الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبدعون يتذكرون وهج بدايات "المجمع الثقافي"

مبدعون يتذكرون وهج بدايات "المجمع الثقافي"
14 ديسمبر 2018 02:02

فاطمة عطفة (أبوظبي)

عاد المجمع الثقافي يزهو ويستقبل زواره ومحبيه من جديد، فقد علقت على جدران قاعات الطابقين الأول والثاني أكثر من 100 عمل تشكيلي لمجموعة من الفنانين الإماراتيين الذين شهدوا البدايات الأولى للمجمع الثقافي خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ورافقت هذه العروض، مساء أول أمس، جلسة نقاش نظمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حضرها كل من سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وريتا عون، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وكوكبة من الفنانين المشاركين في المعرض المقام بالمجمع تحت عنوان: «الفنانون والمجمع الثقافي: البدايات».
ترأست الجلسة مايا أليسون، رئيس القيمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي، وأدارت الحوار مع الفنانين الضيوف علياء زعل لوتاه، المدير التنفيذي للمعرض ومساعد تقييم أول من اللوفر أبوظبي، ومن الفنانين شارك كل من الفنانين والفنانات، د. نجاة مكي، وعزة القبيسي، وجلال لقمان، وعبد الرحيم سالم.
وحول المعرض الجماعي قالت د. أليسون: إنه غير اعتيادي لأن إقامته في المجمع تبين ارتباط الفنانين بالمجمع الثقافي وعلاقتهم به خلال احتضانه لإبداعاتهم في بداية عملهم الفني.
وفي هذا السياق، تحدثت الفنانة علياء لوتاه عن تنظيم المعرض، وكيف جرى التنسيق بين المنظمين للمعرض والفنانين أصحاب الأعمال التشكيلية، واصفةً أن هذه الحوارات التي جرت معهم كانت مثيرة للاهتمام، فهي ليست علاقة شخص لشخص ولكنها أسئلة تحمل نوعاً من الفضول لهؤلاء الفنانين الذين استمرت تجاربهم لسنوات في المجمع الثقافي.
كما أشار الفنان عبد الرحيم سالم إلى بداية دراسته الفنون في القاهرة، وبعد عودته إلى الإمارات، لم يكن مجال الفن منتشراً في البلاد، وكان المجمع الثقافي هو المكان المهم للغاية لأنه احتضن أعمال الفنانين، وكان أيضاً يقوم بالبحوث. وأضاف الفنان سالم قائلاً: جمعية الإمارات للفنون بالشارقة لها أهمية كبيرة، حيث أقام معرضاً في الثمانينيات، وأقام معرضاً في التسعينيات في المجمع الثقافي، مؤكداً أنه كان قلعة مفتوحة لكل الفنانين، وتابع معلقاً بقوله: كنت أتمنى أن يشارك في المعرض بعض الفنانين الغائبين، لأنه كان لهم دور كبير في البدايات، ولهم ذكرياتهم واحتضن المجمع أعمالهم في ذلك الوقت، ومنهم أحمد النصار، فاطمة لوتاه، وغيرهما كثر.

