الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نظام تقصٍ للأمراض السارية.. والأولوية لمنع انتشارها

نظام تقصٍ للأمراض السارية.. والأولوية لمنع انتشارها
25 أكتوبر 2019 02:26

إبراهيم سليم (أبوظبي)

أكدت الدكتورة فريدة الحوسني مديرة إدارة الأمراض السارية بدائرة الصحة، وجود نظام تقصٍ للأمراض السارية في المجتمع بالدولة، ومنها الإنفلونزا والتهاب الكبد، والسل وهو من الأمراض الوافدة إلى المجتمع قادماً مع العمالة الوافدة، وهو أكثر الأمراض المنتشرة بين العمالة الوافدة، وكذلك الملاريا.
وأوضحت أن استراتيجية مكافحة الأمراض المعدية تعطي أولوية لمنع انتشار الأمراض، وهناك جهود واستثمارات تضعها الدولة للتقليل من نسبة انتشار العدوى في المجتمع، وتعد من أكثر الأمراض الموجودة في العمالة الوافدة «السل والملاريا» حيث نعد من الدول الخالية من تلك الأمراض.
جاء ذلك في تصريحات لها على هامش افتتاح مؤتمر أسبوع أبوظبي للأمراض المعدية، بأبوظبي.
وشددت على ضرورة التوسع في تغطية الفيروسات المختلفة واكتشافها مبكراً والحد من انتشارها، خاصة مع بداية موسم الإنفلونزا، حيث تعد من الأمراض التي تأخذ الأولوية في مكافحة الأمراض المعدية في الدولة.
ولفتت إلى أن المؤتمر يعد جزءاً من حملة التوعية للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، خاصة أنه سيتم توفير التطعيم مجاناً في مراكز التسوق للتسهيل على أفراد المجتمع، بالإضافة إلى توفيره في أماكن العمل وأغلب الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي.
ونصحت بضرورة أخذ التطعيمات، خاصة للفئات العمرية الأقل من 5 أعوام وكبار السن والسيدات الحوامل والعاملين في القطاع الصحي، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل (السكري والربو)، مؤكدة على أنه تم تطعيم 350 ألف شخص ضد الإنفلونزا الموسمية، خلال العام الماضي، بالمراكز الصحية في أبوظبي، وداعية المجتمع إلى ضرورة أخذ تطعيم الإنفلونزا.
وأشارت إلى أن المؤتمر تطرق إلى (فيروس الجهاز التنفسي المخلوي) RSV وسوف يكون له تطعيم قريباً على المستوى العالمي، وهو فيروس لا يوجد له لقاح حتى الآن، ويتشابه في أعراضه مع الفيروسات الأخرى، وقد يؤدي إلى الوفاة.
وأوضحت الحوسني أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن نموذج التعاون الموجود بين دائرة الصحة وهيئة الزراعة والسلامة الغذائية، نموذج عالمي للعالم في مجال استراتيجية الصحة الواحدة أو التعاون بين القطاع الصحي والقطاع الزراعي والإنتاج الحيواني، لافتة أن أبوظبي تعد نموذجاً يفتخر به على المستوى العالم في عمل الدراسات المشتركة، والتعاون الدولي، للتعرف على المرض أكثر والقدرة على مكافحته.
وكان معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة بأبوظبي، قد شهد حفل افتتاح أسبوع أبوظبي للأمراض المعدية، الذي يهدف إلى جمع قادة الصحة الدوليين والإقليميين وأكثر من 350 من ممارسي الرعاية الصحية، لمناقشة تشخيص ومكافحة الأمراض المعدية وسبل الوقاية منها، مع التركيز على تعزيز جودة رعاية المرضى والحفاظ على سلامتهم.
من جانبه، قال الدكتور زياد ميمش، استشاري الأمراض المعدية ورئيس قسم الأبحاث بمستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض: إن الأمراض المعدية أصبحت تأخذ حيزاً عالمياً، ومنها كورونا بالشرق الأوسط، والذي يعد من الأمراض المعدية التي انتشرت بسرعة وتنتشر في 26 دولة بالعالم، وثبت أنه ينتقل من الإبل إلى الإنسان، و70 في المئة من الأمراض الحيوانية تنتقل إلى الإنسان، لافتاً أن شخصاً كورياً تجول بعدة دول من الخليج وعاد لبلده، فنقل العدوى إلى 183 شخصاً كورياً، توفى نحو 10% منهم، وتم حجز 70 ألفاً من المخالطين لهم في منازلهم، ما يعني ضرورة التنسيق وتضافر الجهود بين الوزارات أو الجهات المختصة بالصحة والزراعة والحيوان، مؤكداً أن أكثر الفيروسات انتشاراً في منطقة الخليج هي الفيروسات التنفسية، وهي بالمناسبة ظاهرة عالمية.
وقال مطر النعيمي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة، في الكلمة الافتتاحية لمؤتمر الأمراض المعدية الذي يقام ضمن أسبوع أبوظبي للأمراض المعدية: «تتسبب الأمراض المعدية في وفاة ملايين البشر على مدى السنوات الماضية، ومع تطور مسببات الأمراض ومقاومتها للأدوية واللقاحات وكذلك زيادة مظاهر العولمة، تبرز الحاجة لتعاون دولي أكبر وتنسيق جهود المكافحة».
وقال النعيمي:«نحن في أبوظبي بدولة الإمارات، نحظى بقيادة تتميز ببعد النظر الإنساني، وتجلى ذلك في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالاشتراك مع مؤسسة بيل ومليندا جيتس، التي ساهمت في توفير تطعيمات مرض شلل الأطفال في العالم وذلك منذ عام 2011 وحتى الآن، وبذلك أصبح العالم اليوم أقرب ما يكون للقضاء على مرض شلل الأطفال. كما تولي قيادتنا الرشيدة كل الدعم على المستوى الوطني في تطوير قدرات التقصي والاستجابة للأمراض المعدية».
وسيتم من خلال المؤتمر تنظيم ورش عمل تسلط الضوء على التهابات الجهاز التنفسي كالإنفلونزا، والتطعيم والتحصين ومكافحة العدوى وإدارة استخدام المضادات الحيوية، إلى جانب تبني برامج ناجحة لمكافحة العدوى في المستشفيات.
شهد المؤتمر أكثر من 400 مشارك من مختلف دول العالم و30 متحدثاً رئيسياً.

فيروس كورونا
أكدت الدكتورة ماريا فان، مدير وحدة الأمراض الناشئة والقائد الفني لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، أن من أهم التحديات التي تواجه الشرق الأوسط هو خطر انتشار فيروس كورونا الذي بدأ انتشاره منذ عام 2012 وهو فيروس ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، خاصة الجمال، ومن الممكن أن يؤدي إلى الأوبئة، الأمر الذي يحتم على الخبراء المعنيين بالمنطقة حضور هذه المؤتمرات لمناقشة أحدث الوسائل، للكشف المبكر عن الفيروس وأساليب علاجه والتصدي له. وقالت سوزان جربر، رئيس فرع الفيروسات التنفسية بمركز مكافحة العدوى العالمي بالولايات المتحدة الأميركية: إن التحديات بالمنطقة في مجال الأمراض المعدية لها تأثير عالمي كونها لا تعرف حدود البلاد، وإن أحد أهم أهداف مؤتمر أبوظبي للأمراض المعدية هو مناقشة هذه التحديات والتصدي لها، من خلال تواجد الخبراء والعلماء من المنطقة، وتبادل الخبرات والوصول للتوصيات من أجل التصدي لخطر انتشار العدوى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©