عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة – الخرطوم)
عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اجتماعا بالقصر الجمهوري أمس مع رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك بحضور النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضوي المجلس البروفيسور صديق تاور والأستاذة عائشة موسى السعيد. وتم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية تعزيز العمل المشترك من أجل تحقيق المصالح العليا للبلاد عبر تنفيذ ما تم التوافق عليه من مطلوبات الفترة الانتقالية وإنزال شعارات الثورة إلى أرض الواقع. وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن هناك تحركات مكوكية تقوم بها شخصيات وجهات فاعلة لاحتواء الخلاف بين أطراف الحكم الانتقالي في السودان، من بينها نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي زار رئيس الوزراء السوداني برفقة بعض أعضاء مجلس السيادة، وأكدت المصادر أن حميدتي أكد على ضرورة الحفاظ على التماسك والتركيز على تحقيق أهداف الثورة السودانية.
يأتي ذلك في أعقاب الضجة التي شهدتها السودان نتيجة لقاء البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية. وجاء الاجتماع بعد بيان أصدره مجلس الوزراء السوداني تلاه على وسائل الإعلام وزير الثقافة والإعلام السوداني والناطق الرسمي باسم المجلس فيصل محمد صالح أكد خلاله أن مجلس الوزراء السوداني عقد اجتماعا طارئا لبحث الأمر، ثم التقى حلفاءه في قوى الحرية والتغيير، وتطابقت مواقفهما، ثم طالبا باجتماع مشترك مع مجلس السيادة.
وأوضح مجلس الوزراء أن البرهان أكد خلال الاجتماع المشترك، أنه قام بهذه الخطوة بصفة شخصية، وأن اللقاء كان استكشافيا، وأنه لم يقدم خلاله أي التزام أو وعود بالتطبيع أو إقامة علاقات دبلوماسية، وأنه يترك ذلك للأجهزة المختصة لتقرر فيه.
وقال بيان مجلس الوزراء السوداني: إن أمر العلاقات مع إسرائيل هو شان يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري، وأكد مجلس الوزراء ضرورة التركيز على التحديات الكبرى التي يواجهها السودان، وفي مقدمتها تحقيق السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية، ومواجهة تحديات التحول الديمقراطي.
وفي الإطار نفسه، طالب الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي بإغلاق الباب تماما أمام أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، وقال إن إسرائيل بنفسها قفلت الباب أمام أي تطبيع معها، وجعلته مستحيلا بعد صفقة القرن.
وأكد المهدي في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس أن التعامل مع إسرائيل يجب أن يكون قائما على أساس رد الحقوق لأصحابها، واعتبر التطبيع قضية خلافية لا يمكن اتخاذ قرارات بشأنها في الفترة الانتقالية.
كما أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل برئاسة محمد عثمان الميرغني أن التطبيع مع إسرائيل تجاوز للخطوط الحمراء، مشدداً على تمسكه بالموقف التاريخي الثابت للسودان الداعم للقضية الفلسطينية.
وطالب سياسيون وخبراء سودانيون بالتعامل مع نتائج وتداعيات الحدث بعقلانية، وقال صلاح جلال القيادي بحزب الأمة لـ«الاتحاد» إن جر الساعة إلى الوراء لا طائل منه، وحذر من أن المواقف غير الحكيمة ستدفع نحو مزيد من الانقسام في السودان، وستزيد المماطلة الدولية في رفع العقوبات عن السودان.
وقال أنور الحاج المدير التنفيذي للمجموعة السودانية للديمقراطية إن اللقاء بين البرهان ونتنياهو تم وانتهى، والأولى لقوى الحرية والتغيير التعامل مع نتائج الزيارة، وليس محاولة إلغائها لان ذلك غير ممكن.
في حين أرجع سياسيون ونشطاء الفوضى والتناقض بين مكونات الحكومة السودانية وبيان تأييد الجيش للبرهان لعدم وجود الجهاز التشريعي، وحذروا من أن المؤتمرات الصحفية وبيانات الأحزاب والقوى السودانية ستؤدي لمزيد من الانشقاقات في الشارع السوداني بين المؤيدين للقاء والمعارضين له، في ظل أوضاع السودان الانتقالية الهشة.
رسالة للبرهان من أفورقي
وصل إلى الخرطوم وزير الخارجية الأريتري عثمان صالح ويماني قبرآب مستشار الرئيس الأريتري اسياس افورقي، وقد التقى الوفد الأريتري برئيس المجلس السيادي بالسودان، حيث سلمه رسالة خطية من أفورقي تتعلق بتطوير العلاقات بين البلدين، وأكد البرهان حرص السودان على تطوير علاقاته مع أسمرة، ودعم جهود تعزيز التكامل الإقليمي.
كما التقى الوفد الأريتري بنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقال السفير بابكر الصديق مدير إدارة دول الجوار بالخارجية السودانية، أن الوفد اطمأن خلال اللقاء على مسيرة السلام في السودان، وجدد دعم أريتريا لجهود السودان تجاه الاستقرار والسلام الشامل.
