عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
ليس مصادفة أن يتم اختيار إمارة رأس الخيمة عاصمة للسياحة الخليجية للعام 2020، فهي تتربع على قائمة أهم الوجهات الجاذبة إذ تجمع بين الطبيعة الجبلية والواحات الخضراء المطلة على روائع المناظر الصحراوية حين يسكن الليل وتختبئ الأحلام، والشواطئ الرملية حين تطفو الأمنيات، وفيها أطول مسار انزلاقي وأضخم حديقة ثلجية من نوعها وأكثر المواقع الأثرية قدماً في المنطقة، وذلك كله يجعل توافد السياح عليها يزداد عاماً بعد عام حتى أنه بلغ أوجه نهاية الصيف الفائت بأكثر من 118 ألف زائر معظمهم توجهوا إلى «جبل جيس فلايت» عند قمة جبل جيس.
لهذه الأسباب وأكثر تستحق إمارة رأس الخيمة أن تكون الوجهة الأولى للسياحة الخليجية:
تتويج
توجت رأس الخيمة عاصمة للسياحة الخليجية خلال الاجتماع الرابع للوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون، والذي عقد مؤخراً في مسقط لما تتمتع به من تنوع طبيعي وتاريخي وتراثي، إضافة إلى قطاع الفنادق والمنتجعات والمغامرات الممتدة حتى حدود جبل جيس الأعلى في الدولة.
جبل جيس فلايت
تتفرد رأس الخيمة بأطول مسار انزلاقي في العالم بطول 2.83 كيلومترا استحق عن جدارة دخول موسوعة جينيس لتربعه على قمة جبل جيس على ارتفاع 1680 متراً. ويصور «جبل جيس فلايت» تفاصيل خوض المغامرات بمجرد أن يصل المشارك إلى قاعدة المسار حيث تفتح أبواب التفلت من كل شيء ويبلغ التشويق منتهاه، وتقدم التجربة مسارين متوازيين تتيح للأقارب والأصدقاء فرصة التسابق فيما بينهم بإحساس المعلّق بين السماء والأرض في رحلة لا تتعدى 3 دقائق تمر وكأنها دهر.
أكبر حديقة ثلجية
تضم رأس الخيمة أكبر حديقة ثلجية في منطقة الخليج «آيس لاند»، ويبلغ متوسط عدد زوارها 25 ألف زائر شهرياً وتعد شلالات البطريق في مدخل الحديقة، أكبر شلالات مائية صناعية من نوعها في العالم يصل طولها حتى 120 قدماً وعرضها 540 قدماً، وتعمل بطاقة تصل إلى أكثر من 100 ألف جالون من الماء المتساقط كل دقيقة، وتوحي الحديقة بأرض الشلالات حيث القمم المكللة بالثلوج، وهي خامس أضخم منطقة جليدية اصطناعية في العالم بحسب دليل التصنيف الدولي، وأكثر أنشطتها تشويقاً الهبوط الفجائي من ارتفاع 3 أمتار وسط شلال من ماء وممارسة كرة القدم تحت أمطار الشتاء.
أجمل الشواطئ
تتمتع رأس الخيمة بأجمل الإطلالات الشاطئية على ساحل الخليج العربي بطول 64 كيلومتراً ويقصدها الزوار من داخل الإمارات وخارجها للاستمتاع بمياهها الفيروزية الصافية التي تستضيف على مدار السنة باقة من الرياضات البحرية ورحلات القوارب التراثية. وأكثرها استقطاباً شاطئ المرجان الذي يضم أفخم المنتجعات ويطل على جزيرة اصطناعية طولها 4.5 كيلومتر توفر تجارب استجمام رائعة من كل الاتجاهات، وتأتي جنباً إلى جنب مع خيارات التجديف والصيد وركوب الأمواج. والمتعة نفسها تحققها زيارة المنشآت الفندقية في شاطئ الحمرا المحاط بأشجار النخيل والذي يمنح الزوار فرصة الاسترخاء التام بعد قضاء يوم رياضي بامتياز.
