اليابان x إيران.. "الساموراي" إلى النهائي بـ "الأخطاء الساذجة"

أظهر منتخب اليابان معدنه الحقيقي في نصف النهائي أمام إيران مساء أمس، ونجح في تأكيد خبرته المتراكمة على مدار سنوات طويلة، خلال المباراة التي قال فيها كلمته الأولى، وأنه أحد المنتخبات التي ما تزال تثير الخوف والرهبة في قلوب المنافسين، في حين لم يقدم إيران ما يشفع له بعدما ارتكب أخطاءً ساذجة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا يقع فيها فريق متواضع، ولا يملك أي خبرة على الصعيد الإقليمي، وليس منتخباً شارك في نهائيات كأس العالم قبل 7 أشهر.
أرى أن الهدف الأول لليابان، والذي جاء بـ «هفوة» دفاعية غريبة لا يقع فيها فريق صاحب خبرة، أدى إلى قصم ظهر منتخب إيران، إذ من المفترض بعد الهدف أن يكشف الأخير عن الشخصية الفنية التي يملكها، وما حدث عكس ذلك، حيث تراجع الفريق الإيراني بشكل حاد أمام الجموح الياباني الكبير، حتى وصل إلى مرحلة الانهيار الكامل، وغلفت العصبية الزائدة أداءه ليفقد اللاعبون سيطرتهم على مجريات المباراة التي مالت كفتها تماماً لمصلحة اليابانيين الذين استحقوا الفوز عن جدارة.
بالنسبة للشوط الأول، سيطر الخوف والحذر الشديد على أداء المنتخبين في أول 20 دقيقة، وانحصر اللعب في وسط الملعب، وغابت المحاولات الهجومية، ولم تشهد هذه الفترة هجمات خطرة يمكن الإشارة إليها، وبعدها بدأ التغيير في أداء إيران، وظهر لاعبوه في نصف الملعب «الأزرق»، وبدأت خطورته من خلال نشاط سردار أزمون الذي رجح كفة منتخب بلاده فنياً، من خلال إزعاجه الدائم للدفاع الياباني، وأهدر فرصة خطرة كفيلة بقلب موازين المباراة في الشوط الأول.
منتخب اليابان وبرغم التغييرات التي طرأت على تشكيلته، إلا أنه معروف عنه الخبرة الكبيرة في التعامل مع المباريات المهمة، إلى جانب الصبر الشديد، والقدرة على التعامل مع كل التقلبات الحادة، وبغض النظر عن الظروف المحيطة بالملعب والصخب الجماهيري، بدا أن اللاعبين اليابانيين أكثر هدوءاً في اللعب والهجوم، على عكس الإيرانيين الذين يلعبون باستعجال، نظراً لرغبتهم في حسم المباراة مبكراً. وبعيداً عن نسب السيطرة أو أفضلية أي المنتخبين، ظل اليابان خطراً، نظراً لقدرته على استغلال التفاصيل الصغيرة التي رجحت كفته، وفي ظل نسب الاستحواذ التي مالت لمصلحته، حتى وإن امتلك منتخب إيران زمام السيطرة على مناطقه الخلفية في الشوط الأول، والتي سرعان ما انهارت في الشوط الثاني بسبب الأخطاء الساذجة التي ارتكبها، في حين أن ما أسهم في صناعة الفارق بالنسبة للمنتخب الياباني هو تاكومي مينامينو، وله الفضل الأكبر في ضبط إيقاع منتخب بلاده في منتصف الملعب.

مورياسو: السر في الروح
لم يخف هاجيمي مورياسو، المدير الفني لليابان سعادته بالفوز على إيران، والتأهل إلى النهائي، بعد مواجهة قوية، وقال إن الروح العالية من اللاعبين والتركيز الذهني العالي، والرغبة في التفوق من أهم الأسباب التي قادتهم إلى تخطي أحد أفضل المنتخبات في القارة، وأوضح أن المهم بالنسبة لهم حالة الإصرار الكبيرة لتخطي المنافس، ومتابعة الاستمرار في البطولة. وأضاف: المنافس قوي وعنيد في الملعب، لكن في المقابل كنا في وضع جيد وقاتلنا للدفاع عن فرصة التأهل، وانتظرنا حتى الشوط الثاني لافتتاح التسجيل بالرغبة في الوصول إلى المرمى، وهذا المطلوب في المباريات المهمة، وأشكر جميع اللاعبين على جهودهم وإصرارهم على مضاعفة النتيجة بالهدفين الثاني والثالث. وقال مورياسو إنه قام بتغييرات عدة حسب متطلبات اللقاء مقارنة بالمباريات الماضية، كما أن المهارات الخاصة باللاعبين جيدة، فضلاً عن أنهم لعبوا بطريقة جماعية بالتركيز العالي.

