الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلفان السويدي يمضي رمضانه الأول خارج الدولة ويفتقد أجواء العائلة

خلفان السويدي يمضي رمضانه الأول خارج الدولة ويفتقد أجواء العائلة
17 أغسطس 2011 22:32
كانت الحيرة هي عنوان رحلة بحثه عن التخصص الجامعي المناسب الذي سيبدأ به سلّم خبراته الحياتية، فكل خيارٍ له عالمه الخاص على حد تعبيره. من هنا كان تردد خلفان سعيد ناشر السويدي ذو التسعة عشر عاماً، بين الهندسة الداخلية، «الدي كور»، الطيران والعلوم السياسية، وهو يعلم أنه لا رابط بين هذه التخصصات لكن رغبته بها كانت حقيقية واختياره لها لم يكن محض صدفة، بل كانت الراحة النفسية وصلاة الاستخارة أسباباً رئيسية في اتخاذ قراره بدراسة العلوم السياسية مع التركيز على العلاقات الدولية في جامعة كارلتون في مدينة المهرجانات الكندية «أوتاوا»، والتي تقع في مقاطعة أونتاريو. عن قراره بالسفر إلى الخارج للدراسة يروي لنا خلفان قصة طريفة، بعدما قدّم أوراقه بأيام لجامعة الإمارات في مدينة العين لدراسة العلوم السياسية فيها، حيث تفاجأ بتهنئة من أفراد أسرته منشورة في إحدى الصحف الرسمية بالدولة، ما جعله يعيد التفكير والحسابات بالإمكانات التي تجعله يسعد والدته وعائلته أكثر وأكثر، وكان الجواب هو فرحة استلام شهادة ذات معدل عال تحمل بطياتها مرتبة الشرف. دموع الوالدة اتصل خلفان بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ليسأل عن إمكانية حصوله على بعثة دراسية في الخارج بعدما أخبرهم أن معدّله في الثانوية العامة 82% وأنه حاز درجة عالية في امتحان تحديد المستوى للغة الإنجليزية، وهنا كانت البداية. فكرة السفر للدراسة في الخارج والابتعاد عن الأسرة لاقت معارضة عائلية من حيث المبدأ ما جعل خلفان يصرّ عليها لخوص تجربة حياتية جديدة واكتساب مهاراتٍ وخبراتٍ يصعب الحصول عليها في حياة الرفاهية بين أحضان الوطن والأسرة. أما على صعيد الأصدقاء فقد رحّب البعض بالفكرة وأيّدها من باب السعي وراء العلم وتعلم الخبرات، أما البعض الآخر فقد عارض الفكرة دونما أسباب. وفيما يخص العقبات ينفي خلفان مواجهته أية صعوباتٍ تذكر في التجهيزات أو التأشيرة أو المطار. عدا دموع والدته التي رافقته إلى المطار لتطمئن عليه. تلك الدموع التي ترافق ذاكرته على باب المطار في كل مرة يسافر فيها. «أمي الكندية» للمغادرة الأولى شعورٌ خاص غلب عليه الشوق والفضول لما ينتظره في كندا، لكن في لحظات الاستعداد قبل إقلاع الطائرة نظر خلفان إلى برج المراقبة في مطار دبي الدولي وحينها أدرك أنه سيبتعد عن أغلى أرض على قلبه ولا يعلم موعد العودة، ما أشعره ببعض الحزنِ والخوف رغم أنها ليست المرة الأولى التي يسافر فيها وحيداً إلى خارج الدولة، فقد سافر إلى وجهات عربية عدة ولكن حينها كان يعلم أنه لن يتأخر أكثر من أسبوع على دبي، لكن عودته إلى دبي ستتأخر أربعة أشهر تقريباً وهي مدة الفصل الدراسي. حين وصول خلفان لأوتاوا كان مندهشاً من مساحات اللون الأخضر حيث الأشجار المتشابكة والغابات الكثيفة، فهو مولعٌ بالطبيعة بشكل عام، صحراوية