وسائل الإعلام بالصوت والكتابة والصورة، كما شاركت في توزيع الوجبات الغذائية، وتنظيم الفعاليات المجتمعية بشكل ينقل صورة العمل التطوعي إلى المجتمع بشكل مباشر وعام».

منهاج وإرث
علي الجنيبي، يقول: التسامح في الإمارات مسار وضعه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصبح منهاجاً وإرثاً حافظ عليه قادتنا وشعب الإمارات وانتهجوه أسلوب حياة وثقافة شعب، وبالتالي أصبح في الإمارات رسالة للمحبة والسلام إلى سكان العالم جميعاً، ونحن أبناء الإمارات نمارس التطوع كأحد أساليب رد الجميل للوطن الغالي ونشر ثقافة العون والمساعدة والمحبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©