عدد اليوم
تحقق كبرى شركات الولايات المتحدة بعضاً من أقوى نمو للأرباح منذ الركود، مدعومة بتخفيض معدلات الضرائب، واقتصاد أميركي قوي، يعمل على تغذية الطلب عبر الصناعات.
وقفزت الأرباح في مؤشر أس اند بي 500 للشركات بما يقدر بنحو 23.5? في الأشهر الثلاثة حتى يونيو الماضي، وفقاًَ لبيانات من وكالة رويترز للأنباء، أكثر من 21/2 مرة نمو في الإيرادات في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقد ساعدت مكاسب الربح التي امتدت عبر جميع القطاعات المسجلة في مؤشر أس اند بي 500 من الطاقة إلى الرعاية الصحية، في الحفاظ على ارتفاع سوق الأسهم الذي أرسل مؤشرات رئيسة إلى مستويات قريبة من الأرقام القياسية، وجعلت شركة أبل الأميركية أول شركة أميركية تبلغ قيمتها تريليون دولار.
وقال المدير المالي في «ويرلبول كورب» جيمس بيترز حول زيادة الارباح: «يشجعنا قوة الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك انخفاض معدل البطالة، وزيادة الطلب بشكل متزن على الإسكان». وقد أدى الإنفاق الصحي على الاستهلاك الشخصي والتجاري، إلى جانب ارتفاع تكاليف السلع، والمخاوف بشأن الرسوم الجمركية المحتملة، إلى تحفيز شركات تتراوح من شركة كرافت هاينز إلى شركة وينيباغو للصناعات، في محاولة لدفع زيادات الأسعار، ما سيساعد على تحديد كيفية تحرك الأسواق خلال بقية العام.
وقال جيم راسل، مدير المحافظ في «باهل آند غينور»: «تزيد الشركات بشكل غير معتاد من الأسعار.. هذه واحدة من أكثر الأشياء تفاؤلاً التي نراها من أجل الحفاظ على هوامش الربح مرتفعة في عام 2018 وإلى عام 2019».
وقالت يونايتد تكنولوجيز كورب، وهي شركة لتصنيع محركات برات آند ويتني النفاثة ومصاعد اوتيس: «إنها ستزيد من الأسعار لتعويض ارتفاع التكاليف».
وقالت كرافت: «إنها رفعت الأسعار في الربع الثاني لمواجهة التكاليف المرتفعة على المستوى الدولي ومصاريف النقل بالشاحنات في الولايات المتحدة».
ويقود التوفير الناتج عن تخفيض معدل الضريبة على الشركات في الولايات المتحدة إلى 21? من 35? إلى جزء كبير من مكاسب الربح، وسوف يتلاشى التأثير المباشر لذلك بعد أربعة أرباع بموجب القانون الجديد.
وتعتمد أي فوائد دائمة متعلقة بالضرائب على كيفية استخدام الشركات للمدخرات.
لكن الشركات الأساسية تحقق أداءً جيداً أيضاً.
وقد حسب المحللون في بنك أوف أميركا ميريل لينش أن إجمالي الأرباح أعلى من توقعات وول ستريت بنسبة 3?، في حين أن الأرباح قبل الضريبة زادت عن التوقعات بنسبة 2?.
ويتوقع البنك أن ترتفع ربحية السهم الواحد في شركات أس اند بي 500 بأكثر من 20? هذا العام، مع ما يقرب من نصف المكاسب الناتجة عن تأثيرات تغييرات قانون الضرائب.
«مما لاشك فيه أن الربعين الأول والثاني يشهدان فوائد من حزمة الضرائب»، حسب راسل من شركة «باهل آند غينور»، وقال: «إن العديد من الشركات تستخدم الفوائض في سداد ديونها، لكنه يعتقد أن نمو الأرباح الأساسي سيستمر مع استفادة الشركات من سنوات من القوى العاملة المؤهلة لقيادة العمل بكفاءة، بالإضافة إلى خفض التكاليف، وإعادة التنظيم، وإعادة شراء الأسهم».
وقال راسل: «إنه يتوقع أن تظل الأرباح قوية حتى لو تباطأت الإيرادات».
ونما الاقتصاد الأميركي بأسرع معدل سنوي له منذ ما يقرب من أربع سنوات هذا الربيع، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.1? في الربع الثاني على أساس موسمي، وعلى أساس معدل التضخم. وقد ارتفع هذا عن المعدل بنسبة 2.2? في الربع الأول. ومع ذلك، لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق من ارتفاع أسعار الفائدة، والتوتر التجاري، وارتفاع تكاليف العمالة والإمدادات.
وأفاد نحو 80? من الشركات في مؤشر ستاندرد اند بورز 500 عن نتائج الربع الثاني حتى الآن.
وقادت صناعة الطاقة الطريق، بينما كان المنتجون ومصافي التكرير ينعمون بانتعاش في سعر النفط الخام.
وقد تضاعفت أرباح الطاقة بأكثر من الضعف، مقارنة بالعام الماضي. كما سجلت القطاعات المالية والتقنية مكاسب قوية، حيث ارتفعت الأرباح بنسبة 25? لكل منهما. وارتفعت إيرادات جميع شركات مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 9.2? مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات صادرة عن رويترز، والتي تعكس النتائج الفعلية التي تم الكشف عنها من قبل 406 شركات.
بقلم/ توماس جريتا
