الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تبرئة ترامب من تهمتي تعطيل عمل الكونجرس واستغلال السلطة

تبرئة ترامب من تهمتي تعطيل عمل الكونجرس واستغلال السلطة
7 فبراير 2020 01:34

واشنطن (أ ف ب)

برأ مجلس الشيوخ الأميركي أمس، الرئيس دونالد ترامب في أعقاب محاكمة تاريخية لعزله أبرزت الانقسامات في المشهد الأميركي، لكنها أظهرت أيضاً مدى قوة القبضة التي يمسك بها «قطب العقارات السابق» الحزبَ الجمهوري، قبل تسعة أشهر من انتخابات قد يفوز بمقتضاها بولاية ثانية، مدتها أربع سنوات.
وقال ترامب أمس بعد تبرئته أنه مر بـ«محنة فظيعة»، قال إنها دبرت من بعض الأشخاص غير «الشرفاء والفاسدين». وتابع في أول تعليق بعد تصويت البارحة «لقد فعلوا كل ما بوسعهم لتدميرنا، ومن خلال القيام بذلك ألحقوا ضرراً كبيراً بأمتنا». «لا أحب الناس الذين يستغلون معتقداتهم لتبرير أعمالهم السيئة» في إشارة إلى تمزيق رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الثلاثاء خطابه بعد أن تفادى مصافحتها. وقال «كثير من الناس جرحوا ولا يمكن أن نسمح بذلك وهذا ما سأتحدث عنه لاحقاً في البيت الأبيض». ومن خلال انتصاره السياسي، استفاد ترامب من دعم الجمهوريين القوي ليحبط وبسهولة مساعي اخراجه من منصبه، بسبب ضغطه على أوكرانيا للمساعدة في تعزيز فرص إعادة انتخابه.. وسارع ترامب إلى إعلان «انتصاره» لما اعتبره البيت الأبيض «تبرئة» كاملة أمام رفض الديمقراطيين نتيجة «لا قيمة لها» بنظرهم.
ويقول محللون، إنه على الرغم من تبرئة ترامب، فإن نهاية القصة سوف تتكشف في نوفمبر عندما يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع. فعندها سيدرك الديمقراطيون ما إذا كانت مقامرتهم لعزل الرئيس قد أثمرت وحققت مكاسب انتخابية أم لا.
وعلى الرغم من اعتراف العديد من الجمهوريين بأن سلوك ترامب خطأ، لكنهم عبروا عن ولائهم له في النهاية، وصوتوا لإبرائه من تهم إساءة استخدام السلطة، بغالبية 52 مقابل 48 صوتاً معارضاً، ومن تهمة عرقلة عمل الكونجرس، بغالبية 53 مقابل 47 صوتاً معارضاً، بعيدًا جداً عن أغلبية الثلثين المطلوبة لعزله.
وقال رئيس المحكمة العليا جون روبرتس الذي ترأس المحاكمة: «ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين لم يجدوه مذنباً بالتهم الواردة ضمناً، وبالتالي فقد صدر حكم ببراءة دونالد جون ترامب».
وخاطر السناتور الجمهوري ميت رومني، وهو من خصوم ترامب المعروفين، بإغضاب البيت الأبيض بالتصويت إلى جانب الديمقراطيين في ما يتعلق بالتهمة الأولى، قائلًا إن ترامب «مذنب تماماً في إساءة استخدام الثقة العامة الممنوحة له». ولكنه صوت على أنه غير مذنب بالنسبة للتهمة الثانية.
وستترك محاكمة ترامب وصمة دائمة في سجله، كما حصل مع الرئيسين أندرو جونسون في عام 1868 وبيل كلينتون في عام 1998. لكن قرار مجلس الشيوخ لم يكن موضع شك على الإطلاق، منذ أن قرر مجلس النواب عزل ترامب رسمياً في ديسمبر. وأزاح القرار الأخير عقبة كبيرة أمام الرئيس ليتفرغ تماماً لحملة إعادة انتخابه في نوفمبر.
وتعقيباً على القرار، نشر ترامب في تغريدة غلافاً مزيفاً مركباً لمجلة «تايم» يعلنه رئيساً إلى الأبد. ثم نشر فيديو يهاجم رومني، أول سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة يدعم إدانة رئيس من حزبه.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب حصل على «تبرئة وإعادة اعتبار كاملين». وحذرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الديمقراطية، من أن الجمهوريين قاموا «بتطبيع الإفلات من القانون» من خلال تبرئة ترامب.
وقالت بيلوسي التي كانت مزقت في أمس الأول نسختها من خطاب ترامب حول حال الاتحاد: «لا يمكن أن تكون هناك براءة من دون محاكمة، ولا توجد محاكمة من دون شهود، ووثائق وأدلة.. للأسف، وبسبب خيانة مجلس الشيوخ الجمهوري للدستور، سيبقى الرئيس يمثل تهديداً مستمراً للديموقراطية، بإصراره على أنه فوق القانون وبإمكانه إفساد الانتخابات إذا أراد».
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن البراءة «لا قيمة لها»، لأن الجمهوريين رفضوا الاستماع لشهود في المحاكمة، وهو أمر قال الديموقراطيون إنه لم يحدث من قبل في أي محاكمة للعزل.
وواجه التحقيق المكثف الذي أجراه الديموقراطيون في مجلس النواب واستمر 78 يوماً شكوكًا وضغوطاً من البيت الأبيض لتعطيله، وهو تكتيك أدى إلى اتهام ترامب بالعرقلة. وبسبب قلقها من المخاطر السياسية على حزبها، رفضت بيلوسي أوائل العام الماضي، دعوة للمباشرة بإجراءات إقالة ترامب، بناءً على أدلة جمعها المحامي الخاص آنذاك روبرت مولر. لكن مخاوفها تلاشت بعد أن ظهرت مزاعم جديدة في أغسطس الماضي بأن ترامب ضغط على أوكرانيا ليحصل منها على مساعدة في حملته الانتخابية.
وتمكن الديموقراطيون وبسرعة من جمع أدلة قوية تدعم هذه المزاعم. وأظهرت الأدلة أنه منذ أوائل عام 2019، كان المحامي الخاص لترامب رودي جولياني وحليفه السياسي المقرب السفير لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، يخططان للضغط على كييف للمساعدة في تشويه صورة الديموقراطيين، بمن فيهم منافس ترامب المحتمل جو بايدن، من خلال فتح تحقيقات بشأنهم.
وقال آدم شيف الذي قاد الادعاء في قاعة مجلس الشيوخ هذا الأسبوع: «يجب أن نقول كفى كفى! لقد خان أمننا القومي، وسوف يفعل ذلك مرة أخرى».
خلال المحاكمة، لم يُنظر إلى دفاع ترامب على أنه يقوض الحقائق التي جمعت خلال التحقيق الذي قاده شيف، واعترف العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بأنه أخطأ. لكن محاميه والمدافعين عنه في مجلس الشيوخ جادلوا، بشكل أساسي، بأن سلوك ترامب لم يكن فظيعاً بما فيه الكفاية لمساءلته وعزله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©