عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
تواصلت ردود الفعل، خاصة بين جماهير العين، التي انتقدت قرار لجنة الانضباط، بتغريم التوجولي لابا كودجا 1000 درهم، بسبب رفعه قميصاً يحمل شعاراً خلال مباراة «الزعيم» أمام اتحاد كلباء، بالجولة الأولى لدوري الخليج العربي، احتفاءً بتسجيله هدفاً، وطالب عشاق «الزعيم» بضرورة استخدام «روح القانون» في مثل تلك الحالات، خاصة أن اللاعب رفع قميصاً يحمل صورة والده الذي توفي في يوم المباراة.
واتخذت لجنة الانضباط قرارها بناء على تقرير حكم المباراة، الذي أدان اللاعب، وذكر أنه رفع قميصاً يحمل شعاراً، ولكنه لم يكن يدري تحديداً ما هي تلك اللافتة، وبالتالي خضع اللاعب للعقوبة بناء على نصوص اللائحة الاسترشادية لعقوبات دوري المحترفين، حيث تمنع اللائحة رفع اللافتات أو الشعارات، من جانب أي فرد من الفريقين، سواء لاعبين أو جهاز فني أو إداري، رغم حالة الجدل التي سببها تفسير المادة 16 من اللائحة الاسترشادية لعقوبات دوري المحترفين، والتي تنص على معاقبة اللاعب الذي يرفع قميصاً خلال المباراة، ليظهر ما تحتها من صور أو شعارات أو لافتات، بينما مهاجم العين قام بالحصول على قميص من خارج الملعب، وقام برفعه عقب تسجيل هدفه في شباك «النمور»، بينما لجأت اللجنة إلى معاقبة اللاعب، لأن نص العقوبة، يمنع رفع اللافتات بشكل عام، من جميع اللاعبين حتى ولو لم يذكر ذلك صراحة، أما نص المادة 12 من قانون لمجلس التشريعي الدولي «إيفاب» فرض على جميع الدوريات، عدم التعاون مع رفع أي لافتات، سواء لشخص حي أو ميت أو شعارات دينية أو سياسية أو رمزية أو غيرها.
فيما رأت لجنة الانضباط أن قراراها جاء نوعاً من أنواع الردع المبكر، لمنع تكرار مثل هذا المشهد، خاصة أن قوانين «الفيفا» تشدد على ضرورة التصدي لأي لاعب يرفع لافتة أو شعاراً، سواء تحت قميصه أو من خارج الملعب، وسعت اللجنة في قرارها للتأكيد على ضرورة ضبط المسابقة، خاصة أنها مليئة باللاعبين الأجانب، وإذا تم التهاون في واقعة، لا يمكن لاحقاً معاقبة أي لاعب آخر يأتي ويرفع شعارات أخرى مستقبلاً.
من جانبه، قال المستشار حمدان رشود الزيودي المتحدث الرسمي باسم اللجنة، إن القرار صدر بناء على تقرير تم رفعه إلى اللجنة، ولم يُتخذ من طرف واحد، أو من اللجنة بشكل تلقائي، ولكن بناء على التقرير على حد وصفه، وأوضح أن اللجنة عادة لا تميل لتشديد العقوبات، إلا في حالات معينة، بينما في أغلب قراراتها تفضل دائماً «الوسطية»، والبدء بالتدرج في العقوبات، لأن الهدف هو ضمان عدم الوقوع في الأخطاء، وليس تغليظ العقوبات وإفساد المسابقة بصورة أو بأخرى.
وعن غضب جماهير العين من عقوبة لابا كودجا، ومطالبتها بتطبيق روح القانون مع اللاعب، خاصة في ظل الظروف التي مر بها، قال: «بالفعل تعاملنا بروح القانون، واردنا فرض عقوبة انضباطية بسيطة وبشكل متدرج، لكن في النهاية القانون لا يعرف تعاطف، لأن الجميع يجب أن يكونوا «سواسية» أمام اللجنة التي تطبق اللوائح والقوانين، ولو نظرنا بمفهوم آخر للواقعة نفسها، فنحن الآن لدينا جنسيات عديدة للاعبين من أكثر من 15 جنسية، بالإضافة إلى أبناء المقيمين، من جنسيات مختلفة، وغداً قد يأتي لاعب أجنبي، ويرفع شعاراً هو يعتبره وفق ثقافته غير عنصري أو غير ضار، ولكن يختلف الأمر مع ثقافة أخرى، أو مع ثقافتنا نحن العرب والمسلمين، وبالتالي يجب أن نشدد على أننا لن نتهاون في التعاطي، مع رفع أي لافتة من أي لاعب خلال مباريات الدوري، لأن هدفنا أيضاً حماية المسابقة، خصوصاً أن دورينا الآن منقول على القنوات المفتوحة ويراه العالم».
وأضاف: «الهدف هو توجيه رسالة لكل اللاعبين، بأن اللافتات ممنوعة تماماً بنص اللائحة المحلية، بالإضافة إلى نصوص «الفيفا» التي تمنع مثل تلك الشعارات، سواء شخصية أو إنسانية أو عائلية، وفي اللجنة لا يعنينا دوافع اللاعب في ارتكاب الخطأ، خاصة أن هناك تقريراً يفيد بوجود مخالفة، سواء كان دوافعها وفاة والده أو أي دافع آخر، لأننا لو سمحنا للاعب مرة، نسمح لغيره، برفع شعار أسري أو عائلي، وهنا سيكون المشهد أشبه بـ«الفوضى» داخل الملعب»، وختم الزيودي بالتأكيد على أن اللجنة لا تفرق بين حالة وأخرى، ونادٍ وآخر، ولكنها تتعامل مع الجميع وفق اللوائح والقوانين، مشيراً إلى أن «الفيفا» و«إيفاب»، يمنعان منعاً باتاً ذلك الأمر، ويشددان على ضرورة محاربته في دوريات العالم كافة.
