الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناعة «الخوص».. جدائل نخيل تنسج تراث الأجداد

صناعة «الخوص».. جدائل نخيل تنسج تراث الأجداد
24 أكتوبر 2010 20:34
صناعة سعف النخيل اليدوية تعود بنا إلى الأيام السالفة حيث كان الأجداد يأكلون مما يزرعون ويلبسون ما يصنعون بأيديهم، كما كانت أدواتهم التي يستخدمونها في حياتهم اليومية مستوحاة من البيئة المحيطة بهم من يابسة وبحر وأشجار وغيرها. تسمى الأدوات المشغولة من سعف النخيل بـ”الخوص”، ولها مسميات أخرى كثيرة منها “السعفيات” و”صناعة النخيل”، كذلك يصطلح بعض الباحثين على تسميتها بـ”صناعة المنسوجات النباتية”، أما التسمية العربية القديمة فهي “الخواصة”. ومهما كانت التسمية فكلها ترمز إلى نفس الصناعة حيث تجمع أوراق سعف النخيل وتصنع باليد بطريقة “تجديلة” عريضة تضيق أو تتسع باختلاف الإنتاج، وتتشابك أوراق الخوص مع بعضها في العمل بعد أن تتحول إلى اللون الأبيض نتيجة تعرضها للشمس. تتحدث الوالدة أم محمد التي تقوم بصنع المشغولات التراثية المختلفة وعلى رأسها الخوص وبيعها من خلال المعارض التجارية في الدولة، حول طريقة كيفية صنع الخوص مشيرة إلى الأمهات في الماضي كن يصنعنه مما توفره البيئة المحيطة بهن ‏من مواد أولية تشمل أدوات البيت ومستلزماته، لذا فقد أبدعن من خيرات النخلة ‏”السعف” في عمل العديد ‏من القطع والأدوات القشّية التي تتوزع في مختلف أركان البيت مثل: “السرود” و”المبردة” و”المشبّ” و”المدخنة” و”المهفة” و”الجفيرة”. لافتة إلى أن المرأة الإماراتية كانت قديماً تقوم بتبطين البيوت بالحصر المزخرفة المصنوعة من خوص النخل، كما كانت تصنع من السعفيات أوانٍ منزلية كالأطباق والحصير. وتوضح الوالدة أم محمد أن أدوات العمل الرئيسية التي تستخدم في صناعة الخوص هي اليدين والأسنان بالدرجة الأولى، ثم العظام والحجارة المدببة، والمخارز التي تقوم مقام الإبرة بالدرجة الثانية، فضلا عن المقص والوعاء الذي تغمر فيه أوراق النخيل. مشيرة إلى أن من أهم الأدوات التي تصنع منه هي السلال والحصير والسفرة والمكانس والمصافي، وسلال الحمالات الكبيرة. أنواع الخوص تبين الوالدة أم محمد بأن للخوص نوعين أحدهما هو “اللّبة” وهو لين وصغير الحجم ناصع البياض ويسهل تشكيله ويستخدم في عمل لمنتوجات معينة، والثاني هو بقية أوراق النخيل وهو طويل وخشن ويجب غمره بالماء حتى يلين ليسهل تشكيله. هذا ويمكن صبغ الخوص بعدة ألوان غير الأبيض، مثل الأخضر العنابي البنفسجي وغيرها بأصباغ معينة تتوافر في محال العطارة. أما بالنسبة لكيفية صبغ الخوص فتوضح أم محمد بأنها تتم عن طريق غلي الماء في وعاء كبير ثم وضع الصبغة المطلوبة فيه، ثم وضع الخوص وتركه لمدة خمس دقائق في الماء ثم وضعه في الظل، أما فيما يتعلق بالخوص الأبيض توضح الوالدة بأنه يكتسب هذا اللون نتيجة تعرضه للشمس فيتحول من الأخضر إلى الأبيض. وبعد ذلك، تبدأ صناعة الخوص وذلك بصناعة جديلة عريضة وطويلة على حسب المنتج وعندها يتم التشكيل عن طريق إبرة عريضة وطويلة وخيط قد يكون من الصوف. وتختم الوالدة بقولها: “لم تندثر هذه الصناعة كما أنها لن تندثر فهي موجودة في عروق الإماراتي ودمه، لذلك تجد العديد من السيدات الإماراتيات اللواتي يقمن بهذه الصناعة من أجل الحفاظ عليها وذلك ضمن النهج الذي تتبعه الدولة بهذا الصدد، كما أنها تحظى بإعجاب السياح الذين يقومون بشرائها مهما كان سعرها”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©