استلهام المكان
أما الفنان جلال لقمان، فيشارك في معرض البدايات، بمنحوتة «العملاق الغير مرئي»، فقد عبر عن سروره بافتتاح المجمع قائلاً: «شكراً لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، لأن إعادة المجمع الثقافي مبادرة مهمة وخاصة أن هناك فنانين كباراً يستلهمون الكثير من هذا المكان. وأضاف لقمان: قصتي مع المجمع قديمة، وأنا على يقين أن المجمع الثقافي جعل مني فناناً. وأضاف: تم تنظيم أول معرض لي سنة 1996، وبعد ذلك دعيت للمشاركة في نيويورك، ثم في اليابان. إن للمجمع الفضل في تجربتي التشكيلية، منه انطلقت كفنان وبعدها عملت بالفن الرقمي، ثم انتقلت إلى العمل النحتي بالمعادن والخشب.
بدورها أشارت د. نجاة مكي إلى مسيرتها الفنية ودراستها بالقاهرة، وهي أول إماراتية تحصل على منحة إلى الخارج، وتحدثت عن مشاركاتها في معارض عالمية ومحلية، لافتة إلى ذكرياتها في المجمع قائلة: مهما تكلمت عن هذا المعلم الثقافي لا أوفيه حقه وما أشعر به، فهو صرح ثقافي قدم كل ألوان الإبداع، أما بالنسبة لي كفنانة، فله مكانة كبيرة عندي كما أن جمعية الإمارات للفنون أضافت لنا الكثير، وأيضاً اللقاءات في المهرجانات الوطنية التي تنظم في المجمع كان لها دورها في تطور الفنون. ومشاركتي اليوم مع بعض زملائي في هذا المعرض تجعلني أتذكر كل من تفانوا في العمل بالمجمع، وكنت أتمنى أن يضم المعرض أعمال كل من أسس شغله هنا في المجمع الثقافي وكان له بصمة مؤثرة.
وأضافت مكي: المجمع الثقافي بالإمارات جمع أهم ألوان الثقافات العالمية وقدمها للمجتمع، سواء من خلال المعارض التي كانت تقام أسبوعياً للفنانين العرب، أو معارض المستشرقين أيضاً، وهذا المعرض كان نقطة تجديد للتواصل مع الفن والفنانين، وهذا ما استلهمناه من أجواء المعرض.
وعبرت الفنانة عزة القبيسي عن سعادتها قائلة: أنا سعيدة جداً أن أكون معكم اليوم ومع أهم الفنانين الذين أسسوا الحركة الفنية في الإمارات. ثم تحدثت عن تجريتها: عندما رجعت من بريطانيا بدأت أول معرض لي في تصميم المجوهرات في المجمع الثقافي، مشيرة إلى أنها بعد عودتها التقت بالفنانة خلود الجابري التي ساعدتها في طباعة «بروشور» المعرض في ذلك الوقت، ثم بدأت الحياة العملية من المجمع في القاعة بالطابق الأول. وأضافت القبيسي قائلة: الآن، تغمرني السعادة بأن أقدم عملين في هذا المكان: الأول منحوتة بعنوان:«أبجدية» وهي ترمز «للكرب» جريد النخل، وفيها مواد مختلفة، لكن النخلة هي هويتي وذاتي، اشتغلت عليها بشكل سداسي الأبعاد بحيث أغير تجربتنا بالحياة بالجمل من خلال هذه القطعة الفنية، لأن كل فنان يعبر عن أفكاره بطريقة تختلف عن غيره، وأنا أشتغل من رمز النخيل في الإمارات.

سيف غباش

سيف غباش: المجمع لعب دوراً مركزياً في تثقيف الأجيال
أكد سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، فخره واعتزازه، قائلاً: كإماراتي أشعر بالفخر أن أبوظبي استطاعت أن تعيد المجمع إلى ما كان عليه، هذا المجمع لعب دوراً مركزياً في تعليم وتثقيف أجيال منذ تأسيسه، فقد فتح أبوابه للجميع منذ إنشائه. وأنا سعيد أنه سوف يظل يقوم بهذا الدور للأجيال في المستقبل.
وأوضح غباش أنه «تمت المحافظة على جميع العناصر الموجودة بالمبنى، فقط أضفنا بعض الأشياء البسيطة حيث صارت المكتبة أكبر، وأصبحت مكتبة أطفال، هذه حسب توجهات الإمارات بمشاريعها التطويرية والتعليمية، وحسب توجهات الشباب رأينا أنهم يحتاجون إلى مكتبة خاصة بهم، إلى جانب هذا أيضاً اهتممنا بالمسرح، والمرسم الحر، بيت العود، وكل العناصر أعدناها للمجمع»، مبيناً أنه ستكون هناك فعاليات مسرح وفنون أداء، وموسيقا، أيضاً في الخارج سوف تقام عروض على مدار السنة.
ولفت إلى أن قصر الحصن المجاور سوف تكون فيه وبشكل دائم عروض تراثية وثقافية وفنية، بحيث يستطيع الزائر والمقيم والمواطن التعمق في تراثنا الإماراتي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©