الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الفنون الشعبية».. سمفونية الماضي بمهرجان الشيخ زايد

«الفنون الشعبية».. سمفونية الماضي بمهرجان الشيخ زايد
28 ديسمبر 2019 00:10

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

يتميّز مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي منذ انطلاقته، بتنوّع تراثي حافل من الفنون الشعبية الإماراتية، التي تمتزج بروح الأصالة، وبوح الكلمة بأهازيجٍ فلكلورية وطنية ملهمة يستمتع من خلالها الزائر، منتشياً بعفوية المعنى وشفافية الفكرة، حيث تختلف الفنون الشعبية الإماراتية المشاركة ما بين العيالة والحربية، مما يجعل الزائر يقف مستطرباً مع سمفونية الألحان التراثية ومنسجماً غائصاً في عباب بحور الأصالة الإماراتية المستمدة من عبق الماضي الإماراتي المتجذر بأنغام العلاقة والشلات الشعرية التي تتغنى بالوطن والولاء لقيادته الرشيدة.

تاريخٍ مجيد
وتأتي مشاركات الفنون الشعبية الإماراتية في مهرجان الشيخ زايد، حرصاً من أبناء الوطن على تقديم هذا اللون التراثي سواء كانت حربية أو عيالة، لما تحمله من معانٍ سامية، وتاريخٍ مجيد محمل بروح الأجداد، وعزيمة الأفذاذ الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الوطن في تنميته ورقيه، وازدهاره.
وتتزيّن ساحات المهرجان باستعراضات الفنون الشعبية الإماراتية بأداء موسيقي ملفت يعكس المخزون التراثي، والموروث الوطني الذي يمثل عبق المعاني بروح الألفة والمودة والمحبة التي قضاها وعاشها الأجداد، ليبقى راسخاً في النفوس، ورمزاً ملهماً لتعزيز الهوية والانتماء للوطن والتاريخ المجيد.

فخر واعتزاز
وقال سيف هلال الكعبي، شاعر وقائد فرقة الهيلي الحربية الإماراتية: «نشارك بفنون الحربية بمهرجان الشيخ زايد منذ تأسيسه، ضمن جناح دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وهذا وسام نضعه على صدورنا موّشح بالفخر والاعتزاز، فهذا المهرجان يمثل الهوية الإماراتية ويعبر عن رؤى المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فالمشاركة تعتبر إنجازاً ورصيداً يضفي إلى كل المشاركين قيمة وطنية، وثيمة وجدانية عظيمة»، مؤكداً أننا نقوم بواجب وطني لإبراز الموروث الإماراتي الممتد منذ الأزل والذي نفتخر ونعتز ونتباهى به أمام الأمم.
وتابع الكعبي: تتكون فرقة الحربية من 30 شخصاً تقريباً، وأثناء الفقرة يصطفون على شكل صفين، بالإضافة إلى الشاعر الذي يقود الفرقة، وتختلف الحربية عن العيالة بالسرعة في الأداء والإيقاع من حيث ألحان الشلة، مع إدراج الآلات الكهربائية ممثل الموسيقى والعود.

«عيالة» كويتية
أما عوض العزاني، شاعر وقائد فرقة «خير بن الحاي الكويتية» للعيالة: «إن مشاركتنا في هذا المهرجان تعتبر إضافة لنا، كون المهرجان يحمل اسماً خالداً في نفوسنا وهو المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، مضيفاً أننا نشارك في المهرجان منذ تأسيسه، ونقدم كل ما لدينا من طاقات وجهود، فالمشاركة في مثل هذا الحدث التراثي الضخم تؤكد الولاء والانتماء والحس الوطني الرفيع لكل المشاركين.
وأشار العزاني إلى أن وجود فرقة العيالة الكويتية في المهرجان، التي تأسست منذ أكثر من 60 عاماً، يجعل الزائر أمام لوحات من الزمن الجميل والتي تعبر عن صون التراث على مر العصور.
وتابع: الفرقة تقدم كل ما لديها من إمكانات فنية وتراثية، لأنها جاءت من تاريخ متواصل بين الأجيال، بتأسيس راسخ متجذر، وافتخار بالماضي التليد، واستشراف المستقبل الزاخر بالمعاني والأماني المشرقة.

مستوحاة من «الكاسر»
وأوضح العزاني، أن الفرقة تقدم فن العيالة «البرية»، التي كانت أساس حياة المواطنين قديماً، تعبيراً عن فرحتهم وسعادتهم بمختلف المناسبات العامة سواء كانت وطنية أو اجتماعية أو غير ذلك، وتختلف العيالة من البرية إلى البحرية بتفاصيل دقيقة مثل اختلاف استخدام الآلات الموسيقية، والشعر والأهازيج، والمجموعة المشاركة فيها، بالإضافة إلى حركة العصيّ، مشيراً إلى أن الآلات المستخدمة في فن العيالة مستوحاة من «الكاسر» الذي يعتبر أساس العيالة، والطار، والرحماني، والطاسة النحاسية، أما الأفراد «الرديدة» فيتراوح عددهم بين 30 و50 شخصاً، وبالنسبة لمن يقود الكاسر فيسمى بـ«فنان الكاسر» وهو من يقود الفرقة، وعلى أساسه تقوم وتنهض بشلاتها وقصائدها، وهذا ما يميز العيالة ويجذب الأعيان لما لها من عفوية في الطرح والتقديم، ويعيش معها المستمع متابعاً أجمل اللحظات المقدمة على الفطرة دون أي أدوات موسيقية حديثة، مؤكداً أننا قدمنا اقتراحاً ليكون فن العيالة مدرجاً بمناهج وزارة التربية والتعليم لكي تدرك الأجيال موروثها وأصالتها، باعتبارها من الإرث الحصين والرصين الذي لا ينضب ما دامت السواعد ممتدة لحمل الراية ومواصلة الطريق.

العيالة بـ«اليونسكو»
يفتخر أهل الإمارات بفنون العيالة، حيث إنها أدرجت ضمن التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو عام 2014، مما يعكس الإرث الثقافي الغني لدولة الإمارات، ويعطي مؤشراً للآخرين على روح المروءة والشهامة التي تتميّز بها الحياة البدوية، كما تعزز قيم الكرامة والشرف، حيث أصبح هذا الفن رمزاً لهوية الدولة ووحدتها كونه يجسد القيم التراثية الأصيلة للثقافة الإماراتية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©