الجمعة 24 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض «قصتها» الفني.. 10 نساء في مكاشفات إبداعية عابرة للحواس

معرض «قصتها» الفني.. 10 نساء في مكاشفات إبداعية عابرة للحواس
27 يناير 2019 02:27

نوف الموسى (دبي)

ما حدث في «متحف المرأة»، عبر معرض «قصتها» الفني، هو تجاوز فعلي لما هو مشترك بين ثنائيات الحوار لـ10 نساء في مجتمع الإمارات باستخدام الحواس، ضمن مساحة مكاشفة تبحث عن المعنى، يثيرها (الزمن) وتجسدها الفجوة بين ما يقوله المرء عن نفسه، وما يفسره الآخر عنه. وجميعها؛ تبدأ دائماً بسؤال أن يكتشف الإنسان نفسه، من خلال الآخرين، وصولاً إلى القبول والانفتاح، فالأخير يعكس بانوراما من المبادرات الثقافية، التي تدعمها (دبي للثقافة)، برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، من بينها معرض «قصتها» الفني، بالتعاون مع «ايغوزيني»، «اي ار ديزاين ـ دبي»، «سينس لاب ـ ميلانو» و«متحف المرأة»، والذي افتتح مساء الأربعاء الماضي بحضور سعيد النابودة، المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون، ونخبة من الفنانين والمهتمين، بالاطلاع على فحوى التمارين التحفيزية (السرد، عطر، ألوان، صوت، تواصل) للمشاركات في المشروع، في وصف ذواتهن بعفوية (متدرجة) دونما نقد أو تحفظ، وصولاً إلى إنتاج عمل أدبي وفني (لوحة فنية، قصيدة شعرية، فيديو مصور، موسيقى).
طبيعة اختيار (الفنانات) وما يقابلهن من (شخصيات الموضوع)، لتفعيل حوار عميق، لإحداث تبادل معرفي يحفز بروز شكل جديد للعلاقة بينهن، يؤدي إلى إنشاء مواد فنية تعبيرية، مثل لوحات الفنانة نجاة مكي إثر تفاعلها مع السيدة حصة محمد حسن (80 سنة من الإلهام)، أو قصيدة عفراء عتيق، المنبثقة من حوارها مع إيزابيل أبو الهول، مشكلاً سؤالاً حول معيار الاختيار، أشارت حوله الدكتورة رفيعة غباش، مؤسس متحف المرأة، بالقول إن كل مواجهة بين سيدتين في مشروع معرض «قصتها»، رُسمت بشكل متعمد ودقيق، أحياناً يتبلور من التشابه، النابع من المكان، وأحياناً أخرى من الاختلاف في الخلفية الثقافية والفكرية، والهدف هو تعميق المعرفة ببعضهن، وقياس مدى إمكانية حدوث التقارب.
في المقابل، رصدت القيمتان على المعرض البرفيسورة المعمارية آنا باربرا، والمعمارية إندو فاراناسي، مستوى ضبط المنهجية التفاعلية بين النساء، لإبقاء الإيقاع ورِتم الحوار، ضمن بيئة التحفيز اللحظية، لإنتاج العمل الفني، مثل تجربة أن تكشف كل مشاركة عن فحوى حقيبة اليد، الفضاء الأكثر خصوصية، وهو تمرين استفزازي يُدعم مسألة الثقة بالنفس والحرية.
بحثت الفنانة الشيخة صنعاء آل مكتوم، في والدتها (شخصية الموضوع)، محور الدعم المتواصل الذي نالته من علاقتها الوجودية بها، للتعبير عن نفسها عبر الفنون، مشكلاً «السلام»، الرمزية النابعة من فكر الأم (الشيخة موزة)، تجلى ذلك عبر اللوحات الفنية للشيخة صنعاء آل مكتوم، المهتمة بشكل تفصيلي بردة فعل المتلقي، ومستوى ما يستشعره أمام مكنون اللوحة، ما يعكس الاستشعار المثير في مشروع معرض «قصتها الفني»، وهو البيئة الإجرائية لإنتاجه، فمثلاً ما هو أثر روائح العطر المستخدمة ضمن التدريبات، وارتباطها بالذاكرة، على الفنانة ماجدة نصر الدين، في حوارها مع قوسوم دوتاه، والتي اعتبرت أن تلاقيها مع شخص معطاء مثل قوسوم، أدى بهما إلى السير نحو المحبة كطريق، خاصة أن (شخصية الموضوع)، تهوى الصوفية، وتتقرب إليها عبر الموسيقى، ومنها جاءت رقصة الدراويش في لوحات ماجدة نصر الدين بمثابة استدلال لمستوى التقارب بين شخصيتين، وربما هو ما أوضحت حوله إندو فاراناسي، من أن الهدف من التمارين يصب في تحفيز كفاءة الدماغ المتعدد، الذي يشكل وعياً عبر الحواس، ما يخلق تأويل «عنصر ثالث» بين الشخصيتين، يتجسد عبر أشكال الفنون المختلفة.
عند المرور على فيديو مصور للفنانة علياء لوتاه، حيث شهدت حواراً مع الدكتورة اليزابيث استوني، تركز النقاش حول المرة الأولى التي تنتج عبرها علياء (فيديو مصوراً) وليس (فناً تشكيلياً)، والسؤال هنا حول أثر المنهجية التي استخدمها المشروع في إنتاج عناصر محايدة جديدة. فمن خلال تجربة حساسية اللون مثلاً، كما عبرت القيمة آنا باربرا، فإن فكرة الحواس، قادرة على اكتشاف أبعاد لذواتنا يخفيها عادة عقلنا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©