الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"ترحيبْ" رائعة شعرية جديدة لمحمد بن راشد بمناسبة زيارة محمد بن سلمان

"ترحيبْ" رائعة شعرية جديدة لمحمد بن راشد بمناسبة زيارة محمد بن سلمان
23 نوفمبر 2018 23:08

محمود إسماعيل بدر (أبوظبي)

نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أمس، قصيدة جديدة لسموه بعنوان «ترحيبْ» بمناسبة زيارة الضيف الكبير الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء الترحيب في هذه الرائعة الشعرية بالضيف العزيز حاراً وصادقاً وشفافاً وممتلئاً بالصفاء والوفاء والروح الوطنية الصافية منذ مدخل القصيدة ، حينما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد:

لكْ الوفا يا محمدْ منْ محبِّينكْ
حلِّيت داركْ ما بين أهلكْ وخلانكْ

ودلالات هذا المدخل الشعري واضحة من حيث الكشف عن عمق العلاقات الأخوية السعودية الإماراتية، وأن إعلان الوفاء للضيف الكبير ما هو إلا تجسيد لروح الأخوة والهوية والتاريخ والعلاقات المتجذرة بين الشقيقتين السعودية والإمارات، ومن السهل هنا أن نلاحظ في هذا المشهد الشعري المهيب كل ما هو مفعم بالزخم الدرامي وما به من مودة وأنا جماعية، فالشاعر الشيخ محمد بن راشد يعرف بخبرته وحرفيته الشعرية كيف يبني الصورة الفنية الشعرية ذات الدلالات الواسعة بمفردات سهلة وبسيطة وقوية في الوقت ذاته.
يفتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من خلال مطلع قصيدته نقاط ارتكاز تفتح نحو آفاق أوسع، حيث يؤكد في مخاطبته لضيفه الكريم أن قيمة الوفاء والصديق الصدوق موجودة هنا مجسَّدة في ضيافة «بوخالد» حفظه الله، في ضيافة العزة والكرامة والاحتفاء بالضيف الأخ ونحن يمينه وسنده كما هو تاريخ العلاقة المشرفة بيننا في حلف سعودي إماراتي صار اليوم عنواناً للوحدة الشاملة.
كما نعتبر قصيدة «ترحيبْ» رائعة شعرية بالفعل، فهي تشتمل على كل مشاعر الفرح الصادق والأمل والبهجة، والترحيب هنا كان بلا شك على مقدار الضيف الذي نتشرف بزيارته وحضوره بيننا، فهو شخصية لامعة تكتسب قيمتها من الإنجازات التي تحققت على يديه وبفضل أفكاره المستنيرة المتناغمة مع تطور العصر، فقد وصفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بكاسب المجد، وقد لجأ هنا إلى عنصر الرمز، فالمجد في العادة لا يستحقه إلا الرجال الكبار، مقدماً في الوقت ذاته نموذجاً لصورة شعرية نامية وهي وسيلة تعبير فني متفردة للتعبير عن فكرة الوحدة التي نجد أنها لازمة شعرية في كامل أبيات القصيدة التي صيغت بعناية شديدة وعاطفة قوية وصورة شعرية ممتدة بدأت خيوطها من البيت الأول، وتستمر بالقوة والحيوية والعنفوان نفسها في نموها المتصاعد حتى البيت الأخير والذي يقول سموه فيه:

نحنْ معكْ صفِّنا واحدْ موالينكْ
عَ كلْ حالٍ ترانا أوثَقْ إخوانكْ

وهنا يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وحدة النسج التصويري، بما في ذلك استخدامه للاستعارات اللطيفة المستجادة.


وغير بعيد عن هذا النوع من التصوير الشعري نجد استدعاءً منطقياً للحوار البديع الذي يخاطب به الشيخ محمد ضيفه حيث تمثل في المشهد شخصية الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القائد المتفتح الحكيم الذي استشرف الحالة السعودية العربية والعالمية فمكَّن ولده في ولاية العهد حاكماً مستقبلياً للبلاد بعد طول عمر، وقد صوَّر الشيخ محمد في هذا المشهد الشعري نمطاً إيجابياً من العلاقة بين الأب وابنه لصالح ومستقبل البلاد في ظل التحديات الكبيرة والمستجدات على الساحة الدولية وتحتاج هذه الحالة إلى النموذج القيادي المستنير وهو ما يتمتع به ولي العهد السعودي الذي نكن له كل احترام وتقدير وتبجيل.
ويتوجه الشيخ محمد بن راشد بالدعاء المخلص أن يديم المودة والمحبة والوفاء، وأن يمد الله ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة بكل العون والتوفيق في قيادة المرحلة الصعبة، وأن يهزم أعداءه في كل مكان، وهذه الدعوة بما تختزنه من مشاعر الأخوة صيغت بنزعة شمولية في الرؤية الشعرية والتدرج في النص، ليستوعب تفاصيل الحالة والموقف والمكان والدقائق الصغيرة، ونعتقد أن مثل هذا التصوير الشعري الشفيف هو مظهر آخر جديد في الشعر العربي، يستخدمه الشاعر المجيد الذي تخطى في قصيدته ترحيب الرؤية التقليدية من الوصفي إلى التأملي الذي ينسى المحيط العادي لكي يحلق في فضاءات واسعة من الشجاعة وروح المواجهة وتخطي الصعاب وعدم الالتفات إلى صغار الأعداء هنا وهناك.
خلاصة القول إن في شعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وفي قصيدته هذه تحديداً أكثر من الترحيبْ فهو يقدم لنا صوراً وملامح من الحداثة الشعرية على طريقته ومن خلال قصيدة نبطية تنبض بالحياة في إطار معجم شعري متفوق من المفردات.

اقرأ أيضاً.. محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يبحثان العلاقات الأخوية وقضايا إقليمية ودولية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©