الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«العقلية المادية» مفيدة أحياناً!

«العقلية المادية» مفيدة أحياناً!
24 أكتوبر 2019 00:03

بعض الناس يقرنون سعادتهم بالسلع المادية.. يشترون أحدث البضائع والسلع ليس لاستخدامها، بل للشعور بلذة الشراء أو لاكتساب قيمة شخصية.. هذا يسمى في أدبيات علم النفس بالعقلية المادية aterialism. وكثيرة هي الدراسات التي تقرنها بقلة السعادة وعدم الرضا عن الحياة وكثير من الأضرار النفسية الأخرى..
لكن دراسة حديثة كشفت أمراً مثيرًا للاهتمام.. وهو أن العقلية المادية نوعان: أحدها ضار، والآخر مفيد!

العقلية المادية الإيجابية:
تقول الدراسة المنشورة في دورية (ابلايد ريسيرش إن كواليتي أوف لايف) إن هناك أناساً يفكرون بعقلية مادية إيجابية، أي تعجبهم السلع المادية لا لكونها مصدر سعادة، بل لأنها دليل على النجاح والتفوق في العمل.. لو نظر الشخص إلى يخت فاخر، سيعجب بنجاح صاحبه.. يعجب بدلالة هذا اليخت، لا اليخت نفسه. وقد يدفعه هذا للاجتهاد لتحقيق المكانة التي يصبو إليها.
صاحب العقلية المادية الإيجابية سعيد في حياته، لأنه لا يشعر بالحرمان حين لا يمتلك سلعة ما.. فهو لا يعتبرها مصدراً للسعادة.
أما صاحب العقلية المادية السلبية، فيعتبر السلع الاستهلاكية مصدراً للسعادة، فيقل رضاه عن حياته، لأنه سيشعر بالحرمان حين لا يمتلكها.. هدفه سلعة، وليس قيمة تعينه في مواجهة الحياة، كقيمة العمل أو الرغبة في الإنجاز. كلاهما معجب بالسلعة المادية (اليخت مثلاً) لكن هناك فارقاً واضحاً بين العقليتين. الأول يعتبرها مجرد «مؤشر لنجاح مادي»، والثاني يعتبرها «هدفاً نهائياً وغاية في ذاتها».

كيف نتخلص من العقلية المادية السلبية؟
سألنا الباحث الرئيس في هذه الدراسة الدكتور جوزيف سيرجي Joseph Sirgy عن طريقة التخلص من طريقة التفكير المادية السلبية، فقال:
أصحاب هذه العقلية لديهم توقعات مثالية وغير واقعية لما ينبغي أن تكون عليه حياتهم. فيصبحون أقل رضا عن مستوى معيشتهم.. وغالباً ما تتشكل هذه التوقعات نتيجة للمقارنات الاجتماعية غير الصحية، أو التعرض المتكرر لوسائل الإعلام الترفيهية التي تعرض نماذج استثنائية من الثراء والحياة المرفهة التي غالباً ما تقرن بين السلع المادية والسعادة، ويعتقد الإنسان أن هذا هو السبيل للسعادة.
للتخلص من هذه العقلية -يضيف الدكتور سيرجي- فإن الحل هو خلق توقعات واقعية متناسبة مع قدرات الشخص وخبراته وطبيعة حياته.. وأيضاً ربط تطلعات الشخص بمجهوده الشخصي، وأن قيمة الإنسان الحقيقية نابعة ما يفعله في حياته لا ما يمتلكه.. وهي قيمة مهمة غالباً ما يتم غرسها في المدرسة، حين يتعلم الطالب أن هناك نتائج لأفعاله، وأنه لن ينجح دون بذل مجهود، فيستطيع أن يربط بين النتائج الإيجابية المرغوبة وأفعاله الشخصية. لذلك فالتعليم الجيد مفيد في هذا الصدد. (انتهى كلام الدكتور سيرجي).
معنى هذا أن التطلع للسلع المادية قد يكون جيداً حين نقرنه بنتائج أفعالنا.. أن يكون دافعاً لنا للنجاح المادي بالمثابرة، وبذل الجهد لتحقيق مكانة معينة في الحياة.. لا اعتبار امتلاك أحدث البضائع الترفيهية هو الغاية من الحياة!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©