الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: «العربية» تحتاج «مبادرات» لا «محاضرات»

محمد بن راشد: «العربية» تحتاج «مبادرات» لا «محاضرات»
19 ديسمبر 2019 02:01

دبي (الاتحاد)

أعلنت منصة «مدرسة» التعليمية الرقمية المفتوحة للطلاب العرب، عن إطلاق دروس اللغة العربية لتضعها في متناول أكثر من 50 مليون طالب عربي ومتعلمي اللغة العربية، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يحتفل به العالم في 18 ديسمبر من كل عام.
وتطلق «مدرسة»، المنصة الإلكترونية التعليمية المفتوحة الأكبر من نوعها عربياً والتي تضم أكثر من مليوني مشترك وتمثّل إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مشروع دروس تعليم اللغة العربية، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، ليوفر 1000 درس تعليمي بالفيديو في متناول عشرات ملايين الطلاب العرب وغيرهم من متعلمي اللغة العربية حول العالم قبل نهاية 2020.

مراحل
وتبادر منصة «مدرسة»، التي فاق عدد منتسبيها 2 مليون مشترك، ومتوسط العدد اليومي للمشتركين الجدد فيها 6 آلاف من مختلف أنحاء العالم خلال العام الأول على انطلاقها، إلى توفير المحتوى الجديد لدروس اللغة العربية بالفيديو على عدة مراحل، تبدأ أولها بمجموعة من دروس أساسيات تعلّم اللغة العربية، تليها المرحلة الثانية التي تنجز كافة دروس اللغة العربية للمرحلة الابتدائية وتشكل 25% من المحتوى الجديد، فيما تغطي المرحلة الثالثة 50% من الدروس، وصولاً إلى المرحلة الرابعة والأخيرة التي توفر 1000 فيديو لكافة المراحل الدراسية.

مشروع تعليمي متكامل
ويأتي تطوير المحتوى التعليمي لمادة اللغة العربية من خلال العمل على خطة متكاملة، ضمن مقاربة خاصة وضعها فريق منصة «مدرسة»، بالاستناد إلى لجنة من الخبراء والتربويين، من معلمين ومشرفين وأكاديميين وأساتذة جامعيين مختصين بتطوير المحتوى التعليمي للغة العربية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجامعة زايد، حيث يعمل فريق منصة «مدرسة» على إعداد الدروس التعليمية لمادة اللغة العربية بالفيديو بالكامل بحثاً وكتابةً وتحريراً وتدقيقاً بالاستناد إلى أفضل المعايير والممارسات.
وتمّ اختيار الدروس المدرجة لتتماشى مع المناهج والموضوعات التي تُدرَّس للطلاب وفق مناهج تدريس اللغة العربية المعتمدة في عدد كبير من الدول في الوطن العربي، حيث روعي تطوير محتوى متميز لتغطية كافة الموضوعات، خاصة في قواعد اللغة العربية، ومهارات التحدث والكتابة باللغة العربية، لتمكين الطلبة العرب ودارسي اللغة العربية من إتقان مختلف المهارات اللغوية أياً كانت المراحل الدراسية، عبر التدرج في المستوى. ويعقب كل فيديو مجموعة من الأسئلة لقياس مستوى فهم واستيعاب الطالب.
وتنقسم الدروس التي توفرها منصة «مدرسة» لمتعلمي اللغة العربية ومحبيها إلى فئتين هما مواد الفيديو التعليمية والقصص المصورة التي يبلغ مجموعها معاً 1000 فيديو. وتوفر المنصة 800 فيديو تعليمي للمراحل من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر، ترتبط بمخرجات تعليمية واضحة، وتدعمها الأمثلة والتمارين. فيما توفر 200 قصة مصورة تم تصميمها بالتعاون مع دور نشر مرموقة دروساً تحبب الأطفال بالقراءة وتقدم القيم والمعرفة بأسلوب شيق لصفوف رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية.

