الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"ملك البريميرليج" يبدأ حلماً جديداً

"ملك البريميرليج" يبدأ حلماً جديداً
10 أغسطس 2018 00:37

القاهرة (الاتحاد)

بدأ مسيرته في نادي «المقاولون العرب» المصري بـ120 ألف جنيه مصري في العام، ورفع ليفربول عقده مؤخراً إلى 200 ألف استرليني في الأسبوع.
محمد صلاح رحلة طويلة فصولها مزيج من الإصرار والحماس والكفاح حتى وصل إلى قمة «البريميرليج» الموسم الماضي وحطم الأرقام القياسية وتوج بلقب أفضل لاعب والهداف برصيد 32 هدفا، في أول موسم له بقميص الريدز، وسجل 44 هدفا في جميع المباريات، والتي بلغ عددها 52 مباراة وقاد ليفربول لنهائي دوري الأبطال.
وعندما يرفع الستار اليوم على النسخة الجديدة للدوري الإنجليزي تتجه الأنظار على النجم المصري وهو يبدأ حلم جديد لمواصلة التألق في الدوري الأقوى بالعالم.
«الاتحاد» بدأت الرحلة من نجريج مسقط رأسه حتى «المقاولون العرب» لترصد كل فصول ومشاهد قصة النجاح التي تحولت إلى حديث العالم.
في قرية نجريج التي تبعد 33 كيلو مترا عن مدينة طنطا عاصمة الغربية ولد محمد صلاح وسط أناس يملكون بالكاد قوت يومهم، أو كما يقولون يواصلون الليل بالنهار حتى يحصلوا على ما يسد أفواههم «من اليد إلى الفم».. قرية تفتقر إلى الكثير من مقومات الحياة العصرية.. بيوت متلاصقة، شوارع ضيقة ومتربة، وتخطيط عشوائي لكل منشآتها ومبانيها، يحترفون زراعة البصل والياسمين، ولا يحترفون أو يعترفون بكرة القدم بل كانوا يرونها ملهة ومضيعة للوقت وطريقا لإفساد الصغار.. ظلوا على قناعاتهم سنوات.. يرون أطفالهم يلهثون وراء «الكرة الشراب» في الأجران والأراضي الخالية من دون أن يفكروا ولو للحظة أن من بينهم من يبرز محليا وعالميا.. وفي المقابل كانت أحلام صلاح تتخطى حدود قريته.. فهو يريد أن يصنع مجدا، ويتمنى أن ينتشل العائلة إلى حياة كريمة، ويحلم بأن يهدي رب الأسرة حامل المؤهل المتوسط الذي يعمل في الوحدة الصحية ببسيون ما يعينه على أعباء الحياة.. ولم يدر صلاح المولود في 15 يونيو عام 1992 أن تكون صالة طنطا المغطاة فاتحة خير ونقطة الانطلاق في عالم الكرة.. في تلك الصالة تقدم صلاح مثل غيره ممن ينتمون لهذه المرحلة العمرية إلى الاختبارات لتلمحه عين رضا الملاح كشاف نادي المقاولون فرع طنطا، وما أن انتهت تلك الاختبارات إلا وتوجه الملاح للنجم الصغير ليستفسر منه عن بعض ما يتعلق باسرته عارضا عليه الانضمام للمقاولون.
أكتشاف بالصدفة
جاء محمد صلاح من فرع «المقاولون العرب» بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية بعدما نجح في الاختبارات ضمن مجموعة من الناشئين، وانضم صلاح إلى رفاقه ممن وقع عليهم الاختيار من الفروع الثلاثة للمقاولون خارج القاهرة حتي يتم انتقاء الأفضل والأنسب للانضمام إلى الفرع الرئيس بالعاصمة، وجرى الاختبار أمام المدرب عبد الفتاح عباس المدير الفني للناشئين وريعو نجم الاتحاد السكندري الأسبق.. وتم اختيار 15 لاعبا -من بينهم صلاح- لينضموا إلى الفريق الأصلي التابع لمقاولي القاهرة ليصل عدد ناشئي الفريق تحت 13 سنة إلى 35 لاعبا، وعند عرض الأمر على مسؤولي المقاولون أرادوا في البداية تصفية هذا العدد واختيار الأفضل من بينهم حتى يشاركوا في بطولة منطقة القاهرة للناشئين فقط، وكان من الممكن أن يخرج صلاح في التصفية ويعود من حيث أتى حيث اللعب في اتحاد بسيون الذي شهد بدايته لولا إصرار عباس علي التمسك بكل من وقع عليهم الاختيار.. وحتى يحتفظ بهم جميعا طرح على إدارة النادي فكرة المشاركة في بطولتي الناشئين بمحافظتي القاهرة والجيزة، ووافقت الإدارة على طلبه ولعب وشارك ?فريقه في أولى مبارياته أمام فريق حلوان بدوري الناشئين.. وهنا يتذكر عبد الفتاح عباس تلك التفاصيل ويعود بعجلة الزمن إلى الوراء ويقول: كان محمد صلاح ضمن مجموعة من الصغار وكان بارزا وسطهم بموهبته، وسمعت الكثير مما دار في برامج التوك شو حول هذا اللاعب وكيفية ترويضه ونقله من اللعب ظهيرا إلى اللعب في مركز الجناح الأيسر، وعاد عباس إلى الحوار وقال: جاء صلاح إلى اختبارات الناشئين قادما من فرع طنطا ضمن مجموعة من اللاعبين الذين ينتمي معظمهم إلى قرى محافظات الدلتا حيث كان يبدو عليهم تواضع العيش الذي بدا على وجوههم وأجسادهم، ولكن الحقيقة انه كان مميزا عن غيره من حيث الموهبة، ولا يحاكيه أو يفوقه سوى لاعب واحد فقط يدعى حمادة بكار الذي كان «معجون موهبة» وجميعنا توقع له قبل صلاح أن يقطع طريقه إلى القارة الأوروبية حيث الاحتراف في أكبر أنديتها، ولكن وللأسف لم يلق حظه مثل صلاح وتوقف عن اللعب ثلاث سنوات، ثم عاد الى الملاعب من جديد ليدافع حاليا عن زي الشرقية للدخان.. وعاد عباس ليتحدث عن نجم ليفربول وقال: أنا من دفع به الى مركز الجناح الأيسر وليس أي شخص آخر كما تردد على الشاشة الصغيرة، حيث كان يلعب في الوسط الأيسر وليس الخلف كما قالوا ورأيته أفضل في الأمام لكونه يتمتع بالسرعة والتحكم وحسن المراوغة وهو يمتلك الكرة، ونجح بالفعل في هذا المركز ولفت إليه الأنظار. 
البداية 5 آلاف استرليني