كانت أو بحرية، كما اعتاد عليها في الإمارات، أما الطبيعة الكندية فكانت جديدة على ذاكرته. وعلى صعيد السكن فقد عاوده الاندهاش للطريقة التي قامت بها أم العائلة التي سكن معهم والتي أسماها «أمي الكندية» بالترحيب به ومعاملته كواحد من أفراد العائلة منذ اليوم الأول. المدينة الأفضل أما جامعة كارلتون، فكان تسليط الضوء عليها من قبل مدرسة اللغة التي نصحته بالتسجيل فيها بحكم تواجدها في قلب العاصمة الكندية «أوتاوا»، حيث يتواجد الكثير من الهيئات الدولية والمراكز السياسية والاقتصادية الكندية منها والدولية. كما اهتم خلفان أيضاً في معايير بحثه بمكانة الجامعة على المستوى الدولي وترتيبها بين الجامعات الكندية ومستواها العلمي في مجال العلوم السياسية. يعتبر خلفان أن الصعوبات التي تواجه الطالب المبتعث بعد السفر تكمن في اختيار المدينة الأفضل للاستقرار واختيار الجامعة المناسبة من حيث المتطلبات وتوافر الشروط وتخصص الطالب وأيضاً المستوى التعليمي للمؤسسة. حيث إن كثيرا من الطلبة ينتابهم شعور بالخوف من إساءة الاختيار والبعض منهم يتخذ قرارات يجانبها الصواب دون أدنى تفكير. ويعتقد خلفان أن الصعوبات متواجدة في كل مجالات الحياة واختياراتها، بالنسبة له يجد الكثير من الصعوبات بشكلٍ دائمٍ في دراسته ويعزو ذلك لكثرة البحوث التي يعتمد عليها تخصصه العلمي. لكنه يجد دوماً مخرجاً لهذه الصعوبات بفضل الله وتوفيقه. أما اللغة الإنجليزية فهي صعبة لكونها لغته الثانية وليست الأم على حد تعبيره، لذا واجه بعض العقبات في دراسة التاريخ المعاصر وتاريخ العصور المضيئة لما تحمله من مفردات ثقيلة وصعبة. برد قارس وكان خلفان متخوفاً من شدة البرد المعروفة عن كندا، لكنه استطاع التأقلم وتحمّل المناخ الكندي ذي البرد القارس وذلك بالاعتماد على ارتداء الملابس الثقيلة. لم يجد خلفان أية مشاكل في التعامل مع المحيط الاجتماعي في كندا حيث يعامل الجميع باحترامٍ ومودة ولم يشعر بأي تعاملٍ عنصري من أحد. ولم يتوقع خلفان أن يتحمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة كالتي يتعرض لها حاليا، فعلى سبيل المثال في هذه الأيام ينشغل في الانتقال من مقر سكنه إلى مقر آخر، كان يتوقع أن الموضوع سهل ولا يوجد فيه من العناء شيء، ولكن تبين له العكس تماماً. كلب كبير الحجم يذكر خلفان حادثة طريفة لا تنسى، فمن المعروف عنه خوفه الشديد من جميع أنواع الحيوانات صغيرة كانت أم كبيرة، ففي أحد أيام الصيف الجميلة ذهب بصحبة زميلة له إلى إحدى أشهر الحدائق في المدينة، وأثناء تبادلهما الأحاديث حول الغربة وإذا بزميلته تنظر إليه في ذهول، فالتفت خلفان للخلف ليرى كلباً كبير الحجم.. فقفز من مكانه رامياً كوب العصير في وجه زميلته وجرى بعيداً إلى أن أتى صاحب الكلب وأبعده عنهما واعتذر لهما عما سببه كلبه لهما. من أهم الفروقات التي يشعر بها خلفان في كندا هي افتقاده لوجبات الطعام اللذيذة التي تطهوها والدته، وجو الأسرة والأصدقاء وطقوس الرفاهية في الإمارات، لاسيما في أيام الشتاء حيث يمشي في البرد القارس. من زاوية أخرى فهو يفتقد رائحة تراب