الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عملاء في مصيدة «عصابات النصب المصرفي»

عملاء في مصيدة «عصابات النصب المصرفي»
26 أكتوبر 2019 00:11

أحمد مرسي (الشارقة)

«لا تفش أرقامك السرية الخاصة بالبنك لأي أحد»،لأنه ليس كل من يدعي، وعبر اتصال هاتفي، أنه من مصرفك .. هو كذلك!، فقد يكون محتالاً يحاول الإيقاع بك ومعرفة رقم حسابك الشخصي لاختراقه وتحويل أموال منه لحسابه الشخصي.
كما وأن عليك أن تدرك أن «أمانك .. في سرية حسابك».. تنبيهات وتعليمات حرص كل من مصرف الشارقة الإسلامي والقيادة العامة لشرطة الإمارة على توصيلها للجميع كي لا يكونوا ضحايا للاحتيال والنصب المصرفي من قبل بعض الخارجين عن القانون وبعض ضعاف النفوس.

مع إطلاق الحملة التوعوية للقيادة العامة لشرطة الشارقة ومصرف الشارقة الإسلامي، بدءاً من يوم غد الأحد، والتي تستمر لمدة أسبوعين بشكل مركّز على أن تستمر التوعية الدورية على مدار العام، تتزايد التحذيرات من ممارسات الاحتيال، والتي اعتبرها المصرف قد انتشرت مؤخراً وأدت إلى العديد من الخسائر لمختلف عملاء البنوك، مطالباً الجميع بالحذر والحرص وعدم إفشاء سرهم في رقم حسابهم، وأن يحكموا عقلهم ويفكروا في مثل هذه الاتصالات، لمنع وقوعهم كفريسة للمحتالين.

إغراء الضحايا
وذكر المواطن يوسف عبد الرحمن الأحمدي، من الشارقة، أنه سبق وأن تلقى العديد من المكالمات التي ترده من أشخاص يدعون أنهم من موظفي البنك ويقدمون خدماتهم، وعند التحاور معهم والشك في طريقة طلباتهم، يتم تجاهلهم والاعتذار عن استكمال الحديث.
وقال: إن المحتالين غالباً ما يلجؤون لأساليب وحّيل، من تقديم عروض وامتيازات، لإغراء ضحاياهم، وإن البعض يستجيب لهم وبالتالي عندما يتعرض للنصب والاحتيال لا يلومن إلا نفسه، كما وأن البنوك تركز بصورة مستمرة على ضرورة عدم الإفصاح عن الأرقام السرية للحسابات لأي متصل، ويجب على الجميع لتأمين نفسه الالتزام بالأمر.
وأفاد منتصر عبد الرحمن، من المقيمين في الشارقة، بأنه سبق وأن تلقى رسالة من رقم هاتف تخبره بأن هناك مبلغا قد تم سحبه من رصيده البنكي، وعند التحدث مع الرقم الهاتفي تبين له أن الشخص محتال وأنها كانت رسالة استدراجية حاول من خلالها معرفة الرقم السري للحساب، وأنه لم يتجاوب معهم، بل وأبلغ عنهم الجهات المعنية.
وقال: إن ردة فعل بعض الأشخاص في التعامل مع مثل هذه التصرفات قد تختلف، بحيث يستجيب الشخص للمحتالين ظناً منه بأن رصيده قد تعرض للسحب فعلاً، مع إيهام المحتال له باستعادة الأموال وإرجاعها له، وبالإدلاء على بعض المعلومات البنكية ومن بينها الرقم السري الخاص، ينجح المحتال في مخططه، ويقع الشخص ضحية لنصب واحتيال مصرفي.

