عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
تصدرت الإمارات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قائمة الوجهات المفضلة لتأسيس الشركات الناشئة، واستحوذت دبي منفردة على 27% من خطط تأسيس المقار الرئيسة لهذه الشركات، وفق تقرير «بيئة الشركات الناشئة» الذي أعدته شركة «ماجنيت» بالتعاون مع «500 ستارت أب». وأضاف أن أغلبية الشركات الناشئة اختارت دبي تليها القاهرة، ثم الرياض، فيما شكلت التجارة الإلكترونية ما نسبته 23% من أنشطة الشركات الناشئة الجديدة متبوعة بالتكنولوجيا المالية بنسبة 14%.
وشمل التقرير استطلاع رأي أكثر من 100 مؤسّس من 12 دولة ضمن محفظة «500 Falcons» والتي تتّخذ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقراً لها بهدف جمع الأفكار والآراء والتحديات والفرص المتاحة لريادي الأعمال في المنطقة.
وأفاد بأن 45% من مؤسسي الشركات الناشئة في المنطقة تراوحت أعمارهم بين 30 و34 عاماً، فيما أوضح 71% أن الحصول على التمويل استغرق نحو 7 أشهر من المفاوضات تخللها تقديم عروض وجولات تسويقية لما بين 6 إلى 10 مستثمرين.
جمع الأموال
وأعرب 79% من المشاركين في الاستطلاع أن المستثمرين تحكّموا بعملية جمع الأموال التي تمت العام الماضي، فيما يعتقد 57% من المشاركين بأنهم سيخرجون من شركاتهم الناشئة خلال السنوات الخمس القادمة، مع تأكيد 59% منهم على أنهم سيبيعونها بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار أو أكثر. ولفت 63% إلى أن أبرز ثلاثة تحديات واجهت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثلت في نمو الإيرادات، وتعيين موظفين أكفاء، وأخيراً استقطاب المزيد من العملاء.
وقال إنه بصرف النظر عن موقع الشركة، يشكل تعيين الموظفين في الشركة الناشئة أحد أكبر التحديات التي تواجه المؤسّس فعلى غرار نموّ الإيرادات، يرى 62% من المشاركين في الاستطلاع أن إيجاد الكفاءات المناسبة أمر صعب ويتطلّب منهم جهداً كبيراً، فيما يشير 49% منهم إلى أن المشكلة الرئيسة تكمن في قلّة المواهب والكفاءات مع ذلك، يتطلّع المشاركون، في المتوسط، إلى تعيين نحو 16 موظفاً خلال السنة القادمة.
النمو بدلاً من الربحية
وأشار إلى تركيز الشركات الناشئة على النمو بدلاً من الربحية، حيث أكد 81% من المؤسسين لهذا النوع من الشركات أنهم يهتمون بالنمو أكثر من تحقيق الأرباح، فيما يعتقد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أنهم سيحقّقون الأرباح خلال 3 سنوات، بينما أشار 13% منهم إلى أنهم بدأوا فعلياً تحقيق الأرباح.
ويُسلّط هذا التقرير الضوء على جوانب متعدّدة، منها الممارسات المتبعة في جمع الأموال وفرص الخروج والعمليات التشغيلية ومستوى المواهب والكفاءات المتاحة والكثير غيرها.
من جانبه، قال فيليب بحوشي، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة ماجنيت، المتخصصة في رصد عمليات الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط، إن الإمارات تستحوذ على أكبر نسبة من مقار الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن نجاح الاستحواذات الأخيرة جسدت نجاح تجربة الإمارات في احتضان الشركات الناشئة.
عمليات الاستحواذ
وأضاف بحوشي أن عمليات الاستحواذ كانت لها نتائج إيجابية عدة، منها تعزيز السمعة العالمية للمنظومة وبيئة الأعمال التي أدت لنجاح التجربة حيث أسهم نجاح هذه الاستحواذات في جذب رؤوس الأموال من الشركات العائلية، ورؤوس الأموال المغامرة، وشركات التمويل، والمؤسسات المالية، والمستثمرين الممولين، حيث بات الجميع ينظر إلى الشركات الناشئة بكونها نوعاً من الأصول الواعدة.
وشهدت المنطقة عشرات الاستحواذات خلال السنوات الأخيرة معظمها لشركات تأسست في دبي أهمها استحواذ شركة «أوبر» الأميركية على شركة «كريم» التي تتخذ من دبي مقراً لها في صفقة تصل قيمتها إلى 11.4 مليار درهم، وقبلها استحواذ «ياهو» على «مكتوب» سنة 2009 واستحواذ «تومسون رويترز» على «زاوية» سنة 2012، واستحواذ «أمازون» على «سوق» مقابل 580 مليون دولار سنة 2017.
