السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصحافة عند زايد كانت الوسيلة الأقوى لنشر فكرة الاتحاد

الصحافة عند زايد كانت الوسيلة الأقوى لنشر فكرة الاتحاد
25 أكتوبر 2018 01:54

في معرض تعقيبه على الأوراق المقدمة في الجلسة الأولى، قال د. أحمد يوسف أحمد: «أود بداية أن أتقدم بخالص التهنئة لصحيفة (الاتحاد) على انعقاد منتداها الثالث عشر والذي أصبح تقليداً راسخاً في الساحة الفكرية العربية، كما أهنئ شعب الإمارات العزيز وقيادته الحكيمة بمناسبة اقتراب ذكرى تأسيس الدولة التي مثلت إضافة نوعية للتجارب الوحدوية العربية، وأذكر بكل العرفان والتقدير زعيمها المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، الذي تحل مئويته في عامنا هذا، وقد شرفت بتكليف المنتدى لي بالتعقيب على الأوراق المقدمة في هذه الجلسة من هذه الأسماء البارزة في الساحتين الفكرية والأكاديمية في العالم العربي».
ويرى يوسف أن ورقة الدكتور رضوان السيد- الذي يعرف الجميع فضله على الدراسات الإسلامية وإسهاماته الأكاديمية والفكرية عامة، فقد تضمنت بحثاً رصيناً في تأسيس دولة الإمارات والدور التاريخي للشيخ زايد في هذا الصدد بشخصيته «الكاريزمية» ووعيه المتجذر بأهمية الوحدة الذي لم يؤثر فيه فشل التجارب الوحدوية السابقة أو الخطر الإيراني، ونقل عنه قوله المشهور بأن «الدولة الاتحادية يمكن أن يكون لها أصدقاء، أما الإمارة الصغيرة فلن تحصل إلا على الاستتباع». وحسب يوسف، فإنه ما أحوجنا في هذه الظروف الحالكة التي يمر بها وطننا العربي إلى تمثل هذا المعنى.

«الاتحاد».. والحدث التاريخي
وتتعلق الملاحظة الثانية على هذه الورقة الرصينة بما ركزت عليه بخصوص الوعى الفائق من مؤسس الدولة بأهمية دور الإعلام في التأسيس للوحدة على النحو الذي جعله يُنشئ صحيفة «الاتحاد» قبل تأسيس الدولة، وقد لاحظت أن القرار الثالث للاجتماع الأول للمجلس الاتحادي في 1968 بعد قراري وضع اللائحة الداخلية للمجلس، وتشكيل اللجان الخاصة بعملية التوحيد، كان قرار إنشاء صحيفة رسمية للاتحاد، وهكذا فإن الفكرة الوحدوية هي التي تقف خلف نشأة صحيفة «الاتحاد»، أي أننا إزاء حالة يشارك فيها الإعلام بفضل وعى قيادة سياسية استثنائية في صنع حدث تاريخي، وهو ما يمثل أرقى أدوار الإعلام، وقد لفتني الأمر نفسه في ورقة الدكتور حسن قايد الصبيحي الذي أشار بدوره إلى وعي الزعيم المؤسس بأهمية الصحافة في التأسيس لفكرة الوحدة بتبنيه مشروع إصدار صحيفة «الاتحاد»، انطلاقاً من وعيه بأن الصحافة هي الوسيلة الأكثر قوة لشرح أهمية قيام دولة اتحادية، والعمل على نقل المعلومات والرؤى والأفكار والخطط المرتبطة بمشروع الاتحاد، وبالفعل كما أورد د. حسن في ورقته، كرست الصحيفة بموضوعاتها الدعوة للالتفاف حول مشروع الاتحاد، ويلاحظ أن وعي الشيخ زايد بالأهمية الفائقة لهذا الدور، جعله يحرص على توزيعها بالمجان.
وفي الملاحظة الثالثة، أثنى يوسف على رصد الدكتور رضوان في ورقته من مؤشرات على الوعي الفائق للشيخ زايد بألاعيب السلطات البريطانية وحيلها لمواصلة التغلغل والتدخل في الشؤون الداخلية للإمارات، وقد قدم مثالاً لذلك بتعليق الشيخ زايد، رحمه الله، على مذكرة المعتمد البريطاني بشأن وضع المجلس الثقافي البريطاني في الإمارات بعد الاستقلال، فقد وافق عليها وأضاف
«على ألا يتعارض مع معطيات أهل المنطقة وتقاليدهم».

