عدد اليوم
محمد حامد (الشارقة)
بفارق 9000 يوم، أو ما يعادل 24.6 سنة، حدثت المفارقة المثيرة بين الأب بيتر شمايكل حامي عرين مان يونايتد، والابن كاسبر شمايكل حارس مرمى فريق ليستر سيتي، فقد تألق الأب ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه ليقود مان يونايتد للفوز التاريخي 9-0 على فريق إبسويتش تاون، محققاً الفوز الأكبر في تاريخ البريميرليج، وظل هذا الانتصار القياسي حاضراً في الأذهان طوال ما يقرب من ربع قرن.
ويبدو أن التاريخ اتخذ قراراً مساء الجمعة 25 أكتوبر أن يكرر نفسه، والمفارقة أنه اختار الابن كاسبر ليكرر إنجاز الأب بيتر، فقد نجح حامي عرين ليستر سيتي في الحفاظ نظافة شباكه ليقود فريق الثعالب لمعادلة أكبر فوز في تاريخ دوري الإنجليز، حينما أسقط ساوثهامبتون 9-0 في المرحلة التاسعة للبريميرليج، وعلى الرغم من تاريخية الفوز، إلا أن أكثر ما جذب الأنظار هو التواصل الإنساني في قصة الأب بيتر والابن كاسبر.
المفارقات التي تتعلق بالرقم 9 لا حصر لها في فوز يونايتد قبل ربع قرن، والانتصار التاريخي لليستر في المرحلة المرحلة الحالية للبطولة الإنجليزية، فالفارق هو 9000 يوم على وجه التحديد، كما أن الفارق بحساب السنوات يقترب من 25 عاماً، وعلى مستوى النتيجة فقد انتهت المباراة بفوز الشياطين الحمر وكذلك ليستر سيتي 9-0، وكأن القدر يمنح الأسد بيتر والشبل كاسبر كافة بواعث الإثارة والجاذبية في هذه القصة الإنسانية.
يذكر أن كاسبر الابن حقق نجومية كبيرة منذ سنوات طفولته الأولى، فقد كان يظهر مع الأب قبل أكثر من ربع قرن، حينما كان لا يتجاوز 6 أعوام، ليشاركه انتصارات وأمجاد الشياطين الحمر، واللافت في الأمر أنه كان يرتدي قميصاً يشبه قميص الأب، ويحمل على ظهره اسم شمايكل والرقم 1، وسط تساؤلات عما إذا كان سوف ينجح في الإبقاء على اسم العائلة في قلب دائرة الضوء.
وعلى الرغم من أن الابن لم يحظَ بفرصة الدفاع عن عرين اليونايتد، أو غيره من الأندية الكبيرة بعد رحيله عن صفوف مان سيتي عام 2009، إلا أنه حقق مجداً كروياً كبيراً مع ثعالب ليستر، وقاد الفريق لتحقيق المعجزة الكروية الأكبر في تاريخ البريميرليج، حينما فاز الفريق المجهول بلقب الدوري عام 2016، كما تألق مع منتخب الدنمارك على مدار السنوات الماضية، محققاً حلم الأب في رؤية نفسه من جديد حامياً للعرين، وخاطفاً للأضواء.