18 حصناً
أكثر ما يجذب السياح الأجانب إلى رأس الخيمة الطابع المتنوع الذي يغلب على ملامحها وكأنها ألبوم صور مفتوح للمناظر الخلابة المجتمعة في بقعة واحدة بدءاً من السهول الخصبة والجبال إلى الشواطئ الساحلية وأشجار المانغروف وعبق الرمال وتموجاتها، وغالباً لا يغادر السياح رأس الخيمة إلا بعد جولة على عدد من قلاعها وأبراجها الأثرية الموغلة في القدم وعددها 18 حصناً منذ زمن الساسانيين والقوات البرتغالية والهولندية والبريطانية.
قلعة ضاية
يعود تاريخ القلعة الأشهر في رأس الخيمة إلى القرن 16 الميلادي، وهي المنطقة الدفاعية المرتفعة الوحيدة في البلاد، بنيت من الطوب الطيني وتعرضت معظم أقسامها للدمار بما فيها برج القلعة الذي يكشف مشاهدة جبال حجر والخليج العربي، وتعد المغامرات التشويقية عند جبال حجر من أفضل الوسائل لاستكشاف السحر الحقيقي لطبيعة شبه الجزيرة العربية والأنشطة المثيرة كركوب الدراجات الجبلية وتسلق الصخور والهبوط من قممها وتجربة «هبوط الوادي» لمحبي عبور الممرات المائية الضيقة بين الجبال.
رحلات السفاري
تمتد رحلات السفاري في عمق صحراء رأس الخيمة حتى منتصف الليل ويتخللها فقرات تراثية متنوعة من صيد الصقور وركوب الجمال إلى تجارب الحناء والتدحرج على الرمال، وتكشف الجلسات البدوية هناك حجم التاريخ الثقافي الغني للإمارة، ويلخص مخيم «واحة البدو» أجواء السكينة بالتخييم على الطريقة البدوية بأفضل صورها، حيث يتعلم الزوار كيفية إشعال النار في البر وطقوس الضيافة العربية والنوم تحت النجوم. ووسط محمية طبيعية خلابة تقدم قرية «بساطة الصحراوية» تجربة حقيقية عن الحياة الصحراوية في الماضي ويتاح لعشاق المغامرات استكشاف القيادة على تضاريس الكثبان الرملية، في حين تقام مساء عروض الفنون الشعبية بما فيها رقصات العيالة التقليدية.
مزرعة اللؤلؤ
تتألق إمارة رأس الخيمة بمزرعة اللؤلؤ التي تكشف تفاصيل الروايات والحقائق حول تاريخ الغوص لإيجاد اللؤلؤ والذي يعود إلى آلاف السنين. والإمارة لطالما عرفت في المنطقة بأنها مصدر أساسي لحبيات اللؤلؤ اللماعة. وتنتح مزرعة اللؤلؤ حبيبات لؤلؤ جميلة من خلال دمج العلم والطرق التقليدية حيث يمكن للزوار تعلم الكثير عن صناعة اللؤلؤ.
المتحف الوطني
يستعرض متحف رأس الخيمة الوطني تاريخ هذه المدينة القديمة من خلال القطع الأثرية النادرة والمعروضات الرائعة، وهو من المتاحف القليلة في العالم التي تعنى بتاريخ أرض لازالت مأهولة بالناس منذ مايزيد على 7 آلاف سنة، تشمل معروضات المتحف مجموعات أثرية وقطعاً نادرة تروي تاريخ المدينة الطبيعي والإثنوغرافيا منذ عصور ما قبل التاريخ.
عروض الصقور والنسور
يهوى زوار رأس الخيمة تعلم الصيد باستخدام الصقور، حيث توفر منتجعاتها الصحراوية باقة من الرياضات الإماراتية الشهيرة بينها عروض النسور والبوم والمها، وكلها ضمن مشهد استثنائي يستدعي المشاركة الفعلية في هذه التقاليد القديمة التي تعود لنحو ألفي عام.
