الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أميركان ثينكر»: قطر و«الإخوان» وراء تأجيج «ملف خاشقجي»

«أميركان ثينكر»: قطر و«الإخوان» وراء تأجيج «ملف خاشقجي»
14 أكتوبر 2018 23:24

دينا محمود (لندن)

أكدت مجلة «أميركان ثينكر» الأميركية المرموقة، أن ما يتردد من أكاذيب واتهاماتٍ زائفةٍ حول واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي منذ نحو أسبوعين في تركيا، ما هو إلا مخططٌ يجري تنفيذه بمشاركة قطر وجماعة الإخوان الإرهابية ووسائل إعلامٍ إقليميةٍ ودوليةٍ مواليةٍ لهما أو متعاطفةٍ معهما؛ بهدف تخريب العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة.
وحمّلت المجلة واسعة الانتشار -في مقالٍ تحليليٍ للكاتبة كلاريس فيلدمان- السلطات التركية المسؤولية عن هذه الواقعة المثيرة للجدل والمحاطة بالغموض والتي كانت مدينة إسطنبول مسرحاً لها، قائلةً إن الأمر يبدو كما لو كان «نوعاً من الحلوى التركية.. المؤلفة من أكاذيب مُغطاة بالسكر، والتي أُعِدَتْ لإشعال غضب الأميركيين ضد السعوديين»، ما يصب في نهاية المطاف في صالح النظام الإيراني الذي يُشكِّل «خطراً داهماً» على واشنطن.
وفي إشارة إلى أسباب هذه المؤامرة -التي ينخرط فيها «نظام الحمدين» بقوة- قالت الكاتبة، إن إيران تشكل «تهديداً خطيراً» للعالم بأسره، وإن السعودية تساعد الولايات المتحدة على كبح جماح «نظام الملالي»، مؤكدةً أنها تتفق مع من يرون أن الرياض الآن صارت «حليفاً مهماً على صعيد الحرب ضد الإرهاب»، وإن إثارة مشكلاتٍ بين المملكة وأميركا من خلال أكاذيب كتلك التي تُردد حول حادث الاختفاء «سيثير القلاقل في أسواق الطاقة وسيُحْدِثْ جيوباً من عدم الاستقرار؛ يزدهر فيها الإرهابيون المتشددون والميليشيات المدعومة من إيران».
وحذرت فيلدمان من أن أي تشويش على العلاقات الأميركية- السعودية، قد يكون من شأنه أيضاً دفع المملكة إلى بلورة تحالفاتٍ خارجيةٍ أخرى مع دولٍ مثل الصين وروسيا، وهو ما سيُفقد الولايات المتحدة أي نفوذ لها في منطقة الشرق الأوسط، مُشددةً على أن المستفيد من «أي وقفٍ لمبيعات السلاح (الأميركي) إلى الجانب السعودي، سيكون الدول المُصنّعة له، مثل الصين وروسيا»، بجانب إيران بطبيعة الحال.
واستعرضت الكاتبة الأدلة الدامغة التي تثبت كذب الروايات التي يروج لها الإعلام الموالي لقطر والجماعات الإرهابية والمتشددة بشأن واقعة اختفاء الصحفي السعودي، وربطت بين هذه الافتراءات وجماعة الإخوان الإرهابيين التي قالت، إن خاشقجي انتمى إليها منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأشارت فيلدمان في هذا السياق إلى أن شهود العيان المفترضين في الواقعة «كاذبون، وهم مثلهم مثل خاشقجي نفسه، على صلةٍ بجماعة الإخوان المعادية للولايات المتحدة، وإيران»، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية.
وضرب المقال -الذي يحمل اسم «الحلوى التركية»- مثالاً على ذلك بـ«خديجة جنكيز؛ الخطيبة المزعومة للصحفي السعودي، التي قيل لنا إنها انتظرت خروجه بلا جدوى لساعاتٍ خارج مبنى القنصلية السعودية»، مُشدداً على أن هذه السيدة مرتبطةٌ بقطر المتحالفة بدورها مع إيران. وأشارت الكاتبة فيلدمان إلى أن تلك السيدة المثيرة للجدل تروج -مثلها مثل صحيفة «واشنطن بوست» التي كان يتعاون خاشقجي معها- قصصاً مُختلقةً حول ما حدث، رغم المفارقة الصارخة المتمثلة في أنه «على الرغم من أنها (خديجة) تقول إنها خطيبة خاشقجي، فإن أسرته تنفي أن تكون قد سمعت بها أو عَلِمَت بوجودها» من الأصل.
