الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نجوم يستحقون أوسمة الفروسية.. الساحرة فـن النبلاء

نجوم يستحقون أوسمة الفروسية.. الساحرة فـن النبلاء
29 سبتمبر 2019 00:08

محمد حامد (الشارقة)

«لعبة النبلاء» لقب لم تحصل عليه كرة القدم يوماً ما، صحيح أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، إلا أن التوتر الجماهيري الذي يحيط بها، والمشكلات التي تحدث بين اللاعبين داخل الملعب، وبعض التصريحات التي تحمل أعلى درجات النرجسية وربما العداء بين المدربين، وكذلك الإثارة الإعلامية التي تحيط بها، تجعلها في كثير من الأحيان تبدو بعيدة عن الروح الرياضية، ولا تعرف سوى المنافسة المثيرة على حساب القيم الأخلاقية في بعض الأحيان، وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، هناك لمحات أخلاقية، ولمسات إنسانية تعيد الساحرة إلى دائرة اللعبات التي تأسر القلوب ليس بالأداء الفني والتنافس الكروي فحسب، بل من الناحية الأخلاقية أيضاً، فهناك بعض النبلاء في عالم كرة القدم، حتى وإن لم يقتنع البعض بأنها «لعبة النبلاء».
ليونيل ميسي وباعتباره قائداً لمنتخب الأرجنتين، ووفقاً لقواعد التصويت في جائزة «ذا بيست» للفيفا، فإنه يحق له التصويت لـ3 لاعبين، وكانت المفاجأة أنه منح منافسه التاريخي كريستيانو رونالدو صوتاً، حصل البرتغالي بموجبه على 3 نقاط، فقد اختاره ثانياً، فيما وقع اختياره على ساديو ماني أولاً ليحصل على 5 نقاط، وهو اختيار أخلاقي أيضاً، حيث يرى ليو أن ماني الأفضل في العالم، على الرغم من أن لاعب ليفربول لا يتمتع بكاريزما كبار النجوم، واستكمالاً للجانب الأخلاقي في الاختيارات، كان الخيار الثالث لميسي هو لاعب يلعب إلى جواره في برشلونة، وهو دي يونج.
وبعد دقائق من التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، تلقى فيرجل فان دايك سؤالاً حول اقترابه من لقب الأفضل في العالم، خاصة أنه أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في عودة الليفر لمنصات التتويج، وكذلك العودة إلى دائرة الكبار بعد سنوات من الابتعاد، فكان الرد مذهلاً من الناحية الأخلاقية، ويجسد أعلى درجات الموضوعية في الحكم على الأشياء، حيث قال الهولندي: «في حال تم اختياري للقب الأفضل في العالم فسوف يكون شرفاً عظيماً بالنسبة لي، ولكنني أرى أن ميسي هو اللاعب الأفضل في العالم طالما هو مستمر في الملاعب، وقد تكون وجهة نظر فان دايك صحيحة، ويرددها الجمهور، إلا أن وجوده في وضعية المنافسة مع ليو يجعله لا يعترف بذلك، إلا أنه تحلى بأعلى درجات الموضوعية، وأقر بأن ليو الأفضل دائماً».
واستحق الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، المدير الفني لفريق ليدز يونايتد، جائزة «ذا بيست» التي يمنحها «الفيفا» لصاحب أفضل روح رياضية بعام 2019، وضرب بييلسا مثالاً رائعاً في الروح الرياضية خلال المباراة التي جمعت بين فريقي ليدز يونايتد وأستون فيلا، على ملعب «إيلاند رود»، ضمن منافسات مسابقة دوري الدرجة الأولى الإنجليزي «تشامبيونشيب» في أبريل الماضي، فقد سجل ليدز يونايتد هدفاً تسبب في حالة من الغضب لدى الجهاز الفني ولاعبي أستون فيلا، حيث كان ينتظر لاعبو أستون فيلا إيقاف المباراة بسبب سقوط أحد زملائهم على الأرض بسبب الإصابة، لكن لاعب ليدز يونايتد تجاهل الواقعة وزار شباك أستون فيلا، والمفاجأة أن بييلسا استجاب لغضب لاعبي أستون فيلا، وأمر لاعبيه بالوقوف تماماً والسماح للفريق المنافس بتسجيل هدف التعادل لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1.

الدون يعترف: «البرغوث» سر تألقي!
في حفل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» نهاية أغسطس الماضي، تغزل كريستيانو رونالدو في منافسه التاريخي ليونيل ميسي، وبعد سنوات من الصراع الملتهب بينهما، ومحاولات الجماهير والإعلام بشتى الطرق اختيار الأفضل من بينهما، والتقليل من شأن اللاعب الآخر، أقر رونالدو بأن ميسي يدفعه للتألق، فهو الذي يمنحه الحافز لتقديم أفضل ما لديه، وأشار إلى أن هذا الدافع يمنحه كل منهما للآخر.
وأشار رونالدو إلى أنه وميسي وقفا معاً لأكثر من 10 سنوات على منصات الأفضل في الكرة العالمية، مما يعني أنهما صنعا تاريخاً كروياً جديراً بالاحترام، وأضاف: «لا أتذكر أن هناك ثنائياً دخل في حالة تنافسية رائعة مثل تلك التي جمعتني مع ميسي، لقد وقفنا هنا فوق منصة الأفضل في العالم معاً لأكثر من 10 سنوات، لقد صنعنا تاريخاً كروياً كبيراً، وكل منا يدفع الآخر للتألق دائماً».

