السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«ساعة هامبورج».. «دقات الخطر»

«ساعة هامبورج».. «دقات الخطر»
12 أكتوبر 2019 00:02

مراد المصري (دبي)

في الصيف الماضي، مر خبر مفاده أن نادي هامبورج الألماني يقرر تفكيك الساعة الأسطورية التي كانت موجودة في ملعبه، وتشير لعدم هبوطه لأكثر من 54 عاماً من الدوري الألماني، قبل أن تتوقف عن العمل بعدما هبط الفريق في الموسم قبل الماضي.
لكن الحكاية الحقيقية التي يجب أن تروى بعد رؤية هذه الساعة تخرج من الملعب للأبد، أن كل شخص أو مؤسسة هي من تحدد حجم الطموحات، فتعيش حبيسة لها، سواء بالسعي للمزيد أو الاكتفاء بالقليل!
ربما هذا الدرس المستفاد من وراء الساعة التي كانت أسطورية بنظر النادي وجماهيره ولاعبيه، لكنها في الحقيقة ساهمت منذ إضافتها للملعب في عام 2001، إلى تحويل طموح الفريق والمدينة بأكملها مقتصراً فقط على كيفية النجاة من الهبوط، وانتظار أن يزيد الوقت على الساعة من أجل الشعور بفخر وهمي، دون تحقيق أمر يذكر على الساحة الكروية. فحينما كان هامبورج يحتفل في نهاية كل موسم أن الساعة ما زالت تدق وتزيد في عدد السنوات الموجود عليها كدليل على الاستمرارية في «البوندسليجا»، لم يدرك مسؤولوه أنهم حجموا طموحاتهم من فريق توج بلقب «البوندسليجا» وتسيد القارة الأوروبية خلال مسيرته العريقة، إلى مجرد فريق يريد النجاة من الهبوط بأي ثمن في كل موسم.
ويبدو أن الساعة كانت تنذر باقتراب الخطر في كل موسم دون أن ينتبه لها أحد، حيث تشير الأرقام أن الفريق لم ينه الموسم منذ عام 2001، ضمن قائمة أصحاب المراكز الثلاثة الأولى سوى مرة واحدة فقط، فيما جاء في النصف المتأخر من لائحة الترتيب 8 مرات، حيث مر بفترة عدم استقرار على مدار سنوات متتالية، وكانت المؤشرات واضحة في آخر سنوات، حيث كافح هامبورج الهبوط ونجا منه في الأمتار الأخيرة في أربعة مواسم متتالية منذ عام 2014، قبل أن يخسر المعركة في الموسم الخامس في 2018، وما زاد حسرته أنه لن يتمكن من العودة إلى «البوندسليجا» في الموسم المقبل بعدما حقق المركز الرابع في دوري الدرجة الثاني الألماني في الموسم الماضي.
ولعل ما حصل مع هامبورج يجب أن يبقى درساً للجميع، من أندية ورياضيين أو حتى الأشخاص العاديين في حياتهم اليومية، بعدم وضع حدود لطموحك أو حصره بالحد الأدنى، ولعل ما حصل يجب أن يكون جرس إنذار لأندية عريقة بدأت بالتخلي عن تقاليدها لعل أبرزها مانشستر يونايتد وآرسنال الإنجليزيان وميلان الإيطالي، فتكون البداية نسيان كيفية المنافسة على اللقب ثم يصبح الهدف الحصول على بطاقة مؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا في نهاية الموسم، أو ربما المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي على أقل تقدير، لتكون هذه الخطوات بمثابة التراجع التدريجي الذي ربما لن يصل إلى مرحلة المنافسة على الهبوط، لكنه على الأقل سيجعل الجماهير تنسى هوية الفريق، الذي كانت تعرفه سابقاً ويصبح الحد الأدنى هو الإنجاز!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©