الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مشجعو الديوك يهاجمون روديجر ويتجاهلون «النجوم الثمانية»

مشجعو الديوك يهاجمون روديجر ويتجاهلون «النجوم الثمانية»
26 ديسمبر 2019 00:05

عمرو عبيد (القاهرة)

ارتفعت حدة الأزمات العنصرية في الملاعب الأوروبية خلال الآونة الأخيرة، وشهد عام 2019 الكثير منها، ولا تمر جولة أسبوعية في أي من ملاعب القارة العجوز، من دون أزمة جماهيرية تتعلق بتوجيه الإساءة لأحد لاعبي الفرق المنافسة، حتى خلال فترات «فيفا داي»، كانت مواجهات المنتخبات تحمل تلك اللمحات السيئة التي تعكر صفو الرياضة التي تدعو لتقبل الآخر والتقارب الإنساني، لكن العكس يحدث داخل ملاعب الكرة، ويبدو التفسير محيراً جداً، فهل الأمر يرجع بالفعل إلى كراهية حقيقية، أم هي ازدواجية جماهيرية بسبب جنون التعصب؟
«البريميرليج» كان شاهداً على واقعة عنصرية جديدة، خلال مباراة توتنهام هوتسبر وتشيلسي في الجولة 18، حيث تعرض الألماني أنطونيو روديجر، مدافع البلوز، لهتافات مسيئة من قبل جماهير الديوك، خلال المواجهة التي انتهت بهزيمة أصحاب الأرض، بهدفين نظيفين، وبالطبع انتقدت كل الأطراف من الجانبين، وكذلك وسائل الإعلام، هذا التصرف الأحمق من قبل جماهير توتنهام الذي بدا غريباً للغاية، ويحمل الكثير من الازدواجية التي ترجع للتعصب الأعمى الذي دفعهم للهجوم العنصري على روديجر، بينما يمتلك «السبيرز» 8 لاعبين على الأقل، من أصحاب الأصول والجنسيات المختلفة والبشرة السمراء، أبرزهم الإيفواري سيرج أورييه، والفرنسي المتألق موسى سيسوكو، وكذلك المدافع الصلب القوي، دافينسون سانشيز الكولومبي، وإذا كانت جماهير توتنهام أهانت روديجر بسبب لون بشرته، فلماذا تقوم بتشجيع لاعبيها بجنون، ممن يحملون اللون نفسه؟ ولهذا يبدو أن الأمر لا يتعلق بالكراهية، بل هو امتداد لحالة التعصب التي تضرب كل المثل الراقية في عالم الرياضة، والدليل أن لاعب توتنهام المخضرم، داني روز الدولي الإنجليزي، تعرض لحادثة مماثلة خلال مباراة منتخب بلاده أمام الجبل الأسود، في تصفيات «يورو 2020» الأخيرة، وهو ما دفعه للتصريح بأنه يفكر جدياً في الاعتزال، اعتراضاً على هذا الجنون، في الوقت الذي تراه جماهير ناديه، أحد أبرز لاعبي هذا الجيل، بعدما ارتبط روز بقلعة الديوك خلال ما يقارب 12 عاماً، والغريب أن مشجعاً لتشيلسي تم إيقافه عقب تلك المباراة الأخيرة، بسبب اتهامه بتوجيه إساءة عنصرية للاعب توتنهام، الكوري سون هيونج مين!
وفي أبريل الماضي، تعرض النجم المصري، محمد صلاح، لهتاف عنصري شرس من قبل جماهير تشيلسي ذاتها، وقبلها كانت واقعة مشجع ويستهام يونايتد ضد الفرعون المصري، وهو ما يعود لأسباب تتعلق بعرق أودين، وتم التحقيق وإيقاف عدد من مشجعي «البلوز» بسبب ذلك الأمر وقتها، ويبدو أن تعصب عشاق تشيلسي لفريقهم، أنساهم الأسطورة الإيفواري، ديديه دروجبا الذي يعود إليه الفضل الكبير في صحوة فريق القلعة الزرقاء التي بدأت منتصف العقد الماضي، بل إن دروجبا عاد لإنقاذ فريقه في موسم 2014/‏‏2015، عندما كان في أمسّ الحاجة لوجود أسطورته الهجومية، حيث يحتل الإيفواري المرتبة الرابعة في قائمة هدافي الفريق عبر التاريخ، برصيد 164 هدفاً، وهو الأفريقي الوحيد في تلك القائمة، بل إنه الهداف غير الإنجليزي الوحيد في ترتيب أفضل 5 هدافين تاريخيين لتشيلسي، وحصد دروجبا 13 بطولة متنوعة مع «البلوز»، أهمها رباعية الدوري الإنجليزي، التي بدأت في موسم 2004/‏‏2005، بعد 50 عاماً من آخر تتويج له، كما أهدى الإيفواري فريقه لقبه الوحيد في «تشامبيونزليج» عام 2012، بعدما أحرز ركلة الترجيح الأخيرة، في النهائي، أمام بايرن ميونخ العملاق.
الغريب أن الجماهير الإنجليزية اعتادت توجيه هتافات عنصرية ضد اللاعبين، أصحاب البشرة السمراء، حتى لو كانوا يحملون الجنسية الإنجليزية، وهو ما تعرض له رحيم ستيرلنج من قبل بعض جماهير الأندية المنافسة، في الوقت الذي واجه خلاله إساءة أخرى خلال مواجهة «الأسود الثلاثة» مع الجبل الأسود، مع زميله روز، وهو ما يدعو للحيرة الشديدة؛ لأن جماهير إنجلترا احتفلت بتوهج نجم «السيتي» خلال الفترة الأخيرة مع منتخب بلادهم، واعتبروه النجم الأول و«الترمومتر» الحقيقي لأداء المنتخب، مثلما وصفته الصحف الإنجليزية التي اتهمها ستيرلنج، وآخرون، بتغذية العنصرية ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء.

بالوتيلي نجم.. وضحية !
مرت الملاعب الإيطالية بعام سيئ، بسبب تعدد حالات العنصرية التي مارستها الجماهير ووسائل الإعلام أيضاً، وكانت واقعة صحيفة «كورري ديللو سبورت» الأخيرة هي أبرز الأمثلة، برغم رفض الصحيفة الاعتراف بتعمد الإساءة لكل من، لوكاكو وسمولينج، قبل مواجهة إنترناسيونالي وروما، ووقع كل من مويز كين ثم ماريو بالوتيلي ضحية لتلك الإساءة، برغم أن كليهما لاعب دولي في صفوف «الآتزوري»، والغريب أن بالوتيلي الذي هاجمته جماهير بعض أندية الكالشيو، تغنى باسمه كل عشاق المنتخب الإيطالي في بطولة «يورو 2012»، عندما كان أول لاعب يمثل «الآتزوري» من أصحاب البشرة السمراء، وتوهج بشدة في تلك النسخة القارية، وقاد الطليان لبلوغ المباراة النهائية، وكان «سوبر ماريو» هو بطل مواجهة ألمانيا في نصف نهائي تلك البطولة، بهدفيه الرائعين، وهو ما يؤكد أن الهتافات العنصرية البغيضة، تعكس حالة ازدواجية غير عادية، بين جماهير تشجع لاعبها عندما يرتدي قميص الوطن، وتهاجمه بكل قسوة عندما يمثل أحد الأندية المنافسة !

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©