الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البرلمان البريطاني يؤيد تعديل «ليتوين» ويؤجل صفقة جونسون لـ «البريكست»

البرلمان البريطاني يؤيد تعديل «ليتوين» ويؤجل صفقة جونسون لـ «البريكست»
20 أكتوبر 2019 00:10

شادي صلاح الدين (لندن)

صوت نواب مجلس العموم البريطاني، عصر أمس، لصالح دعم «تعديل ليتوين» لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي توصل إليه رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون مع الزعماء الأوروبيين، وبالتالي ألغى تأييد هذا التعديل التصويت المقرر على صفقة رئيس الوزراء.
وصوت الأعضاء، خلال الجلسة التاريخية التي انعقدت لأول مرة يوم السبت منذ ما يقرب من أربعة عقود، لصالح التعديل الذي تقدم به السير أوليفر ليتوين، الوزير السابق في مجلس الوزراء الذي فقد عضويته في حزب المحافظين الشهر الماضي بعد معارضته خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بإجمالي 322 صوتاً مقابل 306 ضده بأغلبية بلغت 16 صوتاً.
وأوضح مراقبون أن هذا التصويت يعني أن بوريس جونسون سيضطر إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي بتأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى أن يتم إقرار جميع التشريعات اللازمة لإبرام اتفاق في البرلمان، لمنع الخروج دون صفقة.
ويقول التعديل، إن مجلس العموم سيعلق الدعم لخطة جونسون حتى يتم تمرير كل بنود «تشريع بين» المطلوبة لتنفيذ القانون من قبل البرلمان أيضاً، وهو ما يجبر جونسون على طلب تمديد «بريكست» خلال الساعات القادمة، بحسب قانون بين، ويزيل خطر الخروج من دون اتفاق في ظرف أيام قليلة، إلا أن التصويت يظل يسمح لجونسون بتمرير خطته لـ«البريكست»، وعليه فقط أن يمرر كل الأجزاء المنفصلة لاتفاق الانسحاب أيضاً، وقال السير أوليفر ليتوين، إن التعديل الذي تقدم به يمثل «بوليصة تأمين» لمنع بريطانيا من الخروج دون اتفاق في 31 أكتوبر.
وتحدى رئيس الوزراء البرلمان، قائلاً إنه لن يتفاوض على أي تأجيل مع الاتحاد الأوروبي «وسأواصل العمل لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر الجاري». وقال رئيس الوزراء، إنه كان «نقاشاً مهماً» و«لحظة استثنائية»، لكن التصويت «تم إبطاله من معناه» من خلال تعديل ليتوين الذي يحجب تأييد الصفقة حتى يتم إقرار جميع التشريعات. وأضاف «أفضل شيء بالنسبة للمملكة المتحدة وأوروبا كلها، هو أن نغادر بهذه الصفقة الجديدة في 31 أكتوبر». وقال «لن أتفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن التأخير، ولن يجبرني القانون على القيام بذلك».
وتابع زعيم المحافظين، إنه سوف يخبر الاتحاد الأوروبي بأن «مزيداً من التأخير سيكون سيئاً لهذا البلد»، مضيفاً أنه في الأسبوع القادم ستقدم الحكومة التشريعات اللازمة للخروج في 31 أكتوبر مع صفقته على أمل أن يغير النواب رأيهم ويدعموا الصفقة.
ورد زعيم العمال، جريمي كوربن، على تصريحات جونسون قائلاً «إنه يرحب بتصويت اليوم - إنه (قرار مؤكد) بعدم دعم صفقة رئيس الوزراء و(صوت أعضاء البرلمان بوضوح) لتجنب عدم التوصل إلى اتفاق». وأوضح «يجب على رئيس الوزراء الآن الامتثال للقانون. أعتقد أنه في النهاية يجب أن يكون للناس الكلمة الأخيرة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». وتابع: إن رئيس الوزراء «مستعد لتحدي قانون أقره هذا البرلمان»، داعياً جونسون إلى «التفكير بعناية فائقة» في رفضه السعي لتمديد فترة التفاوض بموجب المادة 50.