حلم الوحدة والتجارب السابقة
وفي الملاحظة الرابعة، ناشد يوسف الدكتور رضوان إلقاء الضوء على المغزى المهم لهذه التجربة الوحدوية في السياق العربي، فمن المؤكد أن الوحدة العربية كانت حلماً مشروعاً في أعقاب الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية، ومن المعروف أن أولى تجاربها قد تمثلت في الوحدة المصرية - السورية (1958-1961)، وأن هذه الوحدة لم تُكمل الأربع سنوات عمراً لأسباب عدة، أهمها في رأيي أنها أخذت بسبب المزايدات السياسية بصيغة الوحدة الاندماجية التي لا تصلح لحل معضلة العلاقة بين المكونات الكبيرة والمكونات الصغيرة في الوحدة، ولا لإدارة التنوع داخلها، بينما أخذت التجربة الإماراتية بالصيغة الفيدرالية التي نجحت في التجربة الأميركية.
أما الملاحظة الخامسة والأخيرة للدكتور أحمد يوسف، فيصفها بأنها وهي ملاحظة عابرة للأوراق، أي لا تخص ورقة د. رضوان وحده، فهي أن الإعلام قد فُهِم باعتباره الإعلام الإماراتي فقط، وأتصور أنه كان من المهم أن نحلل صورة الإمارات في الإعلام الخليجي والعربي، بل والدولي.
أما ورقة د. عبد الله جمعة الحاج «عن الإعلام ودور الإمارات في الدفاع عن الحقوق العربية وضمان الاستقرار الدولي: نموذج حرب تحرير الكويت ودعم تحرير كوسوفو ومساعدة أفغانستان»، فقد جاءت - حسب تعقيب د. أحمد يوسف- كعادته، ورقة منهجية رصينة، أظهرت نجاح الإعلام الإماراتي في مهمته، سواء بالتركيز على التحديث الاقتصادي أو التطور الثقافي والتغير الإيجابي في القيم، وكذلك تطوير المؤسسات السياسية وقنوات المشاركة، وعرض لنجاح الإعلام في إظهار رجحان كفة منافع التحديث على تكلفته، وكذلك نجاحه في الموازنة بين المجتمع الجديد والماضي المجيد، ثم عدد سمات الإعلام الإماراتي، وأسس السياسة الإعلامية الإماراتية، وانتقلت الورقة- من وجهة نظر يوسف- بعد ذلك للجزء التطبيقي فيها، وهو دور الإعلام في دعم السياسة الخارجية للدولة، وبيان نجاحاتها، خاصة في مجال حماية استقلالها وسلامة أراضيها وشعبها، وكذلك في البعد عن الاستقطابات العالمية والمحاور الأيديولوجية، وكيف كان هذا الإعلام الناجح ركناً مهماً في تعزيز الدور الخارجي للإمارات خليجياً وعربياً وعالمياً، بعد أن أنضجته الأحداث الكبرى كالحرب الأهلية اللبنانية والثورة الإيرانية والحرب العراقية - الإيرانية والغزو العراقى للكويت، وقد نجح الإعلام في إظهار امتداد الدور الإماراتي خليجياً وعربياً وعالمياً.
ويواصل يوسف تعقيبه، قائلاً: إن الدكتور عبد الله الحاج تناول بالتحليل الحالات الثلاث التي يشملها موضوع ورقته، وهي الغزو العراقي للكويت، وقضيتا كوسوفو وأفغانستان، وعرضت الورقة في الحالات الثلاث لسياسة الإمارات القائمة على حماية الشرعية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، مع استخدام الأدوات العسكرية والاقتصادية في تنفيذ هذه السياسة، ما مكن الإمارات من المشاركة العسكرية في تحرير الكويت، وتقديم الدعم الاقتصادي اللازم بعد التخريب الذي أحدثه الغزو، وجهود الإغاثة الإنسانية في كل من أفغانستان، سواء بعد التدخل السوفييتي أو تداعيات أحداث سبتمبر 2001 وكوسوفو، وجهود التسوية السياسية في أفغانستان التي تنطلق من مبدأ أصيل في السياسة الخارجية الإماراتية، وهو الحل السلمي للمنازعات، وقد اتبعت الورقة في كل ما سبق نهجاً كلياً بين دور الإعلام بصفة عامة في توضيح السياسة الخارجية للإمارات تجاه القضايا السابقة، وكنت أتمنى لو أمكن الاستشهاد ببعض نماذج ولو محدودة لمعالجات إعلامية متميزة للقضايا السابقة.
وحسب يوسف، فإن د. حسن قايد الصبيحي، قدم في ورقته عرضاً ممتعاً لتطور الصحافة الإماراتية من المرحلة الأولى للمنسوخات باليد كمنسوخة «عُمان» و«صوت العصافير»، وصولاً إلى مرحلة النهضة المتسارعة التي بدأت بتولي الشيخ زايد إمارة أبوظبي في ديسمبر 1966 ودوره الذي سبقت الإشارة إليه في نهضة الإعلام الإماراتي، بدءاً بتأسيس صحيفة «الاتحاد»، حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن من مستوى رفيع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©