الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأسلوبية موسيقياً».. يسدّ ثغرة في الكتابة العربية

«الأسلوبية موسيقياً».. يسدّ ثغرة في الكتابة العربية
3 فبراير 2020 02:37

أبوظبي (الاتحاد)

بطباعتها لكتاب «الأسلوبية موسيقياً» لمؤلفه مايسترو العود نصير شمة، تكون دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قد سدّت ثغرة، وملأت فراغاً ملحوظاً في المشهد الموسيقي الثقافي؛ الحقل الذي ما زال يحتاج إلى دراسات معمقة ومنهجية كثيرة.. وبترجمتها للكتاب إلى الألمانية والإنجليزية والفرنسية والصينية تكون قد فتحت للموسيقى العربية، وبحوثها، وللكتاب العربي المؤلَّف في هذا المجال، باباً واسعاً على الإبداع العالمي، خاصة وأنه يأتي بقلم متخصص، متميز، تشهد له أعماله الموسيقية المهمة والمشهورة عالمياً.
هذا الكتاب المهم، المؤسّس «بكسر السين» لثقافة موسيقية متخصصة، الصادر عن مشروع «إصدارات» في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، كان محور ندوة وحفل توقيع نظمتهما الدائرة في جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في العاصمة المصرية، قدمها الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
في مستهل الندوة، أعرب نصير شمّة عن تقديره لجهود دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لإصدار الكتاب، والعمل على ترجمته إلى لغات مختلفة، بما يمثل دافعاً قوياً له لمواصلة الكتابة والغوص أكثر في هذا المجال. موضحاً أنّ الموسيقى تمثل عالماً واسعاً ما زلنا على أطرافه رغم كل الجهد الكوني المبذول، كما أن التنوع الموسيقي الكبير في الشرق الأوسط لم يأخذ حقه من الدراسة بعد.
وأشار شمّة أن الكتاب يسعى إلى تقديم فكرة مفصلة عن موسيقيين بارزين في العالم العربي. مضيفاً: «فكرة تفصيل أسلوب كل موسيقي ووضع أطر لأعماله بعد أن أنجزها، الهدف منها تحقيق الاستفادة للأجيال القادمة، وهذا هو الرهان الصعب. فعندما ننظر إلى الأدب نجد أن هناك آلاف الكتب التي تشرح الأسلوبية، على عكس الموسيقى، لذلك نعتمد بشكل رئيس على الترجمات في الأسلوبية في الموسيقى، رغم أن كثيراً مما كتبه المستشرقون به أخطاء كبيرة تكاد تكون قاتلة، وقد حاول بعض الكتّاب والمتخصصين العرب تصحيح هذه الأخطاء».
ولفت شمّة إلى ضعف الثقافة الموسيقية حتى لدى الموسيقيين أنفسهم، موضحاً «لقد أصبح وجود الموسيقي القارئ نادراً، وهو ما نحاول تداركه من خلال تجربة بيوت العود التي تم افتتاحها في بعض المدن العربية، فأنا أعتبر أن جزءاً كبيراً من رسالة الفنان، التأثير في جيل آخر وإعداده ليكمل الطريق».
وشدد نصير شمّة على أهمية الموسيقى كصناعة عظيمة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تنمية المجتمع من الناحية الاقتصادية، لافتاً كذلك إلى ما تضمنته دراسة أعدها في وقت سابق، من أن الدول التي يتم فيها تنظيم حفلات ومهرجانات فنية تتسم بالتسامح واللاعنف والسلم المجتمعي، على عكس الدول التي تولي الموسيقى اهتماماً أقل سواء في المناهج الدراسية أو الحياة الاجتماعية، تتسم بالتطرف والغلو والتشدد.
من جانبه؛ أوضح الباحث والناقد الدكتور سعيد توفيق، أن نصير شمّة أسس بهذا الكتاب منحى مهماً ومجالاً منتقصاً في الكتابات العربية. مشيراً أنّ الأسلوبية هي طرائق التعبير الفني الجمالي وتختلف باختلاف العصور، وبحسب الأغراض التي تُؤلّف من أجلها الموسيقى وغيرها من الفنون، مؤكداً أنّ الأسلوبية لا تُكتسب في شهر أو شهرين، فالفنان عموماً يبدأ مقلداً ومحاكياً، ثم يكتسب أسلوبه الخاص عبر مراحل طويلة من التدريب والمعاناة.
وأشار توفيق إلى أنّ الكتاب يسعى إلى التأكيد على أمور جوهرية، أولها أنّ الأسلوبية ليست قاصرة على علم الأسلوب الذي اقترن دائماً في الأذهان بالأدب، بل يمتد هذا العلم إلى الفنون جميعاً بما في ذلك الموسيقى، لافتاً إلى أن الكتابات الجمالية التي تعنى بالموسيقى قليلة بل شحيحة، ولذلك اضطر المؤلف أن يعوّل على جهده واجتهاده الخاص في اقتحام مثل هذا الموضوع النادر في الكتابات العربية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©