الوطن الغالي والخروج للنزهة والترويح عن النفس مع الأصدقاء في ربوع الوطن وشوارع الإمارات. وتتوافر في أوتاوا أماكن كثيرة للعبادة، وفي كندا بشكل عام هناك احترام للعبادات أو الفعاليات والمناسبات الدينية، وهي صفة تتواجد في الكثير من الشعب الكندي. أما الأعياد، فيبدؤها الطلاب بصلاة العيد في أول الصباح ثم يتجمعون في أحد الأماكن مثل المراكز التجارية ثم يذهبون لتناول طعام الغداء، ويحاول الطلاب الإماراتيون صنع جو خاص يقترب من الجو العام للدولة في مثل هذه المناسبات. هوايات وأنشطة وفيما يخص الهوايات فألعاب القوى وكمال الأجسام والجري من أهم هوايات خلفان، إضافة لاكتشاف أماكن جديدة والاستماع إلى الأذواق الموسيقية المختلفة. ولم تأخذ الهوايات حيزاً في البداية لتعذّر تنظيم الوقت حتى استطاع خلفان توفير الأوقات المناسبة لممارستها. أنشطة الطلاب تعتمد بشكل كبير على طبيعة الفصل من السنة، ففي الشتاء تكون أكثر الأنشطة داخلية مثل لعب البلياردو ومشاهدة الأفلام والتجمع في منزل أحد الأصدقاء أو التزلج كنشاط خارجي، أما في الربيع فتكون الكثير منها خارج الأماكن المغلقة مثل لعب كرة القدم أو ركوب الدراجات الهوائية أو الجري. أما أفضل الأنشطة التي يتفاعل معها خلفان، كما يقول فهي التطوع، فالتطوع هوس بداخله على حد تعبيره لأنه يساعده على التعلم ومساعدة الناس والاطلاع على ثقافاتٍ متعددة. ويضيف: ?في أوتاوا هنالك ما يقارب عشرة طلاب إماراتيين مبتعثين من جهات مختلفة ومسجلين في تخصصات مختلفة. أقربهم لخلفان زميله «جمال حمزة السبت» والذي يعده أحد أفراد عائلته، لأنه من الصعب أن تجد أحداً تتفاهم معه في التفكير وتأمنه على جميع أسرارك في الغربة على حد تعبيره، فهذا الشخص كان وما زال أخاً عزيزاً جداً عليه. ويعتبر خلفان أن التواصل بين الطلبة الإماراتيين في كندا يعد تواصلا خجولا. حيث التواصل فيما بينهم قليل جدا بحكم بعد المسافة، ولكنه قام بالفعل بالتواصل مع الكثير من الطلبة الإماراتيين في مقاطعات ومدن مختلفة بالبحث في المواقع الاجتماعية والمنتديات على الشبكة العنكبوتية وقامت بمساعدته الملحقية الثقافية في ذلك. تجربة رمضانية جديدة هذا العام هو أول تجربة لخلفان بقضاء شهر رمضان خارج حدود الإمارات بعيدا عن جلسات الأهل والأصدقاء. ولكن تواجد الصحبة الممتازة لم يشعره بالفارق الكبير، رغم أمنيته الشديدة بتواجده مع الأهل في أول يوم من رمضان. ويقضي خلفان أيام الشهر الفضيل بقراءة القرآن في الصباح، وبعض الدراسة في وقت الظهيرة، ومشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية على شبكة الإنترنت وقت العصر، وتعتبر أجمل اللحظات لديه عندما يتجمّع مع الأصدقاء والزملاء على مائدة الإفطار وفي أوقات الصلاة. ويتقدم خلفان بالشكر للملحقية الثقافية الإماراتية في كندا على جهودها المبذولة في خدمة جميع المبتعثين، فمن منظوره الخاص قامت هذه الملحقية التي لا يتعدى عمرها العامين بالعمل الدؤوب والسهر على تنظيم وتسهيل أمور الطلاب في جميع أنحاء كندا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©