عدد اليوم
د. شريف عرفة
هل حدث وتكلمت مع شريك حياتك، لكنه لم يرد عليك لأنه كان مشغولاً بأحد تطبيقات الهاتف؟
هذه ظاهرة شائعة بين الأزواج لدرجة أنها أصبحت محط اهتمام علماء النفس الذين درسوها وأطلقوا عليها اسماً علمياً هو «تيكنوفيرنس Technoference»، أي استخدام وسيلة تكنولوجية تقطع التواصل المباشر بين الناس!
فإلى أي مدى يؤثر ذلك على جودة العلاقة الزوجية؟
دراسة جديدة نشرت في الدورية العلمية (كمبيوترز آند هيومن بيهافيور) أجريت على 173 علاقة رومانسية، لمده 14 يوماً.. وجدت أن كثرة استخدام التكنولوجيا بهذا الشكل يحدث لكل من الرجل والمرأة بالقدر نفسه تقريباً، ويؤثر بشكل سلبي في جودة التواصل بينهما.. بل يؤثر في جودة العلاقة ذاتها ورضا الإنسان عنها!
أجرى الدراسة الباحثان براندن ماكدانييل وميشيل دروين، من جامعتي إلينوي وبوردو الأميركيتين.. ووجدا أنه في الأيام التي قام فيها المشاركون باستخدام وسائل التكنولوجيا أكثر من المعتاد، كانت نظرتهم سلبية لعلاقتهم، وكانوا أكثر عرضة لحدوث خلافات زوجية بسبب انشغالهم عن شركاء حياتهم، وكان تواصلهم اليومي أقل جودة، وزاد شعورهم بالاكتئاب والقلق وتعكر مزاجهم العام خلال اليوم.
لكن.. ما هو مقياس الاستخدام الأمثل؟
تواصلنا مع الباحث الأول في الدراسة McDaniel، B. T لمعرفة التوصيات الخاصة بالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا داخل المنزل، فقال:
- لا توجد قاعدة عامة. لكن يجب مراعاة السياق العام والموقف المتعلق بلحظة استخدام الهاتف.. وما إذا كان يمكن اعتبار هذا الاستخدام تصرفاً سلبياً من قِبل شريكهم الرومانسي أو أحد أفراد العائلة الآخرين الموجودين في هذا التوقيت. بمعنى آخر، قبل إمساك الهاتف اسأل نفسك:
هل استخدامك يساعد أو يعيق قدرتك على التواصل مع شخص موجود معك في الوقت الحالي؟
سألناه عن نتيجة الدراسة، هل تعني أن الهاتف يضر الزواج حقاً، أم ربما العكس، الأزواج التعساء هم الذين يستخدمون التكنولوجيا أكثر من اللازم؟ فقال:
- ليس هناك شك في أن الناس الأقل رضا عن علاقتهم الحالية هم الأكثر استخداماً للتكنولوجيا بطرق قد تكون أكثر تأثيراً على العلاقة. ومع ذلك، هناك أيضاً دراسة تظهر أن مجرد وجود الهاتف مع أحد الزوجين يمكن أن يتسبب في شعور المرء بأنه لا يحظى باهتمام شريك حياته! الهاتف يضر العلاقة والعكس أيضاً صحيح. فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الأفراد يختارون تشغيل أجهزتهم وهم بجوار شريكهم.
كل هذا الكلام يعني شيئاً واحداً..
هو أن استخدام هاتفك المحمول وأنت مع شريك حياتك، قد يستهلك بطارية العلاقة!
