الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مارادونا وبيليه.. نجما «ساحرة الفقراء»

مارادونا وبيليه.. نجما «ساحرة الفقراء»
11 ديسمبر 2019 00:34

دبي (الاتحاد)

«أنت تصنع ملعبك بحجرين يمثلان المرمى، وكرة قد تكون من القماش أو الإسفنج»، هي كرة الفقراء بكل اللغات، ففي كل المجتمعات على مستوى العالم، نجد الطبقات الفقيرة التي تواجه التحدي من أجل العيش، ومن التحدي يولد النجوم ليس فقط في كرة القدم، بل في كل الألعاب والمجالات، ولعل أميركا اللاتينية موطن الفقر والمواهب التي خرجت منها، ومن الأحياء الهامشية التي لا يعترف بها أحد، خرج الكثير من النجوم الذين خطفوا الأضواء في العالم.
الكرة.. اللعبة الشعبية الأولى، لم تكن قاصرة يوماً على من يملك المال، بل على العكس تماماً، فهي «لعبة الفقراء» في المقام الأول، وهي التي غيّرت حياة الكثير من المعدومين والبؤساء على مستوى العالم، قبل أن تتحول إلى مجال للصرف والإنفاق، من أجل صناعة لاعب، حيث تنفق الأسر على تهيئة الطفل ليصبح لاعباً، حتى وإن غابت الموهبة.
ويتصدر مارادونا الساحر الأرجنتيني، وبيليه الجوهرة السوداء البرازيلية المشهد، وكلاهما لعب الكرة في الحواري الضيقة، وفي الساحات والمدارس وعلى الشواطئ، وانطلقا من هنا، وشقا طريقهما من وسط البؤس، أكسبهما البراعة في كرة القدم، ومن هناك كانت البدايات.
ولد مارادونا، الفتى المشاغب، في إحدى ضواحي بيونس آيرس الفقيرة، وسكن في منزل صغير، يقول مارادونا عن طفولته: «أتذكر عندما كنت طفلاً، يوم عاد والدي من العمل، وكان يومها لم يتقاض مالاً يكفي لإطعام ثمانية أفراد، كنا ننتظره بصمت، لأنه لم يكن لدينا طعام لنأكل، الناس لا يمكنهم أن يفهموا ذلك، وأعني بالخصوص أولئك الذين لم يتضوروا جوعاً يوماً ما، نحن لم نحتفل يوماً بعيد ميلاد لأحدنا، لأننا لا نملك المال لفعل ذلك، الأصدقاء والأقارب كانوا يمنحونك قبلة بمناسبة عيد ميلادك، وتلك القبلة كانت بمثابة أكبر هدية، فالفقراء لا يخذلونك ولا يتخلون عنك أبداً، وكبر هذا الفتى المشاغب، وأصبح فتى ذهبياً، وقاد بلاده إلى المجد العالمي».
أما البرازيلي بيليه، فيعد من اللاعبين القلائل الذين دخلوا نادي الألف هدف، عانى مثل غيره من أبناء البرازيل من الفقر، حيث عمل بيليه ماسحاً للأحذية يجوب الشوارع، بحثاً عن لقمة العيش، يقول بيليه: «كنا أنا وإخوتي نمشي حفاة القدمين، ولم نكن نلبس سوى الثياب المستعملة، وكان بيتنا الذي تتخلل الأمطار سقفه صغيراً جداً، وأتذكر أنه لم يكن لدينا أحياناً أي دخل منتظم، وكانت أمنا تعطينا أحياناً قطعة من الخبز، والقليل من الموز كوجبة طعام»، ولم يكن يدري الفتى الأسود أنه سيصبح أشهر لاعب في تاريخ الكرة العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©