الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سالم عمر سالم: «الشارقة للنشر» تجمع بين سحر الورق والتكنولوجيا

سالم عمر سالم: «الشارقة للنشر» تجمع بين سحر الورق والتكنولوجيا
4 فبراير 2019 03:09

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أكّد مدير مدينة الشارقة للنشر سالم عمر سالم أهمية مواكبة المدينة لكلّ التقنيات الحديثة والتكنولوجية في عالم نشر الكتاب، معترفاً بأنّ من حقّ الناشرين أو القراء أن يطمئنوا إلى أنّ الكتاب الورقيّ لا يزال بخير، وأنّ له مكانته الأثيرة لديهم؛ ولذلك، فإنّ مدينة الشارقة للنشر تولي الجانبين عنايتها، لتوفير مادّة ورقيّة ورقميّة في هذا المجال.
ويرى سالم أنّ انحياز ناشرين كثيرين إلى عالم النشر الرقمي، بسبب ما له من ميزات في السرعة وتلبية احتياجات القراء عبر المدونات أو الحواضن الإلكترونية (النشر الإلكتروني)، هو أمرٌ يضع المهتمين بالنشر أمام حالة لم يكونوا فيها في السابق، ولذلك، فإنّ ثورة التكنولوجيا والمعلومات كان لها دورها في أذواق جديدة علينا أن لا نقف على الضدّ منها، بل علينا أن نراعي وجودها وأن نستثمر جهودنا لتلبيتها، دون أن ننسى ما للكتاب الورقي من حضور لدى فئات ليست قليلة في المجتمع الذي كان في ما مضى معتمداً اعتماداً كليّاً على ما تحمله أوراق الكتب من مواد ثقافية ومعرفية وأكاديمية, وسوى ذلك الكثير من حقول المعرفة وعوالمها المتفرعة.
لكنّ عالم المعرفة الذي يجبرنا على أن نسير معه وأن نتماشى مع متطلباته، كما يشير مدير مدينة الشارقة للنشر، هو عالم بات يفرض وجوده، فما بين سحر الورق كصيغة قديمة وسحر التكنولوجيا كتقنية حديثة، ينبغي علينا أن نسعى إلى توليفة ما، لا تضحّي بالكتاب الورقي ولكنّها لا تنفي الحاجة الجديدة إلى المواكبة واستثمار كل وسائل التواصل والمدونات الإلكترونية والهواتف الذكيّة وما يمكن أن يفاجئنا من ثورات رقمية تقنية في المستقبل.
وانطلاقاً من ذلك، يروي سالم ما استندت إليه على الصعيد المحلي تجربة مكتبة الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، والمتمثلة في إطلاق مبادرة «مجموعة المكتبة الرقمية»، التي تضم أكثر من 1200 كتاب إلكتروني وصوتي، وتربط أكثر من 38 ألف مكتبة ومدرسة حول العالم، ضمن شبكة شركة «أوفر درايف»، إحدى أبرز منصات القراءة الرقمية العالمية للمكتبات والمدارس. وبالنظر إلى كل هذه الحقائق يتأكد لنا - كما يقول - حجم الاهتمام الكبير الذي باتت تحظى به الكتب الإلكترونية.
ويتحدث سالم عن مدينة الشارقة للنشر، الداعمة لصناعة الكتاب بكل صوره وأشكاله، تماشياً مع رؤية المشروع الثقافي لإمارة الشارقة الذي أسس له صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هذا المشروع الشامل والمتكامل الذي يدعم الثقافة والمعرفة في كل مستوياتها، ويجد فيه محبو الكلمة المقروءة بتنوع اهتماماتهم وتعدد مصادرهم سواء أن كانت ورقية أو إلكترونية، حقهم في الحصول على الكتب وبالصيغ والأشكال التي تناسبهم. فالمدينة في سعيها إلى توفير بيئة مشجعة على الابتكار واستخدام التقنية الحديثة في قطاع النشر، فتحت أبوابها لكل دور النشر العاملة في مجال النشر الإلكتروني كمثيلاتها من العاملات في النشر الورقي، للاستفادة من جميع الفرص والمزايا التي توفرها والتي تشمل الإعفاء التام من الضرائب، وحرية التَملّك لجميع الجنسيات، وحرية تحويل رأس المال والأرباح بالكامل، والإعفاء من ضريبة الاستيراد والتصدير، إضافةً إلى التكاليف المخفضة على مستوى العمالة، والطاقة، والمعيشة، والتكاليف اللوجستية.
ويورد مدير مدينة الشارقة للنشر أنّ الكتاب الإلكتروني في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حقق في الأعوام الماضية انتشاراً واسعاً، لا سيما مع دخول الهواتف الذكية كل منزل، والتي مكّنت القارئ من اقتناء آلاف الكتب في رقائق إلكترونية صغيرة. وعلى مستوى العالم العربي يلفت سالم إلى إعلان شركة أمازون اعتزامها تشغيل نسخة تجريبية من «كيندل دايركت بابليشينغ»، وهو ما يتيح للكتّاب نشر كتبهم باللغة العربية، كما توفر غوغل الكتب الإلكترونية العربية عبر تطبيقها الخاص.
ويؤكّد سالم أنّ الكتاب بشقيه الورقي والإلكتروني يلعب دوراً مهماً ومحورياً، فهو ومن خلال هذا التنوع، يُعدّ الوسيط الأقرب بين الثقافات والبلدان والحضارات، ومن هذا المنطلق ينبغي علينا جميعاً دعم صناعته بشتى صورها، ومواكبة روح العصر، وتلبية رغبات القراء الذين يجدون المتعة والشغف في الكتاب الورقي والإلكتروني، فقد أثبتت التجارب الإنسانية أن لكل حقبة زمنية أساليبها الخاصة في التوثيق للمعارف وطريقة تداولها، خصوصاً أنّ الكتاب الإلكتروني دخل بقوة ضمن خيارات الوصول إلى المعرفة في عصرنا الحالي، حيث أصبح يلبي رغبات شريحة لا يستهان بها من القراء الذين يرون فيه الخيار الأمثل للاستزادة بالمعرفة.
يقول سالم: إننا اليوم، وفي ظلّ هذا الواقع، أمام موازنة تلقائية للكثير من الناشرين في إنتاجهم بين النشر الإلكتروني والورقي، بل إنّ ناشرين آخرين انتقلوا، وبشكل كامل إلى تجربة النشر الإلكتروني، لا سيما مع الفرص والمزايا العديدة التي يوفرها هذا النوع من النشر، والتي تشمل انخفاض تكاليف الإنتاج مقارنة بالنشر الورقي، وإلغاء كل تكاليف الشحن والتخزين والتوزيع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©