بعد العقد الجديد الذي وقعه مع ليفربول حتى 2023 يحصل محمد صلاح راتبا أسبوعيا يصل إلى 200 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، ليصبح أحد اللاعبين الأعلى أجرا في صفوف «الريدز» متساويا مع الثنائي المهاجم البرازيلي روبيرتو فيرمينيو، والمدافع الهولندي فان دايك.
محمد صلاح حصل في بداياته وهو مع الفريق الأول للمقاولون العرب على ما يقرب من خمسة آلاف استرليني سنويا، وهو ما أوضحه المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف الحالي والمشرف العام الأسبق علي فريق «المقاولون العرب» الذي لم يرد الخوض في تفاصيل كثيرة تخص الجانب المالي للاعب، واكتفى بالتأكيد على انه كان يتقاضى 120 ألف جنيه مصري سنويا بعد تصعيده للفريق الأول بالمقاولون طيلة الموسم، وقال إن تألقه دفع إدارة النادي في ذاك الوقت إلى زيادة راتبه السنوي ليصل إلى 250 ألف جنيه أي ما يقرب من عشرة آلاف استرليني، ولكنه لم يحصل على هذا المبلغ لأنه رحل إلى سويسرا في 15 يونيو 2012 لخوض أولى تجارب الاحتراف حيث وقع عقدا لمدة أربع سنوات في صفقة قياسية كما يقول حبيب في ذاك الوقت بلغت قيمتها مليوني يورو بالإضافة احتفاظ «المقاولون العرب» بنسبة حال بيعه في المستقبل، وهو ما حدث بانتقاله إلى تشيلسي ثم روما ألإيطالي ومنه الى ليفربول وفي كل انتقال يحصل المقاولون على نصيبه من الصفقة.
مكاسب «المقاولون»
حصل نادي «المقاولون العرب» على نسبة من بيع محمد صلاح منذ انتقاله لبازل السويسري، وكان آخرها إعلان رئيس المقاولون  حصول النادي على قيمة عقد الرعاية من صفقة انتقال محمد صلاح من روما إلى ليفربول وهي 4%  من قيمة العقد الموقع بين الطرفين، والذي وقعه المهندس شريف حبيب وهو التعويض الذي يمنح للمقاولون.
العمدة يرد على الإشاعات
كم تمنى فقراء قرية نجريج التي يقطنها صلاح أن تحال إشاعة ذبح بقرة مع كل هدف يهز به صلاح الشباك إلى حقيقة لأن في هذه الحالة سوف ينعمون بتناول لحوم طازجة 44 مرة، وهي عدد المرات التي تعادل ما أحرزه نجم ليفربول في مشواره مع الفريق سواء في الدوري أو دوري الأبطال.. ولكن عملية الذبح هي بالفعل إشاعة أطلقتها بعض وسائل الأعلام كما يقول المهندس ماهر شتية عمدة القرية الذي أكد أن عائلة صلاح تذبح بالفعل ولكن مرات قليلة لا تتعدي أصابع اليد الواحدة بل لم تزد عملية الذبح خلال موسمه مع ليفربول عن ثلاث مرات فقط.
بقرات صلاح لم يقم بشرائها كما يقول العمدة بل يجلبها من مزرعة التسمين التي أقامها قبل سنة لأسرته بغرض الاتجار أيضا لأنه ليس من الطبيعي ولا المنطقي أن يضع ما يزيد على 40 بقرة وعجلا للتسمين ويقوم هو بذبحها أو أكلها جميعا بل يختار منها ما يريد للصدقة والباقي يقوم والده ببيعه مثلما يتاجر في الياسمين والبصل. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©