الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"واشنطن تايمز": الدوحة تطلق حرباً إلكترونية في واشنطن

"واشنطن تايمز": الدوحة تطلق حرباً إلكترونية في واشنطن
6 أكتوبر 2018 00:00

دينا محمود (لندن)

لليوم الثاني على التوالي، واصل الإعلام الأميركي هجومه العنيف على النظام القطري بسبب تورطه في حملات قرصنةٍ إلكترونية واسعة النطاق في الولايات المتحدة، فغداة مطالبة صحيفة «واشنطن إكزامينَر» للكونجرس بمواجهة هذه الحملات، ومعاقبة من يقفون وراءها، صعّدت صحيفة «واشنطن تايمز» اللهجة في هذا الشأن، مُؤكدةً أن على المجتمع الدولي، مُمثلاً في الأمم المتحدة التحرك حيال «السجل الحقير» للدوحة، واعتبرت أن عمليات القرصنة القطرية في أميركا تأتي انتقاماً من تأييد البيت الأبيض للمقاطعة المفروضة على الدويلة المعزولة.
وأكدت الصحيفة في مقالٍ شديد اللهجة أن هذه الحرب الإلكترونية تستهدف الحيلولة دون أن يرى المواطنون الأميركيون حقيقة السياسات التخريبية التي تنتهجها الدوحة، والدور الذي تلعبه في تمويل التنظيمات الإرهابية والترويج للعنف والكراهية.
وأشار المقال إلى أن «نظام الحمدين» يشن في هذا الإطار «حملة معقدة» خصص لها أموالاً تُقدر بملايين الدولارات، تم إنفاقها على خبراء «تكوين جماعات الضغط في العاصمة (الأميركية) واشنطن، والدوائر المؤثرة في عملية صنع القرار» في الدولة الأكبر في العالم.
وكتب المقال محمد فهمي الصحفي السابق في شبكة «الجزيرة» التلفزيونية، الذي ألقت السلطات المصرية القبض عليه قبل سنوات، في إطار ما عُرِفَ بقضية «خلية الماريوت» قبل أن يُطلق سراحه في ما بعد.
وفي المقال الذي حمل عنوان «طاعون الحرب الإلكترونية ذو الوجهين»، في إشارةٍ واضحةٍ إلى قطر، أكد الكاتب أن إطلاق الدويلة المعزولة حملتها الشعواء للقرصنة الإلكترونية في أميركا، جاء بعدما «وقفت الولايات المتحدة خلف قرار دول الخليج فرض عقوباتٍ» على النظام القطري، مُشيراً بذلك إلى قرار الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) في الخامس من يونيو من العام الماضي، مقاطعة الدوحة، سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها.
وشدد على أن الجهود المحمومة التي تبذلها قطر في هذا الصدد مآلها الفشل في كل الأحوال، قائلاً إنه «لا يمكن لأي قدر من (حملات) العلاقات العامة صرف الأنظار عن الحقيقة (المتمثلة) في أن قطر تمول آلافاً من الإرهابيين، وتسيء معاملة العمالة (الأجنبية) الموجودة على أراضيها».ولفت الكاتب - مصري ويحمل الجنسية الكندية - الانتباه إلى أن كل ذلك يأتي في وقتٍ «تُظهر فيه قطر وجهاً لطيفاً للعالم»، مُشدداً على ضرورة ألا يتجاهل المجتمع الدولي المُلتئم في نيويورك - في إشارة إلى اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة - «السجل الحقير» لقطر.وأكدت، «واشنطن تايمز» أن العالم ليس بحاجة إلى «قرصنة الحساب الإلكتروني لأمير قطر تميم بن حمد شخصياً لكي يعلم هذه الحقائق (المتعلقة بالسياسات المشبوهة للدوحة)، ومن ثم تسريبها للصحافة، فهي واضحة كشمس النهار».
وسخرت الصحيفة من إعلان حاكم الدويلة المعزولة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً اعتزام بلاده استضافة مؤتمرٍ دوليٍ حول عمليات القرصنة والحرب الإلكترونية التي تُشن عبر شبكة الإنترنت، قائلةً إن «قطر هي أفضل دولة تستضيف مؤتمراً كهذا، لأنه سيكون بوسع مسؤولي نظامها الحاكم إلقاء كلماتٍ بشأن كيفية تجنيدهم قراصنةً واختيارهم لأهدافهم».