4 ميزات
تركز دروس اللغة العربية التي توفرها منصة «مدرسة» على أربع ميزات رئيسة هي توظيف وسائل مبتكرة وجاذبة في تعليم اللغة العربية، واعتماد لغة سلسة وطريقة طرح حديثة تلائم الجيل الحديث وبحسب أعمارهم، وتوفير محتوى معتمد وعالي الجودة وفق أعلى المعايير وبمساهمة نخبة من التربويين والخبراء، وأخيراً توفير أكثر من 1000 درس بالفيديو يغطي مختلف المراحل الدراسية في مادة اللغة العربية.
ويمكن للتكنولوجيا وتطبيقاتها أن تكون المدخل لاستعادة مكانة اللغة العربية خاصة لدى الأجيال الجديدة عبر المحتوى الرقمي الحديث لها على شبكة الإنترنت، بما يحقق قفزات مستقبلية نوعية للمجتمعات العربية ، خاصةً في قطاعات المعرفة والتعليم والإبداع والابتكار. وفي هذا السياق يمكن لدروس اللغة العربية التي تطلقها منصة «مدرسة»، المندرجة تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن محور التعليم، أن ترتقي بطرق تعلّم لغة الضاد في المستقبل.
إنتاج المحتوى
قال الدكتور وليد آل علي، مدير مشروع منصة «مدرسة»: «تشكّل دروس اللغة العربية المقدمة عبر منصة «مدرسة» إضافة نوعية لأكثر من 5000 فيديو تعليمي في موضوعات العلوم والرياضيات للطلاب من مختلف المراحل الدراسية، وهي أيضاً تطور هام لآليات عمل منصة «مدرسة»، لأنها تنتقل بهذه المبادرة الفريدة من نوعها على مستوى العالم العربي من مرحلة الترجمة عن اللغات الأخرى، كما في دروس العلوم والرياضيات التي أطلقناها في عامنا الأول كحصيلة لتعريب 11 مليون كلمة في التخصصات العلمية، إلى مرحلة إنتاج المحتوى الأصيل بلغتنا الأم وبطريقة طرح حديثة ومبتكرة، من خلال دورس اللغة العربية الـ1000 التي نطرحها تباعاً العام المقبل.
وأضاف: «توفّر منصة «مدرسة» للطلبة من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية خريطة شاملة لمواضيع اللغة العربية، وخاصة القواعد والنحو والصرف والاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والبلاغة والشعر والمفردات والإملاء، بأسلوب يسير مبسط، يكمّل المناهج التعليمية ويدعم معلمي اللغة العربية وأولياء الأمور الذين يساعدون أبناءهم في تحصيلهم العلمي، ويستخدم تطبيقات التكنولوجيا والوسائط المرئية والتفاعلية والرقمية فضلاً عن المسابقات لتحفيز طلابنا على التعلّم الذاتي واستكشاف مفاتيح إتقان اللغة العربية، ليكونوا قادرين على أخذ زمام المبادرة في تطوير تحصيلهم العلمي، ويصبحوا الجيل المتمكن والقادر مستقبلاً على إنتاج المحتوى المعرفي الأصيل باللغة العربية.» وعن الخطط المستقبلية للمنصة، قال الدكتور آل علي: «إلى جانب المواد التعليمية المبتكرة في مواضيع العلوم والرياضيات واللغة العربية، سوف يغطي محتوى منصة «مدرسة» مزيداً من الموضوعات الحيوية التي تهم النشء والأجيال الصاعدة بما في ذلك علوم الحاسوب ولغات وتقنيات البرمجة وعلوم الفضاء وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.»

تعاون أكاديمي
وأكدت شريفة موسى مدير إدارة مصادر التعلم والحلول التعليمية بوزارة التربية والتعليم أن «الغاية الأساسية من مبادرة «مدرسة» هي تحفيز الطلاب على التحصيل المعرفي وتعزيز فضولهم العلمي وترسيخ قدرات التعلّم الذاتي لديهم، فضلاً عن دعم المنظومة التعليمية العربية والمعلمين العرب بمحتوى مساند يكمّل المناهج الدراسية ويسهّل المفاهيم والقواعد ويقدمها في قالب شيق ممتع ومبتكر للطلبة العرب الشغوفين بالتكنولوجيا.
وقالت الدكتورة هنادا طه تامير أستاذ كرسي اللغة العربية ورئيسة قسم اللغة العربية في جامعة زايد أن منصة «مدرسة» للغة العربية ستكون مصدرا هاما وملهما للتعلم بالنسبة لملايين الاطفال حول العالم وستثري تعليم اللغة العربية وتسهل تعلمها بفضل الممارسات الفضلى التي اعتمدتها والحرفة المتناهية في إخراج هذا العمل بشكل يليق بالمراحل العمرية المختلفة التي يخاطبها».

15 ألفا يومياً
يبلغ معدل الحصص التعليمية التي تتم مشاهدتها يومياً عبر «مدرسة» 15 ألف حصة، ومع انطلاق العام الدراسي الجاري عملت المنصة الإلكترونية التعليمية المفتوحة الأكبر من نوعها عربياً، والتي تضم حتى تاريخه 2.3 مليون مشترك، على تحديث أدواتها وتطبيقاتها الإلكترونية وتيسير خيارات الاستخدام، وطرح خيار قوائم المشاهدة التي تصنف دروس الفيديو ضمن مجموعات تحاكي أنماط المشاهدة لكل مشترك أو تتصل مع بعضها بحسب الموضوع أو الفئة العمرية.

