السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهنائي والحربي.. طاقات «استثنائية» في الطاقة النووية

الهنائي والحربي.. طاقات «استثنائية» في الطاقة النووية
30 يناير 2019 02:12

بسام عبدالسميع (أبوظبي)

الهنائي والحربي .. يعملان في «الرقابة النووية»، الأول حاصل على الدكتوراه في الفيزياء، والثاني حصل على الماجستير في الهندسة النووية وقدم أطروحة عنوانها «كشف وتنبؤ ارتباك المشغل النووي أثناء الحوادث النووية عبر حركة العين».. صعدا على منصة التكريم مؤخراً ليفوز الدكتور وضاح علي الهنائي بوسام رئيس مجلس الوزراء في مجال الوظائف المتخصصة، ويفوز محمد الحربي اختصاصي تفتيش بمحطة براكة للطاقة النووية بوسام رئيس مجلس الوزراء في المجال الميداني، ضمن جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز.
وتسجل الكوادر الوطنية سجلاً جديداً من الإبداع والتطور والقدرة على قيادة المستقبل في قطاع جديد ومبتكر «الطاقة النووية السلمية» تقود به الإمارات منطقة الشرق - كعادتها- في كثير من المجالات.
وتعد جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز أرفع جائزة للتميز الحكومي في الدولة، وتجسد مسيرة التميز الحكومي توجهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن تصبح دولة الإمارات وجهة عالمية في التميز والابتكار والتطوير والتنمية، ما يعكس رؤية قيادية مستقبلية شاملة تستند إلى تطوير نموذج عالمي للتميز والارتقاء بالأداء يمكن القطاع الحكومي من التفوق في أنظمته وأدائه وخدماته ونتائجه، ويرسخ ثقافة التميز في الجهات الحكومية وبين الموظفين.
يقول الهنائي، وهو أحد الكوادر الوطنية الذي تمتد علاقته بالقطاع النووي لأكثر من 40 عاماً: «علاقتي بالقطاع النووي بدأت مبكراً وذلك في العام 1979 حينما قدمت أطروحة الماجستير في أميركا حول حادثة جزيرة الثلاثة أميال». وتابع:«بدأت حياتي العملية في قطاع البترول والغاز عام 1983 وقبلها كنت أعمل بالتدريس في أميركا وتقاعدت في نهاية عام 2008، ثم التحقت بعد شهرين من التقاعد إلى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وكانت وقتها تحت التأسيس».
وأضاف الهنائي: بدأت العمل مع الهيئة عام 2009 لاختيار الموقع المناسب لمحطة الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، لافتاً إلى أن مجال عمله يختص بتقييم المواقع الملائمة لإنشاء محطات الطاقة النووية.
وأشار إلى أنه حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1983 في مجال الكيمياء والفيزياء والهندسة الميكانيكية والرياضيات التطبيقية، وحصل على الدكتوراه في مجال الفيزياء «تدفق السوائل وانتقال الحرارة في الأجسام» وذلك في سبتمبر من العام 1991.
ويروي علاقته بالقطاع النووي حينما قدم أطروحة الماجستير في حادثة جزيرة الثلاثة أميال بأميركا، والتي شهدت حصول انصهار نووي جزئي في الوحدة الثانية (مفاعل يعمل بالماء المضغوط) المصنعة من قبل شركة بابكوك آند ويلكوكس، من محطة توليد نووية جزيرة الثلاثة أميال في مقاطعة دوفين، بنسلفانيا». وكان هذا الحادث هو الأكثر أهمية في تاريخ صناعة توليد الطاقة النووية التجارية للولايات المتحدة الأميركية، وبدأت الحادثة مع ظهور عطل في النظام الثانوي غير النووي، تلاه انفلات في صمام في النظام الأساسي، ما سمح لكميات كبيرة من سائل تبريد المفاعل النووي بالتسرب، وتصاحبت هذه الأعطال مع فشل في تدريب طاقم المحطة في احتواء الوضع وقلة التدريب على التعامل مع الحوادث، مما أدى إلى فقدان السيطرة وعدم القدرة على الحكم الصائب.
وانتهت المشكلة بعد خمسة أيام بعد التمكن من فهم ما حصل، والسيطرة على الوضع بعد الإخلاء الطارئ للمحيط من السكان.
وأفاد الهنائي، أن الهندسة الميكانيكية تتيح العمل بقطاع الطاقة النووية والمحطات النووية، وأن دراسته تخصصت في انتقال السوائل والحرارة من الأجسام.
وحول مشاركته في الدورة الخامسة لجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، أوضح الهنائي أن الهيئة طلبت من موظفيها الراغبين في التقدم للدورة الحالية من الجائزة والتي تم الإعلان عنها مطلع الشهر الحالي، حيث قدم الأوراق والإجراءات المعتمدة للدخول إلى الترشح لهذه الجائزة.
وطالب الشباب المواطنين، بالتوجه إلى القطاع النووي واصفاً بأنه ركيزة أساسية لمستقبل الطاقة في العالم.
وأضاف: يختص عملي بمتابعة التنبؤات الخاصة بالمحطة النووية بعد اختيار الموقع والتأكد من القرارات التي تم اتخاذها خلال اختيار موقع إنشاء المحطة وكانت سليمة، وأن المعطيات الفيزيائية لم تشهد أي تغير، وفي حال حدوث تغيرات مفاجئة كظهور الزلازل يتم التعامل مع هذه التغيرات وفقاً للدراسات المختصة. وأوضح أنه قدم عدة منشورات بحثية وأوراق عمل في مجال تقييم واختيار المحطات النووية، كما شارك في عدد من المؤتمرات للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخاصة في مجال السلامة النووية. ولفت إلى أن جامعة خليفة لديها تخصص أكاديمي لمرحلة الماجستير في مجال الطاقة النووية، وأنه يقوم بإلقاء بعض هذه المحاضرات ضمن تحليل أسباب الحوادث والتنبؤات المستقبلية لمواقع المحطات النووية.
