الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"المرأة في فكر زايد" تضيء على "الاستقلالية الفكرية"

"المرأة في فكر زايد" تضيء على "الاستقلالية الفكرية"
31 أغسطس 2018 00:55

نوف الموسى (دبي)

نقطة الاختلاف التي أبدتها الدكتورة مريم سلطان لوتاه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، مع طرح الأكاديمية، والدكتورة عائشة النعيمي، فيما يتعلق بالفجوة بين مبادرات القيادة السياسية السباقة على مستوى التشريع «القانون» وبين الوعي المجتمعي، الذي يتطلب من الأفراد، مراجعة مستمرة لماهية النسق الداخلي لفكرهم وغربلة الموروث وآلية إحداث التحول والتغير، عبر تمكين الفكر المجتمعي من الإدراك العميق لأبعاد التنوع في كافة شرائح المجتمع، والتي لا تزال المرأة فيه، تحتاج إلى قفزة فعلية، ترتكز فيها على مكتسبات القناعة السياسية بدور المرأة، نتاج الرؤية الثاقبة التي أسسها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالمقابل رأت الدكتورة مريم سلطان لوتاه، أن المسألة تتحرك بشكل تدريجي، فالمجتمعات بطبيعتها، بطيئة ومتأنية في انسيابية التحول الفكري، وأن ما استطعنا إنجازه على مستوى الوعي بدور المرأة، المدعوم بمؤشرات عالمية معتمدة، يكفل لنا الاستمرار إلى مراحل أكثر عمقاً ونضجاً.
وبالتقريب بين وجهتي النظر، فإنهما لا تمثلان اختلافاً بالمعنى الفعلي، بقدر ما هما عاملان مكملان لنمو الوعي المجتمعي، من خلال إمكانية تحويل مفهوم «الفجوة» إلى «فضاء» متكامل للحوار، يحكمه «التدرج الطبيعي» لأي مجتمع، وحديث الدكتورة عائشة عن ما يمكن تسميته بـ «القفزة»، غير مقصود به «السرعة والتجاوز»، بقدر ما هو الاستمرار في طرح المرأة الأسئلة على نفسها، حول حقوقها ومكتسباتها القانونية للوصول إلى ممارستها بشكل ديناميكي ملموس، معبرة عن ذلك بقولها: «القانون يعطيك الحق، ولكنه ليس بالضرورة يغير وعيك». هذه الرؤى شكلت نقاشات مفتوحة، شاركت فيها إلى جانب الأكاديميتين، الإعلامية والكاتبة السعد المنهالي رئيس تحرير مجلة ناشيونال جرافيك العربية، ومجلة ماجد للأطفال، ضمن جلسة احتفالية بيوم المرأة الإماراتية، عنوانها «المرأة في فكر زايد» بندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور بلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، ونخبة من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين.
من جهتها، اعتبرت السعد المنهالي أن الأسس الرئيسية الثلاثة التي اعتمدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونشهد مخرجاته في الوقت الآني على جيل الشباب، تمثلت بدايةً في إلزامية التعليم، وبناء المؤسسة الثقافية، وإنشاء الكيان الإعلامي، مشكلاً بذلك بيئات نوعية، تتيح للمرأة، الخوض في تجربة المشاركة الفعلية، في كافة المجالات التنموية، وبالأخص الإعلامية، دون تمييز بينها وبين الرجل، والانتقال من النموذج القبلي نحو المواطنة الحقيقية المبنية على الإحساس الكليّ بالمسؤولية.
«الاستقلالية»، سواء الفكرية والمادية، أحد المكتسبات الأسمى، التي أتاحها فكر زايد للمرأة في الإمارات، كما أوضحت الدكتورة عائشة النعيمي في مداخلتها خلال الجلسة، والانتقال بتلك الاستقلالية إلى تجربة إنسانية متكاملة متعددة، تنطلق من حرية ذاتية في التعامل مع الخيارات الحياتية، هو بحد ذاته يشكل سؤالا لما يمكن إنجازه عبر تعزيز المفهوم، للمرحلة المقبلة، مثمنه الدور المفصلي لبعض المؤسسات الثقافية، التي لعبت دوراً جوهرياً في توثيق المرحلة، من بينها متحف المرأة، الذي أقدم أخيراً على إصدار «موسوعة المرأة الإماراتية»، شاركت في تأليفه الباحثة الدكتورة رفيعة غباش مؤسس متحف المرأة، والدكتورة مريم سلطان لوتاه، وأوضحت في الجلسة النقاشية حجم الأهمية التي تكمن في أرشيف الوطن، على جميع الأصعدة سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي، حيث يقدم بانوراما فعلية عما كان يفعله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من تحولات نوعية، في مجال دعم وتمكين المرأة، وتحديداً في ما يتعلق بالقطاع التعليمي، عند إنشاء جامعة الإمارات، إلى جانب البعثات التعليمية الخارجية، التي لم يتم فيها أي تمييز بين الذكور والإناث على مستوى جميع التخصصات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©