وألقت الكاتبة الضوء على توزيع الأدوار في الحادث بين قطر وعملائها فيما يتعلق بملف الاختفاء المثير للشبهات، إذ أشارت إلى الدور الذي يلعبه توران قشلاقجي رئيس جمعية الإعلاميين العرب في تركيا، عبر زعمه أن خاشقجي لقي حتفه على يد 15 «عميلاً سعودياً» على حد ادعائه، وكذلك إلى دور جمال الشيال مراسل شبكة «الجزيرة» القطرية، الذي أشار المقال إلى أنه «شقيق مدير موقع (العربي الجديد) الإخباري الممول من قطر، والذي يشرف عليه (الإخوان) في الدوحة ولندن، ويديره.. عزمي بشارة مستشار أمير قطر». وأبرزت فيلدمان حقيقة أن مراسل القناة القطرية الموصومة بالترويج للأكاذيب وإفساح المجال لدعاة العنف والإرهاب، هو نجل إحدى الشخصيات القيادية في جماعة «الإخوان» الإرهابيين، وأن والده يعمل كذلك لحساب حاكم قطر تميم بن حمد.
ومن بين الأضلاع الرئيسة في شبكة الأكاذيب القطرية الإخوانية -كما يُلمح مقال «أميركان ثينكر»- خالد صفوري الذي يقدم نفسه باعتباره محللاً استراتيجياً مُقيماً في الولايات المتحدة، وتعتمد عليه «واشنطن بوست» في الترويج لأكاذيبها المعادية للسعودية بشأن واقعة اختفاء الصحفي المفقود. وأشار المقال إلى أن صفوري -وهو صديقٌ لخاشقجي- مساعدٌ لـ«عبد الرحمن العمودي، الذي يقبع حالياً وراء قضبان سجنٍ فيدراليٍ (في الولايات المتحدة) بتهمة جمع التبرعات لتنظيم القاعدة. كما أنه (صفوري) صديقٌ كذلك للفلسطيني سامي العريان، وهو قياديٌ متشددٌ تمت إدانته، ومن ثم ترحيله» من الأراضي الأميركية.
ولم يغفل المقال الإشارة إلى التبدلات المستمرة في التصريحات التي تصدر عن المصادر الأمنية التركية حول واقعة الاختفاء «الآخذة في التداعي»، إذ أبرز ما قاله أكاديميون أتراك من أنه على الرغم من وجود سبع كاميرات للمراقبة في المسافة الفاصلة بين مبنى القنصلية والفندق الذي يُقال إن السعوديين الـ15 أقاموا فيه، فإن الشرطة في إسطنبول لم تكشف عن أي صورٍ التقطتها هذه الكاميرات لتثبت بالدليل أن هؤلاء الأشخاص انتقلوا إلى المقر القنصلي بالفعل.
بجانب ذلك، سخرت الكاتبة من تضارب المعلومات الصادرة عن الجهات التركية حول مسألة الاختفاء الغامضة، مُشيرةً في هذا الشأن إلى المزاعم التي ترددت في بادئ الأمر بأن لدى السلطات في أنقرة «دليلاً مسموعاً ومرئياً» على عملية القتل المزعومة بل وتقطيع أوصال ضحيتها، وأن هذه الأدلة مُستقاةٌ من كاميراتٍ وأجهزة تسجيلٍ موجودة في مبنى القنصلية السعودية، وذلك قبل أن يتحول الحديث فيما بعد إلى الزعم بأن ذلك «الدليل المتوهم» مأخوذٌ من ساعةٍ كان يرتديها خاشقجي لحظة دخوله المقر القنصلي، وكانت متصلةً بهاتفٍ محمولٍ خاصٍ به خارج المبنى.
وأكدت فيلدمان أن أحداً لم يرَ في كل الأحوال هذه الأدلة المزعومة التي يروج لها «العملاء الأتراك والإيرانيون» والقطريون بطبيعة الحال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©