وأفاد بأن التحديات التي واجهته خلال عقد من الزمان مضى على العمل بالهيئة الاتحادية للرقابة النووية تركزت في بداية المشروع، فلم يكن هناك سابق تجربة في هذا القطاع، لافتاً إلى أنه قام بتمثيل الإمارات في العديد من المؤتمرات الدولية. ومن مصادفات القدر أن ابنته «تقى» نالت معه شرف الفوز بوسام جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز لفئة «أفضل طالب دراسات عليا».
في السياق ذاته، التحق المهندس محمد علي سالم الحربي الحائز على ماجستير الهندسة النووية، والفائز بجائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز في فئة وسام رئيس مجلس الوزراء في المجال الميداني، بالعمل كمهندس أمن نووي في العام 2012 في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ثم انتقل إلى العمل في قطاع الأمان النووي كمفتش مقيم في محطة براكة ضمن فريق متخصص دائم مكون من 5 مفتشين من جنسيات مختلفة. وقال الحربي:«لدينا فريق متميز في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية»، مضيفاً أن فوز الهيئة بجائزتين في أول مشاركة لها بجائزة التميز الحكومي بعد عقد واحد من الزمان يعد إنجازاً نوعياً. يشار إلى أن الأمن النووي في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية يعنى بالرقابة على القطاع النووي في الدولة فيما يتعلق بالحماية المادية للمواد النووية والمرافق النووية. وتنفيذ الالتزامات المفروضة على الدولة بموجب المعاهدات والاتفاقيات النووية التي تكون الدولة طرفاً فيها. وأما الأمان النووي فيتعلق بسلامة المشغلين والبيئة والمجتمع.
وحاز نظام التفتيش الذي تنفذه الهيئة الاتحادية للرقابة النووية على المنشآت والأجهزة والمعدات المستخدمة في القطاع النووي السلمي بالدولة، على إعجاب الجانب الكوري، حيث طلبت كوريا الجنوبية الاطلاع على النظام وذلك لتطبيقه في كوريا الجنوبية، نتيجة لجودة المعايير المطبقة في النظام.
وأشار الحربي، إلى أنه قدم أطروحات وشارك في تقييم دراسات الأمان فيما يتعلق بالحوادث الجسيمة، ومن ضمنها حوادث الطائرات التجارية وأثرها على المحطة النووية بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، كما قدم رسالة الماجستير في أطروحة حول حركة العين لكشف وتنبؤ ارتباك مشغل المفاعل النووي. وقال:«شرفت بتقديم هذه الأطروحة خلال جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جامعة خليفة»، لافتاً إلى أن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لا زالت تتردد بين جنبات عقله وقلبه ليل نهار، حيث قال سموه: «أنتم المستقبل لبرنامجنا النووي». وأضاف، أن العمل في القطاع النووي أصبح تكليفاً لا تشريفاً، قائلاً: «إننا جنود هذا الوطن وسنعمل بإخلاص وتفانٍ في أي موقع يحتاجنا». وقال الحربي: حصلت على الماجستير عبر أطروحة «تنبؤات المشغلين للمفاعل النووي في حالة الطوارئ من خلال حركة العين»، لتثبت النتائج إلى الآن، أنه لا يمكن الاعتماد عليها بنسبة 100%، حيث إن الارتباك يتم معرفته من خلال حرارة الجسم والنشاط الذهني للمخ. ونوه إلى أن أطروحة «الارتباك لدى مشغلي المفاعل»، تضمنت موجات المخ ونبضات القلب ودرجة حرارة الجسم، وهي الأطروحة الأولى من نوعها بالمنطقة، وقامت جامعة بحثية باليابان بتمويل جزء من الأطروحة. شارك محمد الحربي في العديد من الدورات التخصصية وقام بتمثيل الإمارات في العديد من المنظمات العالمية والمحافل الدولية كخبير في مجال عمله.

فيكتور سن: نفخر بالكادر الوطني
قال كريستر فيكتورسن، المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية: «نتشرف بتكريم اثنين من موظفي الهيئة بجوائز محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز»، مضيفاً: «يعد التميز من القيم الأساسية التي تقوم عليها الهيئة، فقد تبنت الهيئة التميز منذ اليوم لإنشائها». وتابع: «نفخر بوجود كادر إماراتي في مجال الرقابة النووية المؤهلين لتولي مسؤولية القطاع، من أجل تحقيق تطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة». وتأسست الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في عام 2009 للرقابة على القطاع النووي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتتولى الهيئة مسؤولية الرقابة على الأنشطة النووية كافة، وترخيص استخدام المصادر المشعة في الدولة. وتقوم الهيئة بتحديد جميع المسائل المتعلقة بالأمان النووي والأمن النووي، والوقاية من الإشعاعات، والضمانات والالتزام بتنفيذ المعاهدات الدولية والقرارات والاتفاقيات التي أبرمتها الدولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©