سرية الأرقام
ويؤكد حسن البلغوني، مدير الاتصال المؤسسي بمصرف الشارقة الإسلامي، أن هناك العديد من الإجراءات يجب على عملاء البنوك الالتزام بها لحماية حساباتهم البنكية، لكي لا يتعرضوا للسرقة من قبل المحتالين، من أهمها وأبرزها ألا يفصحوا عن رقمهم السري للمتصلين بهم والمدعين أنهم أشخاص من البنوك، وأنهم يقومون بتحديث بعض البيانات أو يعرضوا بعض الخدمات الجديدة عليهم.
وقال: إن موظف البنك لا يطلب من العميل رقمه السري للقيام بأي معاملة، أو عرض أي خدمة بنكية، وبالتالي فعلى الشخص المستقبل للمكالمات الهاتفية من مجهولين، أن ينتبه ويفكر جيداً في أن المتصل محتال يحاول استدراجه والوصول لمعلومات شخصية عن حسابه.
وأضاف: أن المحتال – وللأسف – قد يجد في محاولات اتصالاته المتكررة والكثيرة، استجابة من بعض عملاء البنوك، وأن مساعيه تكون في غالبيتها عشوائية، إلى أن يتصيد «فريسته» في عميل يتجاوب معه بعد إيهامهم بأنه ممثل للبنك الذي يفتح حساباته المصرفية، ويقوم بعرض خدمات وامتيازات كثيرة عليه، وبدوره يستجيب العمل ويفشي أسراره المصرفية، وتكون العاقبة تعرض الحساب للاختراق وتحويل مبالغ منه.
وذكر البلغوني أن الفترة الماضية شهدت العديد من عمليات النصب والاحتيال يتعرض لها أفراد ينساقون وراء المحتالين ويقعون في حيلهم والإفشاء عن أرقامهم السرية، وبالتالي تعرض حساباتهم لسرقات وتحويل أموال منها، ومن بينها وقوع عميل بنك لحيلة عبر اتصال من قبل محتال من رقم غير تابع للمصرف، لتحديث بعض البيانات، وبعد إنهاء المكالمة تلقى العميل رسالة «وهمية» بخصم مبلغ من رصيده، حيث عاود بعدها العميل بالاتصال بالرقم الذي تلقاه مسبقاً «رقم المحتال»، ولحل المشكلة طلب منه المحتال رقم حسابه السري لاستيضاح الأمر والتعديل، وتجاوب الضحية مع المحتال، إلا أنه وبالحصول على مبتغاه، قام بسرقة مبلغ يصل لنحو 100 ألف درهم، ولم ينتبه العميل لهذه السرقات إلا في صباح اليوم التالي.

الدولة الأكثر أماناً
وأكد العقيد فيصل بن نصار، نائب مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة، أهمية إطلاق مثل تلك الحملات التوعوية والتحذيرية في المجتمع لما له من ميزة في التوعية المستمرة للأشخاص بعدم التعرض للنصب والاحتيال المصرفي، كما وأن مثل هذه الحملات تسهم أيضاً في تحقيق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 الرامية إلى أن تكون البقعة الأكثر أماناً على المستوى العالمي.
وقال: إن هناك العديد من الحالات التي تتعلق للاحتيال المصرفي من قبل بعض الخارجين عن القانون، ممثلين في أفراد وتشكيلات عصابية بسيطة، تقوم بممارسة نشاطها الإجرامي من داخل البلاد أو من الخارج، كما وأنهم يحصلون على بعض المبالغ المتفاوتة من الحسابات البنكية الخاصة بضحاياهم.
وتابع : «أن عنصر الوقت في الإبلاغ عن مثل هذه الوقائع، يعتبر في غاية الأهمية، وذلك ليتمكن المعنيون في الأمر بإغلاق الحساب المصرفي بصورة سريعة، وعدم قدرة المحتال على تحويل أموال إضافية، بالإضافة إلى منح الفرصة بصورة أكبر للفرق الأمنية من استرداد الأموال التي تم تحويلها لحسابات المحتالين وإعادتها لأصحابها، وهو ما تم بالفعل مع العديد من الوقائع خلال الفترة الماضية».

