الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الطاهر بن جلون: الكتابة مَعبر

الطاهر بن جلون: الكتابة مَعبر
4 أكتوبر 2018 01:13

ترجمة وإعداد ــ مدني قصري

يقول الكاتب المغربي / الفرنسي الطاهر بن جلون، معترِفاً في حوار أجرته معه صحيفة الاكسبرس الفرنسية «من دون الذهاب نحو نبرة شفوية - وما أبعدني عن ذلك- يبقى أسلوبُ كتابتي مرِناً، قريباً من الفنتازيا، ومن الخيال، ومن تقليد الحكاية»، ويحكي عن أثر السينما واللوحة في إبداعه، هنا التفاصيل:
يبدو أنّ أسلوبه الساحر الذي يتغذّى من ألف ليلة وليلة، يندرج ضمن سرد قصة السلف الشعبية، وعنه ذلك يقول بن جلون، إنّ الأسلوب الأدبي مرهونٌ دائماً بالقصة التي يرويها. «فالموضوع يفرض النمط، مثلما تتبع الفرشاة خط الوجوه في الرسم. بصفتي قاصاً أتيح لنفسي حريات الكتابة».
بعض كتبه موجّهة خصيصاً للأطفال، مثل، «أشرح العنصرية لابنتي»، أو«أشرح الإرهاب للأطفال»، وعن الطريقة التي يخاطب بها الأطفال يقول: لكي نشرح موضوعاً ساخناً للأطفال، أو المراهقين، نحتاج إلى أسلوب صارم، فحتى تمر المعلومات بوضوح في مقال، ينبغي ربط الكتابة بقواعد أصول التدريس. هذا هو المفتاح.
هل كان ابن جلون يكتب لكي يتفاعل، أم لكي يجعل الآخرين يتفاعلون؟ في هذا الشأن يقول البعض يكتبون لتمرير الوقت، والبعض الآخر حتى لا يصابوا بالجنون، «أمّا أنا فإني أكتب لكي أكون شاهداً على زماني. أنا لا أمارس أدباً مجانياً بلا طائل. أدبي له دلالة، ويتحدث عن واقع دقيق، قريب من الحياة. فرواية (زواج المتعة)، وهي ??ملحمة ?تمتد ?عبر ?ثلاثة ?أجيال، ?بين ?داكار ?وفاس ?وطنجة، ?تُدين ?وتستنكر ?العنصرية ?في ?المغرب. ?إنها ?شهادة ?عن ?وضع ?مؤلم ?ورهيب. ?لأنّ ?العنصرية ?ليست ?استثناء، ?فهي ?في ?كل ?مكان».
بعد المدرسة، وهو طفل، كان ابن جلون يذهب إلى السينما لمشاهدة الأفلام مع أخيه، وهو يؤكد أنّ السينما لعبت دوراً كبيراً في حياته، وكتاباته: «تعلمتُ الكتابة أثناء مشاهدة الأفلام. كنت منتبِهاً للطريقة التي كان جون فورد، وهوارد هوكس، أو فريتز لانغ، يروون بها القصص، التي كانت في كثير من الأحيان، بعيدةً عن ثقافتي وبلدي. ?لقد ?هّدْهَدَ ?السينمائيون ?شبابي، ?ورواياتي ?مدينة ?لهم ?بالكثير».
اللوحة التشكيلية مُهمّة أيضاً في حياة ابن جلون. فعن سؤال حول كيف يكون كاتباً ورساماً في آنٍ قال: «في رواياتي، أو لوحاتي، أحاول التعبير عن الشعر من خلال شكل من أشكال الأناقة. ولكنْ هناك فرق؛ لأنّ الرسم احتفالٌ، وهو ما يضعني في حالة من الابتهاج والنشوة. أرسم لمحاولة التقاط نور العالم. أمّا الكتابة، فهي أشبه بِعُبورٍ بين الضفة المؤلمة والضفة المنيرة. لكن كيف العبور من الأولى إلى الثانية؟ في بعض الأحيان يحدث اللقاء، فيتقاطع شكلا التعبير كلاهما، فيأتي شعري لكي يُطبَع على القماش (اللوحة). الجمال وحده هو الذي سينقذ عالمنا... عالمنا السيّئ اليوم للغاية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©