عدد اليوم
الرياض (الاتحاد)
يرى فهد الهريفي النجم السعودي أن أيام الحواري حياة يملأها العشق والتضحية ومسايرة النجوم الكبار في الفريق، الذين تركوا أثراً كبيراً في مسيرته لاعباً حديث العهد، وفي السابق ولّدت طبيعة المعيشة، وحاجة اللاعب إلى «لقمة العيش» دافعاً كبيراً في نفسه لإثبات وجوده، مؤكداً أن اللاعب ينشأ في دوري الحواري، وينقله الكشافون إلى الأندية، رغم شح الموارد المادية في ذلك الوقت، وكان اللاعب بحاجة للنادي، أما الآن فإن النادي هو من يحتاج إلى اللاعب، ويبحث عنه للفوز بالبطولات واستمرار النادي في مكانه الطبيعي.
وطالب الهريفي بإغلاق الأكاديميات، لأنها مضيعة للوقت والمال والمواهب، وقال: «لن يحقق انتشار أكاديميات الأندية في الوطن العربي أي فائدة مرجوة، لأن هدفها مادي بحت، والمتاجرة في اللاعبين، أبعدتهم عن اكتشاف المواهب المنتشرة في الحواري والمدارس، ومفهوم الأكاديميات في السعودية لا داعي لها، والهدف منها تجاري، والكرة السعودية فقدت الشغف بعد دخول عدد كبير من الأجانب إلى دورينا، واللاعب السعودي لا يحصل على فرصته الكافية في اللعب، حتى اللاعبون ذوو المهارات العالية في المنتخب الوطني السعودي هم فئة قليلة».
وأضاف: «مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات أثرت على الجيل الجديد، بحيث أخذ حيزاً كبيراً من وقتهم، أما الجيل السابق كنا ننتظر المباراة إلى الأخرى في كل أسبوع، وحبنا وشغفنا كبير وهمنا وحديثنا عن الكرة فقط، وكنا نتابع بعض الدوريات، حتى نتعلم منها ونطبقها في التدريبات، أما الآن فإن الفضائيات تعرض جميع الدوريات على مدار الساعة، مما دفع عدداً كبيراً من الناشئين والشباب إلى التخلي عن ممارسة الرياضة بشكل عام، واللعب في الأحياء والشوارع، بالإضافة إلى «البلايستيشن» والألعاب الإلكترونية الأخرى».
وقال: «متابعة الدوريات الأخرى قللت من مزاولة الشباب لكرة القدم، حتى كشافو المواهب الذين كانوا يتجولون بين الحواري، حباً للرياضة والنادي تحول مفهوم الكشافين إلى مدير أعمال اللاعب وسمسرة وتجارة، ولا أحد الآن ينتظر 5 سنوات على موهبة والتدرج بحالة تطورها، والنادي يبحث عن اللاعب الجاهز».