دور فاعل
وأكد اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، أهمية الدور الفاعل الذي يلعبه التعاون القائم بين القيادة العامة لشرطة الشارقة وشركائها الاستراتيجيين في التغلّب على العديد من الظواهر الأمنية والمشكلات التي تعاني منها قطاعات المجتمع وفئاته المختلفة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن هذه الحملة المشتركة بين شرطة الشارقة ومصرف الشارقة الإسلامي، تأتي بهدف توعية عملاء المصارف وحمايتهم من التعرّض إلى جرائم النصب والاحتيال عن طريق وسائل الاتصال، والتي تستهدف سرقة أموالهم عن طريق اختراق حساباتهم المصرفية، والحصول على بياناتهم وأرقام بطاقاتهم المصرفية السرية.
وقال: «إن غياب الوعي لدى كثيرين من عملاء المصارف من ضحايا هذه الجرائم يجعلهم يتحملون بصورة أو بأخرى مسؤولية ما وقع لهم من خلال استسلامهم للتعامل مع اتصالات تتم عبر هواتفهم أو من خلال الرسائل النصية من قبل مجهولين يدعون بأنهم من موظفي المصارف، ويطلبون الحصول على أرقام حساباتهم وبياناتهم المصرفية، وأرقام بطاقاتهم السرية بدعوى أنهم سيقومون بتحديث بياناتهم، ودون أن يتأكد العميل من جهة الاتصال يقوم بالإدلاء بمعلوماته وبيانات حسابه المصرفي وأرقام بطاقاته، حيث يفاجأ بقيام هؤلاء المحتالين بسحب أمواله وسرقة مدخراته، ويكتشف متأخراً أنه لم يكن يتعامل مع المصرف».

تحديث البيانات
أفاد محمد عبدالله، الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي، بأن هناك العديد من الحيل يقوم بها المحتالون للحصول على معلومات شخصية حساسة عبر الاتصال والبريد الإلكتروني والرسائل القصيرة SMS، والتي تظهر وكأنه تم إرسالها من قبل المصرف، حيث ينشط المحتالون في مواسم الحملات وخصوصاً الحملات التي تطلقها المصارف لتحديث البيانات وغير ذلك.
ودعا كافة العملاء الذين يتلقون رسائل إلكترونية أو مكالمات هاتفية مريبة أو يشكون بأي نشاط غير اعتيادي للحساب المصرفي عبر الإنترنت، إلى عدم التردد في الإبلاغ الفوري عبر الاتصال بمركز خدمة العملاء، مؤكداً أن الأرقام السرية لا يفترض أن تتشارك مع أحد.

سحب 20 درهماً فقط من عميل
تعرض أحد عملاء البنوك لسحب مبلغ 20 درهماً فقط كانت في حسابه المصرفي، حيث تلقى رسالة تفيد بسحب المبلغ، وعليه قام بإبلاغ الجهات المعنية لعدم تمادي المحتال في سحب أي مبلغ آخر يتم إيداعه لاحقاً في الحساب بعد أن أيقن بأن المحتال قد توصل لرقم حسابه السري.
كما تنوعت المبالغ التي يقوم بتحويلها المحتالون من الحسابات البنكية التي يتم اختراقها من قبلهم، وتلقت الجهات المعنية العديد من البلاغات من قبل عملاء تفيد بتعرض حسابهم للسرقة وتحويل مبالغ منه لحسابات أخرى، تبين بعدها أنهم تعاملوا مع أشخاص محتالين.

تحويلات بخطوات متبعة
أكد حسن البلغوني، مدير الاتصال المؤسسي بمصرف الشارقة الإسلامي، أنه لا مسؤولية على إدارات البنوك في مثل هذه العمليات الاحتيالية، حيث تعتبر تحويلات مصرفية تمت بين شخصين بإجراءات وخطوات متبعة، بعد أن قام العميل البنكي بإفشاء معلومات سرية عن حسابه لشخص آخر قام بدوره بعملية التحويل لحسابه أو حسابات شخصية وفقاً للإجراءات السليمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©