الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سيف محمد.. «متطوع» في حب الإمارات

سيف محمد.. «متطوع» في حب الإمارات
27 ديسمبر 2019 00:56

أشرف جمعة (أبوظبي)

اعتاد سيف محمد الظفيري أن يستقبل صباحه بممارسة رياضة المشي التي يحبها أو ركوب دراجته الهوائية.. وفي منطقة الخران بإمارة رأس الخيمة وقع نظره على أكوام من المهملات في الفضاء الفسيح، فلم ينتظر أحداً لمساعدته من العابرين، واندفع برغبة الإنسان في داخله إلى تنظيف المكان وهو يحس بأهمية أن يكون المرء عنواناً لوطنه.
هكذا فكر المواطن الإماراتي الظفيري الذي حمل أكياس القمامة الفارغة وعبأها بجهد وفرح، وهو يشعر بمسؤوليته تجاه البيئة ومن ثم تصحيح خطأ غيره بكل محبة ورضا، مستجيباً لما رسخ في نفسه واستقر في ضميره من قيم توارثها عن الآباء والأجداد، وليكون بهذا الفعل الحسن قدوة للصغار والكبار، إذ لم يوجه لوماً لمن ترك مكانه في البر في أثناء رحلته مكتظاً بالزجاجات الفارغة والنفايات، وإنما سابق الزمن عبر 6 ساعات اقتطعها من يومه وقضاها في تنظيف المكان.

يسارع الخطى
يقول المتقاعد سيف محمد الظفيري: «تعودت أن أبادر دون أن يحس بي أحد في أي كل مكان تقع عليه عيني وأجده يحتاج إلى من يعيد ترتيبه وإخلائه من المهملات، وفي هذا اليوم كنت قاصداً في رحلتي أداء طقوسي اليومية والتي تتمثل في المشي في الهواء النقي، خاصة أن الأجواء دافئة في هذه الأيام، وفي أثناء طريقي في منطقة الخران وجدت أكواماً من المهملات التي تحتاج إلى جهد وعمل متصل حتى تُزال من المكان، وفي هذه اللحظة أحضرت أكياساً ذات حجم كبير وتبعني عامل عندي وبدأت في جمعها ووضعها في الأكياس، وفي تلك اللحظات كنت أشعر براحة في نفسي، وهمة في بدني وأنا أسارع الخطى وأقدم على هذا العمل بدافع حبي لوطني، ومبتغياً في ذلك رد الجميل لهذا البلد الطيب الذي غرس في نفسي بذوراً من رحيقه الخصب، خاصة أن جميع أبناء الوطن مجبولون على مثل هذه الأفعال لأنها تنتقل بالفطرة من جيل إلى آخر، وفي أثناء أداء هذه المهمة، مر أحد الأشخاص وتحدث معي، مثمناً ما أقوم به من جهد، ولم أكن أدري أنه يصورني بكاميرا هاتفه، لكنني انتبهت إلى ذلك، ومن ثم نشر الفيديو بموافقتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

جمع المخلفات
يذكر الظفيري خريج جامعة الإمارات أنه يميل إلى مثل هذه السلوكيات، وأنه يدرك تماماً الخطورة المترتبة على تلوث البيئة، خاصة أنه يعيش في وطن يمتلك كل مقومات الجمال، وكلما طافت العين في أرجائه رأت المناظر الخلابة دليل عناية واهتمام، لافتاً إلى أنه في كل عام وبعد الانتهاء من احتفالات اليوم الوطني ينبري في جميع المخلفات، ووضعها في أكياس حتى يطمئن إلى أن المكان عاد إلى هيئته المعتادة، موضحاً أنه لم ينتظر في يوم من الأيام جزاء أو شكراً على ما يقوم به لإحساسه العميق بأن كل إنسان يستطيع أن يرد للوطن لو جزء قليل من الجميل بمثل هذه بالأفعال التي تنم عن نوايا صادقة وفطرة سليمة.

مهام تطوعية
ويورد الظفيري أن هناك رسائل كثيرة يجب أن تصل إلى الجميع من خلال وسائل الإعلام المختلفة تتمثل في ضرورة الحفاظ على البيئة وتعويد النشء، خاصة على المحافظة على جماليات المكان، وأنه من الممكن أن إطلاق مبادرات لترسيخ مثل هذه السلوكيات لدى طلاب المدارس أيضاً لكون المحافظة على بيئة نظيفة خالية من النفايات ثقافة ومسؤولية اجتماعية في الوقت نفسه، وأن المسؤولية مشتركة لكل من يعيش على أرض الإمارات، سواء مواطنين أو مقيمين.
ويسعى الظفيري في الفترة المقبلة إلى إطلاق مبادرة لتنظيف أماكن أخرى خاصة أنه ينتمى إلى «جروب رياضي» مكون من 25 شخصاً من هواة ركوب الدراجات الهوائية، وأن هذه المجموعة ستتعاون في أداء مهام تطوعية تسهم في الحفاظ على نظافة البيئة والاهتمام بها.

«الاتحاد» تكرم الظفيري
كرمت «الاتحاد» سيف محمد الظفيري على جهوده في حماية البيئة والحفاظ عليها، وأهداه، أمس، حمد الكعبي، رئيس التحرير هدية تذكارية، في أجواء احتفالية عبرت عن النهج المتبع في مثل هذه المواقف، ومن ثم دعم أفراد المجتمع الذين يقدمون أعمالاً تطوعية تعود بالأثر الإيجابي على الوطن، خاصة أن الظفيري يعد نموذجاً للتواضع، وأن مبادراته الشخصية تلقى قبولاً لكونها تعبر عن المشاركة والتعاون من أجل أن تظل البيئة عنواناً لحضارة الوطن، وتعبيراً عن القيم المتجذرة في المجتمع الإماراتي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©