دي بروين: صوتي لـ«مو» لأنه الأحق!
في أبريل 2018 علت الدهشة وجوه الملايين من عشاق البريميرليج، حينما منح كيفين دي بروين نجم مان سيتي وأحد أفضل المواهب الكروية على الساحة العالمية صوته لهداف ليفربول محمد صلاح في المنافسة على لقب أفضل لاعب في البريميرليج، على الرغم من أن دي بروين كان مرشحاً بقوة للحصول على الجائزة في الموسم المذكور، وقال صانع ألعاب مانشستر سيتي أنه قرر أن يصوت لصالح منافسه الرئيسي، المصري محمد صلاح، على لقب أفضل لاعب للعام المذكور وذلك بحسب استفتاء اللاعبين المحترفين.
وكان دي بروين مرشحاً بقوة للقب، إلا أن تألق صلاح في موسمه الأول مع ليفربول، وتصدره ترتيب هدافي الدوري، جعله يدخل الصراع بقوة، ونقلت الصحافة الإنجليزية عن دي بروين قوله: «قمت بالتصويت لصالح صلاح لنيل جائزة لاعب العام لأنه يستحقها، بما أني لا أستطيع التصويت لأي من زملائي، أعتقد بأنه يستحقها، صلاح هو الأفضل بالنسبة لي، إلى جانب كين، وسيلفا، وأنا».
ما فعله النجم البلجيكي أثار حالة من الإعجاب والتقدير له سوف يظل التاريخ الكروي يتذكرها بصورة ربما تفوق في تأثيرها فوزه بلقب الأفضل في البطولة الإنجليزية.

لماذا اعتذر صلاح لمدافع السيتي وحارس واتفورد؟
حينما يتحدث الجمهور العربي العاشق للكرة العالمية عن أخلاق محمد صلاح نجم ليفربول بكثير من الإعجاب، وخاصة في الجانب الأخلاقي، فالأمر لا يتعلق بدعم معنوي يحمل في بعض الأحيان مبالغة لأسباب تتعلق بأنه لاعب عربي، بل إن صلاح نجح في غزو عناوين الصحف العالمية لأسباب أخلاقية وليس لقدراته التهديفية أو الفنية فحسب.
صحيفة «الميرور» اللندنية وغيرها من الصحف الإنجليزية، تناولت بنوع من الدهشة مشهد اعتذار صلاح لحارس مرمى واتفورد أوريستيس كارنيزيس الذي استقبل 4 أهداف منه خلال المباراة التي أقيمت بين الفريقين في البريميرليج الموسم الماضي، ولم يسبق للاعب كرة أن اعتذر لمنافس لأنه يسجل هدفاً في مرماه، وقد عززت هذه المبادرة من صلاح ما قاله مدربه السابق في روما لوتشيانو سباليتي، حينما أكد أن صلاح يشعر في بعض الأحيان بالخجل، حينما يسجل هدفاً مراعاة لشعور الفريق المنافس.
وكررها صلاح مع إيمريك لابورت مدافع مان سيتي، الذي أجبرته ظروف فريقه على خوض مباراة دوري الأبطال أمام ليفربول في أبريل 2018 في مركز المدافع الأيسر، وهو ليس المكان الذي اعتاد التواجد به، ونجح صلاح في المرور من المدافع الإسباني أكثر من مرة، وصنع فرص التسجيل لليفربول، والتقطت العدسات اعتذار صلاح لمدافع البلو مون بين شوطي المباراة، وركزت الصحف اللندنية على هذا المشهد المثير للجدل، وإن كان غالبية هذا الجدل إعجاباً بما فعله النجم المصري.

كلوب: لست عبقرياً!
لا ترتبط الروح الرياضية في عالم كرة القدم بالتصرفات تجاه المنافسين فحسب، بل هناك دائرة أخلاقية رائعة أكثر اتساعاً من هذه العلاقة، وعلى رأس مكونات هذه الدائرة قيمة التواضع، وحب العمل، وعدم المبالغة في تقدير الذات، وهو ما فعله المدير الفني لليفربول يورجن كلوب الذي أشار عقب تتويجه بلقب أفضل مدرب في العالم قبل أيام إلى أنه ليس عبقرياً، وليس مثالياً، بل هو مجرد مدرب يبذل أعلى جهد، ويقدم كل ما لديه لعمله وللفريق الذي يتولى تدريبه.
وأضاف كلوب: «لست عبقرياً، لست الأفضل، لست مثالياً، أنا فقد أقدم ما لدي وبنسبة 100% لفريقي، علينا التأكد من بذل أعلى درجات الجهد، لا أفكر في المنافسة مع أحد بطريقة عدائية، عليك أن تقدم كل ما لديك من جهد وحسب، لا تحسد ولا تحقد على المنافس أبداً، فالهزيمة في مباراة كرة قدم، أو خسارة بطولة ليست نهاية العالم».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©