الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ترامب يستعرض إنجازاته أمام الكونجرس مشيداً بقوة الاقتصاد

ترامب يستعرض إنجازاته أمام الكونجرس مشيداً بقوة الاقتصاد
6 فبراير 2020 01:14

واشنطن (أ ف ب)

قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس في خطابه حول حال الاتّحاد أمام الكونجرس أنّه «وفى» بالوعود التي قطعها مشيدا بقوة الاقتصاد في البلاد لكنه لم يتطرق إلى محاكمته عشيّة تبرئته التي كانت شبه مؤكّدة أمس أمام مجلس الشيوخ، وحتّى قبل بدء إلقاء خطاب حال الاتّحاد، كان الانقسام الذي يسود الطبقة السياسيّة واضحًا، فقد تجنّب ترامب مصافحة رئيسة مجلس النوّاب الديمقراطيّة نانسي بيلوسي التي قامت بدورها بتمزيق خطابه ما أن انتهى من إلقائه.
وفي أول مرة يلتقي فيها مع بيلوسي منذ خرجت غاضبة من اجتماع بالبيت الأبيض قبل 4 أشهر، امتنع ترامب عن مصافحة يدها الممتدة وهو يعطيها نسخة من الخطاب قبل أن يبدأ الحديث. ورغم أنها لم تتحدث إلى ترامب منذ اجتماعهما الأخير، بدا عليها أنها بوغتت. وتجنبت قول العبارات المعتاد أن يستخدمها رئيس المجلس لدى تقديم رئيس البلاد إلى الكونجرس مثل «يسعدني ويشرفني أن أقدم إليكم.. ». وكل ما قالته عند تقديم ترامب «أعضاء الكونجرس.. إليكم رئيس الولايات المتحدة».
وقال ترامب في خطابه «بخلاف كثيرين آخرين قبلي، أنا أحافظ على وعودي»، في وقتٍ علا تصفيق الجمهوريّين، بينما لم يبد أيّ تأثّر على المعارضة الديمقراطيّة، وقال «خلافا لكثيرين قبلي، أنا وفيت بوعودي» فيما كان الجمهوريون يقاطعونه تكرارا بالتصفيق والوقوف مرددين «USA».
ويجتاز ترامب فترة جيّدة عمومًا، فتبرئته أمام مجلس الشيوخ، حيث يُحاكم بتهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس تُثبت أنّ الحزب الجمهوري جاهز لدعمه.
وقد أظهر استطلاع للرأي أعدّه معهد جالوب ونُشر قبل ساعات من خطاب حال الاتّحاد أنّ ترامب نال نسبة 49% من التأييد وهو أعلى مستوى يُسجّله منذ وصوله إلى السلطة في يناير 2017.
وما يزيد من الظروف المواتية للرئيس، هي الانتخابات التمهيديّة للحزب الديمقراطي المنافس التي انطلقت في ولاية أيوا وانتهت بفشل مدوّ أتاح له البقاء تحت الأضواء وهو الموقع المفضّل لديه.وشدّد ترامب في خطابه على «العودة الكبرى لأميركا»، وعلى «النجاح الاقتصادي الكبير» للولايات المتحدة. وقال «لقد نجحت استراتيجيتنا»، متحدّثًا عن اتفاقاته التجاريّة الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.
وفي ما يتعلق بإيران، ركّز ترامب على حملته للضغط على النظام الإيراني وعلى الضربة التي أمر بشنّها الشهر الماضي وأدّت إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قال «بسبب العقوبات القوية التي فرضناها، فإن أداء الاقتصاد الإيراني سيّئ للغاية»، كذلك، دافع عن سياسته الخارجيّة، ودعمِه للمعارض الفنزويلي خوان جوايدو الذي تعترف به الولايات المتحدة وأكثر من خمسين دولة رئيسًا مؤقّتًا لفنزويلا، وقال إنّ «طغيان» الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو سيتمّ «تحطيمه»، وأكّد البيت الأبيض في بيان أنّ جوايدو، هو من بين «ضيوف الشرف» الذين تمّت دعوتهم لحضور الخطاب. ولم يُركّز خطاب ترامب كثيرا على السياسة الخارجية، ولم يأت على ذكر كوريا الشمالية، وتطرّق بشكل سريع في خطابه إلى مواجهته مع إيران وخطّته للسلام في الشرق الأوسط، مؤكّدًا من جهة ثانية عزمه على «إعادة» الجنود الأميركيّين من أفغانستان.
وقال ترامب أيضا انه «في أفغانستان، مكّننا تصميم مقاتلينا.. من إحراز تقدّم هائل، وهناك محادثات سلام»، مبديًا من جديد رغبته في «إنهاء أطول حرب أميركيّة وإعادة قوّاتنا إلى الوطن».
ولم يتطرق ترامب إلى محاكمته، لكن ظل هذه المحاكمة كان يخيم على الكونجرس، حيث بدت القطيعة نهائية بين مؤيدي ترامب والديمقراطيين، وامتنع نواب المعارضة عن التصفيق لترامب، وكانت الكسندريا اوكاسيو-كورتيز الشخصية الصاعدة في يسار الديمقراطيين، بين النواب الذين قاطعوا هذا الخطاب السنوي قائلة إنها لا تريد «إضفاء شرعية» على رئيس لا يحترم بحسب قولها القوانين ولا الدستور، وندد آخرون «بأكاذيب». ويطالب الديمقراطيون بعزل الرئيس الأميركي لأنه حاول إرغام أوكرانيا على التحقيق بشأن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جون بايدن.
ويقول ترامب الذي وجه اليه الاتهام في منتصف ديسمبر من قبل مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون إنه ضحية حملة نظمها معارضوه لم يتقبلوا فوزه المفاجئ في انتخابات 2016. ويمكنه الاعتماد على دعم 53 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ. ويفرض الدستور غالبية 67 صوتا من أصل مئة لكي يمكن إعلان انه مذنب.
والمشاعر المريرة بين الرئيس البالغ من العمر 73 عاما، ورئيس المجلس البالغة 79 عاما ليست جديدة، لكن التوتر الأخير، جاء عشية تبرئته شبه المؤكدة أمام مجلس الشيوخ في محاكمة عزله بتهمتي استغلال نفوذه وعرقلة عمل الكونجرس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©