الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أنواسي: الجمل كنز المستقبل في علاج السرطان

أنواسي: الجمل كنز المستقبل في علاج السرطان
12 نوفمبر 2018 01:04

أمين الدوبلي (أبوظبي)

«الجمل هو أقل كائن حي تعرضاً للإصابة بمرض السرطان، والنوق لا تصاب به إلا بنسبة تقل عن واحد في العشرة آلاف، فطوال مسيرتي العلمية على مدار 30 عاماً لم أرَ سوى حالة واحدة.. مناعة الجمل كنز علمي هائل يمكن الاعتماد عليه في علاج مرض السرطان لدى الإنسان».. هذه كلمات البروفيسور عبد الحق أنواسي مدير المجموعة العلمية المتطورة والمشرف على مركز الأبحاث البيطرية في سويحان بأبوظبي.
وقال: الجمل يتراوح عمره الافتراضي بين 25 و32 عاماً، فطوال مسيرتي العلمية على مدار 30 سنة لم أرَ سوى حالة سرطان واحدة، كانت مساحته صغيرة في المبيض، وفي الإبل لا ينتشر بسرعة في الجسم، مشيراً إلى أن مناعة الجمل كنز يمكن الاعتماد العلمي عليه في علاج مرض السرطان لدى الإنسان، كما توجد ظاهرة علمية أخرى في الجمل أو الناقة، وهي الخاصة بعملية نقل الأعضاء، حيث إن أي عضو ينقل من أي ناقة لأخرى يعمل تلقائياً، وكأنه جزء منسجم من جسمها، بعكس ما قد يحدث عند الكائنات الأخرى، حيث إن الجسم يرفض العضو الجديد المزروع فيه في بعض الأحيان ولا يقبله بمعنى أننا لو زرعنا كبداً أو كلية أو مبيضاً تم نزعه من ناقة وزرعه في أخرى ينسجم سريعاً، ونسبة النجاح 100%.
وتابع: هناك بعض الأبحاث العلمية التي ظهرت في العالم، تؤكد أن السرطان في مراحله الأولى عند الإنسان يمكنه أن يعالج بحليب النوق أو حتى ببول للنوق، ولكن إذا انتشر السرطان يصعب أن تنجح هذه العلاجات.
وأشار إلى أنه بدأ مسيرته العلمية بالدراسة في المعهد البيطري بالرباط وتخرج في عام 1983، ثم عين معيداً بعد 48 ساعة فقط من تخرجه مدرساً في المعهد نفسه، موضحاً أنه كان مهتماً بمختبر التلقيح الصناعي وزرع الأجنة في المعهد، وحتى ذلك التاريخ لم يكن متخصصاً في الإبل، حتى ساقت له الأقدار هذا التخصص بلا ترتيب أو قصد، عندما وجد من سبقوه في المعهد قد أخذوا اختصاصات في الأغنام والأبقار والخيول، فأشار عليه رئيس القسم بأن التخصص الذي يبحث عن أستاذ هو الإبل فوافق، وكان ذلك عام 1983.
وقال: بعد 3 سنوات من الدراسات والأبحاث، كنا أول من قدم للعالم بحثاً علمياً موثقاً عن الدورة الشهرية للناقة، وكيف أنها مختلفة تماماً عن كل الكائنات الحية الأخرى في المدة والأعراض وفترة التخصيب، ورصدناها بالهرمونات، ثم نشرناها بمجلات الأبحاث العلمية، فكان لها أصداء واسعة.
وأوضح: «في 1986، كنت أستاذاً مساعداً، وكان لا بد أن أحصل على الدكتوراه، فذهبت إلى فرنسا ودرست في جامعة باريس 6، كنا 22 طبيباً في مختلف التخصصات البشرية والبيطرية والصيدلانية، وتم قبول 3 أطباء فقط على ضوء الأبحاث التي قدمناها، وحصلت على الدكتوراه بعد 4 سنوات في هرمونات الإبل، وفي فترة دراسة الدكتوراه جمعت ألف مخ جمل من المسالخ في المغرب، وحملتها معي إلى باريس، واستخلصت منها الهرمونات، ثم نشرت بحثاً آخر عن الهرمونات في الإبل عام 1988 لإكثارها في التخصيب، وهو الذي خرجنا فيه بنتائج مهمة، وكان هذا البحث هو السبب في استدعائي للإمارات».
وتابع: عكفنا شهوراً طويلة كي نحافظ على سلالة إحدى النوق الشهيرة، وهي «طيارة» التي لم تخسر أي سباق شاركت فيه، وكان المطلوب أن نحافظ عليها، وهذه ناقة شهيرة، وعندما اعتزلت الركض كان الهدف هو الحفاظ على سلالتها حتى تبقي أجيالاً متعاقبة، ويتجدد رصيدها من الإنجازات مع أولادها، وكان هذا المشروع هو أحد الأسباب الرئيسة التي أنشئ من أجلها مركز الأبحاث البيطرية، وهو تأسس منذ 30 عاماً وكان مركزاً للأبحاث، وبعد التطورات المتلاحقة تم تأسيس المجموعة العلمية المتقدمة، وقد أخذنا منها بويضة ووضعناها في أخرى، وأنتجت «طيارة» جديدة، ثم أخذنا منها بويضات أخرى، وتعددت بناتها حتى أنها أعطتنا في سنة من السنوات 9 نوق، وكان هذا إنجازاً أسعد الجميع.
وقال: عندما تحدثنا عن إمكانية إنتاج «طيارة» من جديد لم يكن أحد يصدقنا، لكن اقتنع بكلامنا سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حتى نجحنا في المهمة، وتحول الحلم إلى حقيقة.
وأضاف: في تجربة ثانية، نجحت مساعينا في إنتاج 24 مولوداً من أفضل ناقة، وهي «سمحة»، حيث قمنا بزراعة أجنتها في نوق أخرى.
وأشار إلى أنه مهما بذل من جهد وأعطي في مجال البحث العلمي فلن يوفي الإمارات حقها التي احتضنته ووفرت له كل عناصر الدعم والرعاية، وأنه يشعر بالكثير من التقدير والعرفان للقيادة الرشيدة.

