نورة الصيقل: "التوظيف الذاتي" خيار مهني

هناء الحمادي (أبوظبي)

نورة يوسف الصيقل، أكملت دراساتها العليا، بعد تخرجها في الجامعة تخصص مالية، حيث حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية ثم على درجة الدكتوراه ضمن برنامج «DBA» بدرجة امتياز من جامعة الإمارات.. لم يكن درب مسيرتها الدراسية مفروشا بالورود، واجهتُ العديدَ من التحديات، ومرت بلحظاتِ يأس، لكن الأمل كان يلوح في الأفق فجأة ليدفعها بقوة نحو تحقيق أحلامها.. عاشت لحظات خوف من إحساس مؤقت بالهزيمة، لكنها صممت على صناعة الفرح والسعادة، لكل المحيطين بها.

«التوظيف الذاتي»
حب التميز والنجاح دفع الصيقل لتقديم أطروحة دكتوراه بعنوان «توجهات ريادة الأعمال لدى الشباب الإماراتي.. استقصاء العوامل المؤثرة في اختيار ريادة الأعمال» وركزت على «التوظيف الذاتي» كخيار مهني بناءً على نظرية السلوك المُخطط، وسلطت الضوء على توجهات الشباب المواطنين نحو ريادة الأعمال في الدولة كمسار مهني ثالث إلى جانب القطاع الحكومي والخاص، وبالتالي يتمثل مجال التخصص وفقاً للأطروحة في ريادة الأعمال، والتوظيف وسوق العمل، وتمكين الشباب.
وتقول نورة «تتمحور الأطروحة حول موضوع استكشاف العوامل المؤثرة على توجهات الشباب المواطنين في الدولة نحو ريادة الأعمال أو التوظيف الذاتي كوظيفة مستقبلية بعد التخرج، وبما يدعم التوجه الحكومي ورؤيته 2021 نحو بناء اقتصاد معرفي تنافسي، وتعزيز مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، ودعم الابتكار، والاستعداد لمرحلة ما بعد النفط».

اعتمدت الدراسة على نظرية السلوك المخطط التي تم استخدامها للمرة الأولى في الإمارات، وتم التنبؤ بتوجه المواطنين الشباب نحو ريادة الأعمال، وفقاً لعوامل نفسية وإدراكية

أخبار ذات صلة

الإمارات: السلام الشامل سبيل خروج المنطقة من حالة عدم الاستقرار

حاكم الفجيرة يقدم واجب العزاء في وفاة حشر بن حمد بن جمعة آل مكتوم

عوامل نفسية
تشير الصيقل، قائلة: اعتمدت هذه الدراسة على نظرية السلوك المخطط التي تم استخدامها للمرة الأولى في الإمارات، وبناءً عليه تم التنبؤ بتوجه المواطنين الشباب نحو ريادة الأعمال، وفقاً لثلاث عوامل نفسية وإدراكية رئيسة، تمثل دوافع أو محفزات أساسية نحو التوجه لريادة الأعمال كمسار مهني وهي: الموقف الريادي الذي يقيس درجة جاذبية هذا الخيار المهني لدى المواطنين الشباب، والسيطرة السلوكية المتصورة والمقياس الذاتي لمدى كفاءة الشخص واستعداده من حيث امتلاكه للمهارات الكافية للتمكن من اتخاذ هذا المسار المهني، وأخيراً المعيار الاجتماعي الذي يقيس أثر الضغط الاجتماعي لامتهان هذا المسار من عدمه من قبل الأسرة والوالدين، والأقارب، والأصدقاء، وغيرهم.
وتتابع الصيقل «وجدت الدراسة أن الخبرة في مجال ريادة الأعمال تؤثر إيجاباً على توجهات المواطنين الشباب نحو هذا المسار المهني، كما بينت أن وجود قدوة أو أسرة تعمل في مجال ريادة الأعمال يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في توجه المواطنين الشباب نحو ريادة الأعمال».
وتضيف الصيقل: لابد من زيادة وعي الطلاب المواطنين أو التأثير على موقفهم من ريادة الأعمال، خاصة أن هناك 63.2? من عينة الدراسة كانوا يتلقون تعليم «ريادة الأعمال» كمساق ضمن إطار تخصصاتهم الجامعية، كما أكدت الدارسة أن التعليم في مجال ريادة الأعمال يتركز على الطلبة المتخصصين في إدارة الأعمال، وأن توجهات ريادة الأعمال أعلى لدى فئة المواطنين الشباب الذين يدرسون خارج الدولة، خاصة في الولايات المتحدة، مقارنة باللذين يدرسون في الداخل.

تقترح الدراسة إجراء تقييم شامل لدور الجامعات الحكومية في التأثير على توجهات المواطنين الشباب نحو ريادة الأعمال

وتوضح: أشارت الدراسة إلى أن الشباب لديهم عزم أكبر لاختيار ريادة الأعمال أو التوظيف الذاتي كمسار مهني بالمقارنة مع الفتيات، وفي هذا الصدد تقترح الدراسة إجراء تقييم شامل لدور الجامعات الحكومية في التأثير على توجهات المواطنين الشباب نحو ريادة الأعمال، بحيث يؤخذ بعين الاعتبار مراجعة محتويات مساق ريادة الأعمال، والخلفية المهنية ومهارات المعلمين، ومدى كفاية الموارد.

طموحات المستقبل
وتؤكد الصيقل أن هذه الأطروحة خلصت إلى نتائج وتوصيات عدة، منها أن توجيه الشباب والتأثير على قناعاتهم وتمكينهم من مسار مهني معين يتطلب دراسة العوامل النفسية أو الإدراكية التي تؤثر على هذه التوجهات، والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند إطلاق واستحداث وصياغة مبادرات التوطين وأنشطته المختلفة، وبما يدعم تحقيق رؤية الدولة وأجندتها الوطنية في هذا الشأن.
وتطمح نورة إلى توظيف ما تمتلكه من مهارات لخدمة هذا الوطن، وأن تحقق كل ما تستطيع من إنجازات محلية وعالمية، موضحة أن الشهادة الجامعية ليست النهاية، بل هي البداية القوية نحو تحقيق الإنجازات النوعية، وهو أقل ما يمكننا تقديمه لوطننا الغالي.