وقالت زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي، جو سوينسون، إن صفقة رئيس الوزراء صفقة سيئة - وإن الناس يستحقون «القول الفصل». وسألت رئيس البرلمان، جون بيركو، إذا كان بإمكانه تعليق الجلسة حتى يرسل جونسون طلب التمديد. ورد رئيس البرلمان «ليس في نيتي تعليق الجلسة».
ومن جانبه، أعلن زعيم مجلس العموم، جاكوب ريس موج، أن الحكومة تؤجل التصويت على صفقة «البريكست» حتى الاثنين، وبالتالي سيكون هناك تصويت جديد على الصفقة يوم غدٍ الاثنين.
كان بوريس جونسون قد دعا النواب قبل التصويت إلى إنهاء ما وصفه بـ «الخلاف الموهن» بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ودعم صفقة الخروج من التكتل.
ورفض زعيم المعارضة، جريمي كوربن، دعم الصفقة، قائلاً «إن التصويت على الصفقة لن ينهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وينبغي أن يكون للناس الكلمة الأخيرة»، مضيفاً «لن ندعم هذه الصفقة». وقال للنواب «هذه الحكومة لا يمكن الوثوق بها ولن يتم خداع هذا المجلس». وأضاف «أنا أفهم تماماً الإحباط والتعب في جميع أنحاء البلاد، وفي هذا المجلس، لكننا ببساطة لا نستطيع التصويت لصالح صفقة أسوأ من الصفقة التي رفضها هذا المجلس ثلاث مرات». وشدد على أن هذه الصفقة تهدد الوظائف وهيئة الخدمات الوطنية.
وقال نواب الحزب الديمقراطي الوحدوي الأيرلندي الشمالي، إنه لا يمكنهم التصويت على صفقة جونسون.
كان عشرات الآلاف من البريطانيين قد خرجوا في مظاهرات حاشدة مطالبة بإجراء استفتاء على الصفقة الأخيرة لرئيس الوزراء، ومنح الشعب القول الفصل في تحديد مصير البلاد. واكتظ المتظاهرون في وسط لندن، رافعين أعلام الاتحاد الأوروبي، ولافتات تطالب بإلغاء المادة 50 الخاصة بـ«البريكست».
وشارك في التظاهرات عمدة لندن، صادق خان، والعديد من السياسيين من أطياف حزبية مختلفة، بجانب العشرات من كبار الفنانين البريطانيين والمثقفين والعلماء.
وأرسل منظمو التظاهرة الحاشدة رسالة إلى بوريس جونسون وقادة الاتحاد الأوروبي والنواب وأعضاء البرلمان الأوروبي، يطلبون منهم إتاحة «الفرصة للتحقق مما إذا كنا نريد المضي قدماً في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».
كما خرجت في الوقت نفسه في هذا اليوم التاريخي لبريطانيا، مظاهرة في مدينة مانشستر بالشمال الإنجليزي تحمل اسم «مسيرة من أجل الديمقراطية» نظمتها حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي.

المفوضية الأوروبية للحكومة البريطانية: ما الخطــوات التاليــة؟
دعت المفوضية الأوروبية عبر متحدثة باسمها الحكومة البريطانية إلى الإفصاح عن الخطوات المقبلة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك عقب تصويت مجلس العموم البريطاني بمنع الموافقة بشكل مؤقت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقالت مينا أندريفا في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: إن المفوضية يتم إحاطتها علماً بتصويت مجلس العموم على التعديل الذي يعرف باسم ليتوين والذي يعني إرجاء التصويت على اتفاق الخروج، وأضافت أندريفا: «سيكون على حكومة المملكة المتحدة إبلاغنا بالخطوات التالية في أقرب وقت ممكن».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©