توقعات بازدهار قطاع الطاقة الشمسية في العالم

أعلنت شركة الطاقة المتجددة آر إي سي إحدى أكبر مصنعي معدات الطاقة الشمسية في العالم أن المرحلة الأسوأ من الأزمة الاقتصادية العالمية قد ولَّت بعد أن نجم عن هبوط الأسعار الحاد هذا العام خسائر جسيمة في ربع السنة الثاني للشركة النرويجية. هبطت أسعار مكونات الألواح الشمسية بنسبة تصل إلى 45% هذا العام، وسط تزايد إمدادات منخفضة السعر من الصين وعدم وضوح سياسات نظم الدعم الحكومية الموجهة إلى الطاقة المتجددة في الوقت الذي تعاني دول غربية عدة من الديون المتراكمة. غير أن أوولي إنجر رئيس تنفيذي آر إي سي قال إن الطلب بدأ يزيد والأسعار استقرت بعد أن اعتمدت إيطاليا ثاني أكبر سوق طاقة شمسية في العام بعد ألمانيا خطة دعم جديدة في شهر مايو الماضي. وضعت هذه الخطة حداً لأشهر من الشكوك في اقتصاديات السوق الإيطالية المقبلة التي تشكل نحو 20% من أعمال آر إي سي وساعدت على استعادة الثقة في مستقبل قطاع الطاقة الشمسية الأوروبي عموماً. صرح إنجر بأن ضبابية حزم الدعم الإيطالية أصابت السوق بالشلل بالنظر إلى أن العملاء المحتملين كانوا يفضلون الانتظار ريثما تقل الأسعار، ولكنه أضاف أن تلك الطلبيات المتأخرة تبدأ الآن في التدفق. وذكر إنجر أن شركات الطاقة الشمسية تطمح في اكتساب قوة دفع سياسي متزايدة تجاه الطاقة المتجددة منذ زلزال وكارثة مفاعل فوكوشيما دانيتشي النووي باليابان. وقال: “ما حدث في اليابان كان مأساة ولكنه أسفر عن الابتعاد عن الطاقة النووية الأمر الذي يفتح مجالاً لنا لإظهار مزايا الطاقة الشمسية وفوائدها”. بالإضافة إلى ألمانيا وإيطاليا اللتين اتخذتا إجراءات سياسية حاسمة ابتعاداً عن الطاقة النووية في خلال الشهرين الماضيين أبرز إنجر أن اليابان تعتبر سوقاً محتملة كبرى أخرى بالنظر إلى أنها تجري دراسات قد تخلص إلى تقليص اعتمادها على الطاقة النووية. ورغم تفاؤله أعلن إنجر مؤخراً عن مزيد من تقليص طاقة إنتاج آر إي سي بالإضافة إلى تقليصها الشديد في وقت سابق من هذا العام، في مسعى لحل مشكلة إفراط المعروض، يذكر أنه تم الاستغناء مؤقتاً عن 500 عامل في مصنعين مجمد نشاطهما في النرويج، وقال إنجر إن الأسعار لابد لها أن تزيد بنسبة تتجاوز 20% لكي يستأنف الإنتاج. كما أن لشركة آر إي سي مصانع في سنغافورة والولايات المتحدة، وقد أعلنت الشركة عن صافي خسارتها في ربع السنة الثاني بمبلغ 6.68 مليار كرون نرويجي (1,2 مليار دولار) بما يشمل تقليص قيمة أصول بلغت 6,5 مليار كرون نرويجي، بينما زادت مبيعات الشركة بنسبة تقارب الربع عن العام الماضي إلى 3,4 مليار كرون نرويجي. وهبطت أسهم آر إي سي التي تصنع رقائق ووحدات من السليكون تستخدم في الألواح الشمسية بنسبة تتجاوز 50% هذا العام جراء أحوال السوق المتقلبة، غير أنها صعدت 10% مؤخراً بفضل تقليص التكاليف الذي أجري مجدداً. وقال إنجر إن حزم الدعم الأوروبية للطاقة الشمسية - التي تأخذ عادة شكل مدفوعات مستحقة لكل من يمتلك نظام توليد كهرباء من طاقة متجددة على نحو يضمن حداً أدنى لسعر الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية - قد تقلصت إلى النصف في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية بسبب ما وقع من ضغوط على الماليات العامة، وهو الأمر الذي شكّل تحديات لشركات الطاقة الشمسية ولكنه زاد تنافسيتها. وقال إنجر “نزلت تكلفة الطاقة الشمسية الآن إلى مستوى مشابه لمصادر بديلة أخرى وهو ما يعتبر في مصلحة القطاع في الأجل الطويل”. وتتوقع مؤسسة جي تي إم البحثية أن تزيد إنتاج منشآت الطاقة الشمسية في العالم من 17400 ميجاوات العام الماضي إلى 35500 ميجاوات عام 2015. عن: «فايننشيال تايمز»