وواصل كاتب المقال سخريته اللاذعة من الإعلان القطري في هذا الصدد بالقول إنه يمكن «للمرتزقة الإلكترونيين المُدرجين على كشوف الرواتب في قطر مناقشة مساراتهم المهنية على صعيد قرصنة (المعلومات) الخاصة بمواطني دولٍ أجنبية» يتخذون مواقف مناوئة للنظام الحاكم في الدوحة.
فوفقاً للكاتب، لدى «نظام الحمدين» الكثير لكي «يُعلّمه للعالم عن القرصنة الإلكترونية والحرب المعلوماتية على شبكة الإنترنت، فهو في نهاية المطاف يقف في طليعة عمليات التجسس الإلكتروني التي تستهدف مواطنين أجانب» وترعاها الحكومات لا الأفراد.
وأضاف أن الدوحة تستخدم هذه القناة المشبوهة بخدمتيها العربية والإنجليزية، كواجهةٍ لسياستها الخارجية، رغم محاولات «الجزيرة» التظاهر بأنها وسيلة إعلامٍ مستقلة.
وأكد أن «بصمات» الدويلة المعزولة تظهر بوضوح على الكيفية التي تغطي بها «الجزيرة» الأحداث في مختلف أنحاء العالم، قائلاً إن القناة تعمل بشكلٍ روتينيٍ على التقليل من بشاعة صورة التنظيمات الإرهابية مثل جماعة الإخوان الإرهابيين، وجبهة النصرة.
وأشار المقال إلى أن القناة القطرية المشبوهة «قدمت تغطيةً مُحابيةً لإيران في مقالاتٍ ومواد إخباريةٍ لا حصر لها»، مُؤكداً أنه حتى خدمة «الجزيرة بلس» (A+) - التي تزعم الشبكة أنها تخاطب من خلالها جيل الشباب - تعمل على إنتاج مقاطع مصورة وقصصٍ إخباريةٍ تهاجم عبرها الدول الغربية في حين «يمارس المسؤولون عن الشبكة وموقعها الإخباري أكثر ألوان القمع وحشية في قطر نفسها».
ولم يغفل الكاتب التطرق إلى الفضيحة التي كُشِفَ عن تورط «نظام الحمدين» فيها مؤخراً على الساحة الأميركية، وتمثلت في ضلوعه في عملية تجسسٍ إلكترونيةٍ واسعة النطاق، شملت اختراق أكثر من ألف حساب بريدٍ إلكتروني.
واعتبر الصحفي السابق في «الجزيرة» أن عمليات القرصنة التي تقف وراءها الحكومة القطرية هذه، والهجمات التي تشنها وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة هناك، لا تشكل سوى «بداية لأنشطتها (قطر) الشائنة، سواء في الداخل أو الخارج».
وقال، إن قطر تُحكم من قبل أسرة آل ثاني والزمرة التابعة لها بنمطٍ تقليدي يقوم على أساس إصدار الأوامر من أعلى إلى أسفل وإلزام المرؤوسين بها، مع استبعاد أي قوى معارضة من المشهد، بل وإجبارها في بعض الحالات على الذهاب إلى المنفى.
وشدد فهمي على أن هذا الأسلوب القمعي لا يُتبع مع المواطنين القطريين فحسب وإنما يمتد إلى «ملايين العمال المهاجرين..الذين جاء الكثير منهم بعقودٍ لا توفر لهم أي حماية».
وحرص الكاتب على الإشارة إلى «اللعبة المزدوجة» التي يمارسها «نظام الحمدين» بشكلٍ دائمٍ عبر سعيه لتقديم نفسه على أنه «محاربٌ شرسٌ ضد الإرهاب»، رغم أنه يُذكي «الإرهاب في الوقت نفسه في المنطقة، عبر ارتباطاته بإيران وحماس وحزب الله، وغير ذلك من الجهات».
وخلص فهمي إلى القول، إن السياسة القطرية المشبوهة على هذا الصعيد تشمل تمويل القيادات الإرهابية الأكثر خطورة، والسماح لها كذلك بالإقامة في الدويلة المعزولة، حيث تعكف على التخطيط لمؤامراتها ومخططاتها الإجرامية المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©