منافسة
كما طبّقت المنصة مؤخراً مبدأ «التلعيب في التعليم» كأسلوب جديد لتحفيز الطلبة في المنطقة العربية على التحصيل المعرفي والتعلم الذاتي وتعزيز روح المنافسة لديهم وتنمية قدراتهم التفاعلية من خلال الجمع بين المتعة والفائدة في آن. ومنصة «مدرسة» التعليمية الإلكترونية هي نتاج تحدي الترجمة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتعريب 11 مليون كلمة من محتوى مناهج تعليمية متميزة عالمياً في تخصصات العلوم والرياضيات بمشاركة متطوعين من مختلف التخصصات، كخطوة أولى لتوفير محتوى تعليمي نوعي باللغة العربية ضمن آلاف الفيديوهات التعليمية الشيقة في متناول عشرات ملايين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في العالم العربي.

أهداف
وتهدف منصة «مدرسة»، كمنصّة تعليمية إلكترونية تضم محتوى تعليمياً متميّزاً، إلى توفير تعليم نوعي، يستند إلى أحدث المناهج العالمية في العلوم والرياضيات، وإتاحته مجاناً لملايين الطلبة العرب بحيث يمكنهم الوصول إليه في أي مكان، والمساهمة في تغيير واقع التعليم في الوطن العربي، والارتقاء بالتحصيل العلمي لملايين الطلبة العرب، وفتح آفاق معرفية جديدة أمامهم، فضلاً عن ترسيخ أسس التعلم الذاتي والمنهجي، من دون أن يتناقض ذلك مع دور المؤسسة التعليمية، مع توفير محتوى تعليمي جاذب ومتميز، من مراحل التأسيس الأولى، وحتى المرحلة الثانوية.
وتسعى «مدرسة» للمساهمة في إعداد جيل جديد من الباحثين، والعلماء، والمبتكرين والمخترعين العرب المؤهلين للتصدي لأبرز تحديات التنمية، وخلق كفاءات عربية شابة مؤهلة علمياً، ومتمكِّنة من التكنولوجيا الحديثة، وقادرة على قيادة قطاعات اقتصاد المعرفة والمشاركة الفاعلة في صناع المستقبل.

راشد الشرقي: «حافظة» هويتنا الوطنية
ثمن الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام جهود الإمارات ومبادرات قيادتها الحكيمة في تعزيز مكانة اللغة العربية في العالم والارتقاء بها وجعلها واحدة من اللغات السائدة في المحافل العلمية، مشيداً بالمشاريع الكبرى التي تنهض بها الدولة في هذا السياق.
وقال في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، إن الاهتمام باللغة العربية يُعدّ واجباً وطنياً، والحفاظ عليها ضرورة لبناء الأجيال الواعدة، وهو الأمر الذي لخصته « الأجندة الوطنية « لرؤية الإمارات 2021، وذلك بتركيزها على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، يكون طلبتنا فيه متقنين للغة العربية».
وأشار الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي إلى حرص إمارة الفجيرة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة على تمكين اللغة العربية والنهوض بها، لافتاً في إلى إيمان سموه بأهمية اللغة العربية بوصفها الحامل الأساسي للهوية الوطنية وحافظة قيمها وملامحها المميزة في العالم. وأكد سعي هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام لتنبي مشاريع ثقافية وإعلامية تضع في أولوياتها تعزيز اللغة العربية في المجالات كافة، بما يلاقي جهود الدولة في بناء جيل واع يهتم باللغة العربية ويكرس حضورها في المشهد الثقافي كلغة عالمية للفنون والعلوم والثقافة.

محمد مطر الكعبي: مبادرة ملهمة للأجيال
أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرات تحمل للداخل والخارج توجهات القيادة الرشيدة في صناعة الهوية العربية الإماراتية في كل ملامح التأصيل والمعاصرة، إعلامياً وعلمياً واستشرافاً لغدٍ هو الأفضل الذي نطمح إليه.
وأضاف: «مبادرات قيادتنا الرشيدة مرتكزات العمل والطموح والإلهام للأجيال.. ولذا تأتي مبادرة سموه بشأن اللغة العربية في مسارات الدولة الحضارية المتكاملة.. فاللغة العربية - أمام مستجدات العصر - ليست مجرد هوية وطنية، بل هي لغة عالمية تعد الأقدم والأقدر على مواصلة ثرائها الحضاري والثقافي والفني.. هي لغة القيم الدينية والتاريخية لكل شعوب الأرض، وكم يحسن أبناؤها في تقديمها للبشرية بجمال وعذوبة وعمق وغنى معرفي.. إنها حاضنة التاريخ الإنساني والحضاري للعديد من شعوب العالم، يفتخر كل مفكر ومثقف بما يستمد منها من أدب وقيم ودين وتاريخ وفصاحة لسان، وجمال منطق في المحافل والمنابر والمنتديات.. ويحفزنا سموه بهذه المبادرة على تنمية مهاراتنا ومهارات أبنائنا بأساليب هذه اللغة العريقة حتى تستمر لغة الوحي حيةً ثرية متجددة النمو والتطور والمعاصرة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©