أخبار ذات صلة

حاكم الشارقة يعيِّن 32 مواطناً في «الدفاع المدني» و«الثروة السمكية»

إماراتي يحصد 5 جوائز عالمية في الابتكار

كيروش: مهمتي انتهت مع إيران
أعلن البرتغالي كارلوس كيروش انتهاء مهمته رسمياً مع منتخب إيران، عقب الخسارة أمام اليابان في نصف نهائي كأس آسيا، وقال إنه يتحمل مسؤولية ما حدث، رغم جهود اللاعبين لبلوغ النهائي. وأوضح كيروش أنه ليس هناك الكثير ليقوله عن المباراة، في ظل حالة الإحباط الكبيرة لدى اللاعبين والجماهير، وقال إن اللقاء جاء متكافئاً، حتى وقوع الخطأ غير المقصود، والذي تسبب بالهدف الأول، ما أدى إلى كسر قلوب اللاعبين! وأضاف: شهدنا تمثيلية من اللاعب الياباني للحصول على ركلة الجزاء، وتوقعنا تراجع الحكم بعد مراجعة «الفيديو»، والمؤسف أن الهدف الثاني تسبب بضغوط سلبية لدى اللاعبين، ومنح المنافس فرصة السيطرة على الملعب. وأكد كيروش أنه كان يتمنى تأهل المنتخب إلى النهائي، استناداً إلى المستوى الجيد في المباريات الماضية، ويتقدم بالشكر لجميع اللاعبين على التضحيات الكثيرة، من أجل المنتخب والعمل بكل ما يملكون للوصول إلى أفضل مرحلة من النتائج الجيدة خلال المرحلة الماضية من البطولة. وأضاف: عبرت عن آرائي خلال السنوات الماضية، ولا أعتقد أن هناك أشخاصاً يريدون الاستماع إلى ما أقوله، خصوصاً بعد المباراة وبالنسبة لي فإنني فخور جداً بالرحلة التي خضناها معاً أنا وكل اللاعبين، لأنها ممتعة للغاية، وهم يستحقون الوجود في النهائي.
وقدم كيروش شكره للجماهير الإيرانية على التشجيع المتواصل للمنتخب في الفترة الماضية، وقال إنهم يستحقون التقدير الكبير، ويتمنى أن تكون النتائج حسب توقعاتهم في المستقبل، كما أن الثقة كبيرة في طبيعة العمل الذي يقوم به، وقال: ولا ننسى أنهم جذبوا الانتباه لمستوى كرة القدم الإيرانية، وكسبوا احترام العالم، الأمر الذي أدى إلى احترام المنتخب رغم الخروج من نصف النهائي.

فريد علي: ركلة الجزاء صحيحة
أكد فريد علي الخبير التحكيمي، أن ركلة الجزاء التي احتسبها الأسترالي سيزار راموس لمصلحة اليابان في الدقيقة 62 صحيحة، نتيجة لمس المدافع مرتضى بور للكرة أثناء سقوطه على الأرض، ومداخلة حكم الفيديو في ركلة الجزاء لم يكن في موضعه، لأن الحالة واضحة ومعروفة لدى جميع الحكام. وأوضح أن الحكم أشهر البطاقة الصفراء 5 مرات للاعبي الفريقين وكلها مستحقة، وكانت هناك مطالبة إيرانية في الدقيقة 23 باحتساب ركلة جزاء، إلا أن الحكم لم يحتسب الحالة، والقرار صحيح، والمباراة صعبة تحكيمياً، وأجاد الحكم إدارتها بامتياز، بفضل لياقته البدنية العالية وتركيزه الشديد، وتمركزه الصحيح في الملعب، وكان قريباً من كل حالة، لذلك خرج بالمباراة إلى بر الأمان.