عدد اليوم
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عندما توفي زوجها، شعرت لطيفة سالم خليفة السويدي أن حياتها ستنهار، لكن سرعان ما استجمعت الأم لـ 9 أبناء قوتها، وعزمت على إكمال المشوار بنجاح، وتعليم أولادها القيادة والعزيمة والتميز، بل وأخذت على عاتقها تعميق صلاتهم بمجتمعهم، من خلال تطوعها لتقديم أنشطة تراثية في كثير من الفعاليات.
وأصرت لطيفة، الحائزة جائزة برنامج سمو الشيخة فاطمة لبرنامج التميز والذكاء المجتمعي، فئة الجدّة المتميّزة لعام 2019، على تدريس أبنائها ومتابعتهم، ولا سيما بناتها التي سعت إلى إتمام دراستهن الجامعية قبل الزواج، عملت بجد واجتهاد، وتابعت الأبناء التسعة في المدارس، وكانت قدوة في السلوك، ما أثر في أولادها حتى كانت سبباً في التزامهم بالقيم والعادات والتّقاليد والهويّة الوطنيّة، كما كانت تقوم بالعديد من الأنشطة المدرسية، التي يشترك فيها أبناؤها، مثل الورش البيئية والتراثية لتعزيز الهوية، حتى أصبحوا بدورهم ينظمون العديد من الورش والأنشطة التعليمية والبيئية.
وشاركت الجدة، الحاصلة على شهادات تقدير في أعمال تطوعيّة كثيرة، مثل إعداد وتقديم ورش عن الحرف التقليدية، وتحضير العطور العربيّة والمخمريّة، وتوزيع الطّعام على العمّال، وتشجيع كبار الشّخصيّات على ممارسة الرّياضة، والمشاركة في فيلم محوره الأسرة، كما ساهمت في تنمية مهارات أحفادها الـ19، بتشجيعهم على الالتحاق بدورات فنيّة وثقافيّة متخصّصة، ما جعلهم من القياديين المحققين للكثير من الإنجازات.
مثّلت لطيفة قدوة حسنة في السّلوك، أثّرت إيجابياً في أسرتها، ودفعتهم نحو الالتزام بالقيم والعادات والتقاليد والهوية الوطنية، وتمّ تكريمها بعدة شهادات مثلت الحافز لأبنائها ودفعتهم للتميز، فقد كانت تملك إرادة فولادية، فهي التي كانت وراء ابنها عبدالله، الذي شارك في سباق السّيّارات لتمثيل الدولة في الكويت، وفاز الابن بعدّة جوائز، وحرصت على دعم إحدى بناتها للالتحاق بالدّورات التأهيلية الفنية، التي أبرزت موهبتها كفنانة تشكيليّة، وكما حملت هم أبنائها، فإنها كانت تسهم في تحقيق فرق في حياة المحيطين بها، فللطيفة اهتمامات بيئيّة، حيث ساهمت في توثيق الأضرار البيئيّة النّاجمة عن مخالفات الكسّارات، كما أسهمت في رفع الوعي بالمفردات التراثية، بحيث أصرت على تعليم الفتيات لتعزيز التراث ونشره، وتنظيم ورشات في المدارس.