1000 نسخة للتوثيق

قال البروفيسور عبد الحق أنواسي، إنه بعد نجاح مشروع إعادة إنتاج «طيارة» وتجربة «سمحه»، طلب منا توثيف التجربة في كتاب ويوزع على كل الجامعات العربية خلال عام واحد، من خلال السفارات، وتم ذلك، حيث تم توزيع 1000 نسخة، ليكون واحداً من أهم المراجع في كل الجامعات العربية والأجنبية حتى الآن، فمنذ أكثر من 20 عاماً لم يخرج للنور كتاب بقيمة هذا المؤلف.

النعيمي: أعلى معايير الجودة

أكد خليفة عبدالله بن ثاني النعيمي الرئيس التنفيذي للمجموعة العلمية المتقدمة، أن المجموعة تدار بأعلى معايير الجودة، وتوفر تمويلاً ذاتياً، وتحقق مكاسب سنوية، مشيراً إلى أن مركز الأبحاث بما قدمه من دراسات يعد كنزاً كبيراً، في علوم الإبل، والمزاد السنوي يؤكد كل عام بأن التطور مستمر.
وقال: نتيجة للتطور الكبير في الأبحاث العلمية تحسنت جودة السلالات، وقد انعكس ذلك على سباقات الهجن، حتى أصبحنا نشهد كل عام تحطيم للأرقام القياسية. وتابع: شهادتنا مجروحة في للبروفسور عبدالحق نواسي، فهو من أهم مكاسبنا في هذا الصرح العلمي الكبير، ونحن محظوظون به وبعلمه، وبأخلاقه قبل العلم.

تواصل يومي مع العلماء

كشف البروفيسور عبد الحق أنواسي عن أنه يجلس يومياً على الكمبيوتر ساعتين في بداية يومه، لمتابعة آخر المستجدات في العالم بهذا العلم، مشيراً إلى أنه على تواصل دائم مع كل العلماء في مختلف دول العالم، لتبادل المعلومات عن آخر ما توصل إليه العلم.
وأضاف: مركز الأبحاث البيطرية في سويحان سوف ينظم مؤتمر العام المقبل عن التلقيح الصناعي في الإبل، لأن الغالبية العظمى من الناس لا يفرقون بين زراعة الأجنة والتلقيح الصناعي، والفارق شاسع لأن زرع الأجنة تعني التكاثر عن طريق الأم، أما التلقيح الصناعي فيؤخذ من الأب، وللأسف فإن حجم التطور هائل في مجال زرع الأجنة، ولكن في مجال التلقيح الصناعي ما زالت الساحة تحتاج إلى عمل كبير.

تجربة غير قابلة للتكرار

قال البروفسور عبدالحق أنواسي إن تجربته في الإمارات من الصعب تكرارها لأنه توفر له ما لم يتوفر لغيره، مشيراً إلى أن كل عالم يمكنه أن يجري الأبحاث، ولكن القليلين منهم هم الذين يتوفر تحت أيديهم آلاف النوق والجمال لإجراء البحوث عليها، فهو يتذكر النقلة النوعية الكبيرة التي تحققت له في مسيرته عندما بدأ يجري أبحاثه على آلاف النوق بعد أن كان يجريها على 5 فقط في الرباط.
وتابع: في إحدى السنوات ومع تطور الأبحاث تم تهجين النوق الحزامي السعودية ببويضات لنوق محلية، وانتجت نوقاً محلية، كما زرعنا بويضات النوق الحزامي في النوق العمانية، ونجحت التجربة في إنتاج نوق حزامية من العمانية، وهنا حدث إقبال كبير من مربي النوق السعوديين والعمانيين، وأصبح مركزنا البحثي يحظى بشهرة كبيرة في مختلف دول المنطقة.
وتابع: أهم إنجاز تحقق معنا في زرع الأجنة أن كل ناقة أصبح يمكنها أن تنتج في العام الواحد عدد ما تنتجه في عمرها بالكامل، كما نجحنا من خلاله في الحفاظ على العديد من السلالات.

40 دقيقة لزراعة «الأجنَّة»

حضرت «الاتحاد» تجربة عملية لزراعة أجنَّة في أكثر من ناقة، وكانت البداية في المختبر عندما قام البروفسور عبدالحق أنواسي بدراسة خصائص الناقة التي سيزرع فيها الجنين الجديد، حيث استغرقت العملية 40 دقيقة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©